البارت 33

1.1K 25 0
                                    

الفصل الثالث والثلاثون
بعنوان # ردت اقلك ابقى يمي وابد لاترحل بعيد

القيادة العليا لم يسبق لهم مكالمته الا اذا كان هناك موضوع خطير ؛ عدة اتصالات فائتة أثارت هواجسه وشكوكه ؛ سارع بالاتصال وبعد التعريف عن رقمه الوظيفي تم تحويله الى الجهة المسؤولة ...
صدمة ومفاجأة لم تخطر له على بال ، منذ سنوات وهو يحلم بهذه اللحظة ، سعى لها بكل جهده وامكاناته وتدريبه المكثف ، وأخيراً تم اختياره لهذه الدورة بعد جهود مضنية وسنوات عمل طويلة ، أجمل حدث في حياته يترافق مع أكثر لحظاتها حزناً وألماً ...
توالت المكالمات من أصدقائه ، مؤكد الكل يريد تهنئته ، هذه الدورة لا يحصل عليها الا أعداد قليلة مختارة بعناية ولا تتكرر الا بعد سنوات عدة ؛ رد بتراخي على محمود المنفعل من الفرحة ، تفاجأ محمود من رده البارد وتغيرت نبرته الفرحة الى نبرة مليئة بالقلق : فارس انت فيك شي ؟ لتكون الاصابة عاودتك ؟ او في شي ما أدري عنه ؟
فارس يمسح رأسه المبلل وبضيق : ما في شي ، كنت باسبح وتوبني طالع من البحر .
محمود بغموض : وش وداك البحر ! مالك بالعادة تروحه الا لما تكون متضايق ، فارس لا تخبي عني ، انا ....
فارس بضجر : أووووف يا محمود انت تدري اني ما أحب الاجازات وهذي الاجازة الاجبارية ضيقت خلقي .
محمود بابتسامة : يا سيدي ما عاد في اجازات ومن بعد باكر تبدا المرحلة التمهيديه بالقيادة اسبوعين ومن بعدها تسافر أمريكا ويتوسع خلقك هههههه.
فارس شرد فكره لحظات ثم أنهى المكالمة مع محمود وهو في قمة الحيرة والضيق ....

******

فهد بابتسامه : علامه فارس بيك ليه ما هو معبرنا !
محمود : كاين بالشاليهات ويسبح .
فهد وقد تغيرت ملامحه : فارس ما يروح البحر الا لما يضيق خلقه ، ما خبرك وش في عنده ؟
محمود : يقول ما يحب الاجازات واتوقع انها تقلب عليه المواجع .
فهد بقهر : فارس لازم ينسى الماضي ويفتح صفحة جديدة ؛ الحياة ما توقف عند تجربة مهما كانت قاسية .
محمود بتأكيد : بعد ما يرجع من الدورة باذن الله ؛ أنا بظل وراكم انتم الاثنين لما أزوجكم وافتك من همكم ويا ويله اللي يعارضني .
فهد بتصريفة : اي لعاد بروح أشوف القسم أشغلنا هالفويرس وحنا ندوره ..

******

روعة وآلام الولادة تداهمها كل حين وحين : وأم اربعة واربعين هي وولدها ليه يرابطون عند غرفة الأطفال ؛ ليكونوا متأملين ياخذونه او حتى يشوفونه .
ام عبدالله بحذر : تدرين ام عامر متشقق قلبها على حفيد لا تلوميها .
دخل ابو عبدالله وأشار الى زوجته بمعنى " هل أخبرتيها " انتبهت روعة الى اشارته وقالت بقلق : وش في يبا على شو تتغامزون .
أم عبدالله بضيق : ما في شي يا بنيتي لا تخافي هذا ابوك بيطمن عليك بس .
روعة تجاهلت كلامها : يبا خبرني وش في تدري بي بنتك القوية وأتحمل ..
أبو عبدالله : يبا هي شغلة بسيطة باذن الله ومع السنين بتتعالج وحنا معك ويمك بنساعدك .
روعة بجزع : وش فيه ولدي يبا ؛ أنا من الأول شاك وماني مصدق كلام أمي .
ابو عبدالله : يا بنتي لا تخافين ؛ مشكلة بسيطة بالحوض ومع العلاج بيتحسن باذن الله ؛ وكلنا معك بنساعدك تعتنين به .
روعة كانت قد رنت جرس الممرضات عدة مرات خلال حديث أبيها ؛ دخلت الممرضة بسرعة وخوف ، روعة بحزم : أبغى الحين دكتور الأطفال يجيني .
الممرضة : الحين هو بالعيادة وعنده مرضى ...
قاطعتها روعة بغضب : اتصلي بيه فوراً وحالاً خله يكلمني .
لم تعد تستمع لكلمات أبويها المطمئنة والمشجعة فقط انتظرت رنين الهاتف المجاور لها وبسرعة التقطت السماعة وبدون مقدمات : ودي الحين بكل صراحة تحدثني عن حالة البيبي وبالتفصيل ....

رحلة عذابي أنا 💘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن