-الفصل الرابع-

38 7 8
                                    

عند خروج المحقق من شقة العازف بدأ يهذي لنفسه: ااهم... لا يجب على المحقق البارع السؤال مباشرة عن القضية لأن ذلك يجعل المتهم ينتبه لما يفعله فيكذب في اجاباته حتى لا احصل على شيء يصله بالآمر....

طيبة الشخص ليست دلالة على عدم إرتكابه الجريمة

ربما قد يكون مريضا نفسي او مجنون لديه انفصام او هوس بالسرقة و القتل ، كل تلك الحالات مرت علي.... لماذا قد أخطئ في حل هذه القضية؟
انها اسهل مقارنة بما مررت

-دخل على شقة سمانثا و كانت تثرثر منذ بداية دخوله حتى النهاية مما جعله ينسحب ببطء للخروج فهو لم يستفد شيئا منها ، عند خروجه كانت قد عادت جولي مرة اخرى بوجه مليء بالكدمات ، تفاجئ ميغيل مما رآه

جولي: ألم اخبرك انه لن يتغير في ليلة و ضحاها !! مزال يفرغ غضبه فيني و يلكمني من كل ناحية !!
ميغيل: على مهلك....هل أتصل بجمعية حقوق المرأة؟ اعتقد انه الحل النهائي و الافضل لما يحصل معكي... ، اه صحيح سأحولك إلى صديقي فهو مختص بمحاماة الطلاق ، رفع هاتفه لينتظر الرد من الجهة الاخرى

و كانت جولي سارحة في تفاصيل ميغيل و منغمسة في ملامحه ، يبدو انها تقارنه ببشاعة زوجها السكير العنيف ، لماذا تزوجته من الاساس اذا كان شخصا سيء؟

قصتها تبدأ منذ ايام الثانوية عندما كان هو يعمل حارس للمدرسة ، و هي مجرد طالبة ترتدي زيا ازرق بأشرطة حمراء مخمرية ، والدتها كانت مثلما حالها بالمستقبل ، مشاكل هي و زوجها و صراعات و محاكم طلاق ، ساهمت هذه الظروف و وراثتها لصفات امها في تحول شخصيتها نحو العدائية و الشراسة

فتاة مكروهة من الجميع ، دائما ما  تدخل في مشاكل مع الآخرين بسبب لسانها و عدم توصلها للمنطق و التفاهم ، في نهاية كل شجار يتم معاقبتها بوضعها داخل صندوق القمامة خلف المدرسة ، كانت تصل لأقصى درجات غضبها لكن ما باليد حيلة

لازال حارس المدرسة يتأمل ملامحها الصغيرة و الانثوية مما زرع فكرة خبيثة برأسه حتى ينالها

ارتدى ملابس فاخرة و تقدم نحوها ثم اخرجها من القمامة قائلا: لا اعلم من الذي رمى وردة حمراء هنا دون الاهتمام باوراقها الناعمة ، بإمكاني إخراجك من مشاكلك ان عشتي  معي....تزوجيني

جولي: م..ماذا؟ لكنك اكبر مني ب 12 عام و انت حارس المدرسة

رد: لم اعد حارسا ، لقد ورثت ثروة هائلة من ابي و ها انا انوي ايجاد شريكة حياتي للسفر معها ، تعالي هيا

بعد فترة وافقت جولي على الزواج منه لتكتشف لاحقا بأنه لم يرث اي شيء و ما زال حارسا بل تم طرده لأنه يتعاطى الممنوعات و الخمور

مسكنه قديم و ملابسه رثة كان كل ما اخبره لجولي مجرد احلام كاذبة لا وجود لها

الضغوطات التي فوقها جعلتها تتسرع بالموافقة لتصدم بما رأته منه ، صدر قانون انه اذا ارادت الفتاة الطلاق فعليها التنازل عن جميع حقوقها و لا تحصل على تعويض مالي ، اجبرت سمانثا ابنتها على عدم الطلاق لأنها لن تحصل على اي مال منها

و في الواقع سمانثا لا ترغب بتواجد ابنتها لأن مالها بالكاد يكفيها ، مختصر حياة جولي...اسبوعين عند زوجها و يومين عند امها ، ما رأيكم قصة مؤثرة صحيح؟

الضحية جولي غادرت قبل انقطاع الكهرباء ربما ستفرغ حقدها عن طريق سرقة اغراض الآخرين ، هذا ما فكر به عقل يوان ميغيل

سيفكر اكثر لكي يتوصل إلى حل واضح

جلس معاها و بدأ بسماع كل شكاويها و فضفضتها التي تبين ان لديها مشاكل نفسية عديدة

ميغيل في نفسه: ما خطب هذه العمارة يملأها غريبي الاطوار و المرضى لنفسيين ، سأضعها ضمن المتهمين لان اغراضها لم تضيع ، الآن عقلي مشوش بالكامل و احتاج إلى الراحة

-ترك عنوان مكتب صديقه المحامي لجولي و قال بأنه سيتكفل بكل شيء لها ، خرج من العمارة مرهقا ، لتنغمس السماء في ظلام لا ينيره غير النجوم الساطعة

تسكع في الحديقة ثم نام على العشب ليعيد النظر مجددا في السماء

فكر قائلا: هل لكل نجمة مشكلة تختلف عن غيرها؟ اذا نظرت لحالي فإني ممتن حقا لكوني هكذا ، مهما وصلت مشاكلي اسوأ مرحلة لازال هناك اشخاص يعيشون جحيما واقعا هنا ، مهما كانت ظروفك تؤلم تذكر جولي ، مهما شعرت بالوحدة و الفراغ تذكر ميهايا ، مهما شعرت بالاحباط و عدم ايجاد من يستمتع بهوايتك تذكر موهيتو لكن تذكر ايضا بأنك ستجد من يهتم بك حتى لو كانوا كبار السن

مهما شعرت بأنك اناني و لا تهتم سوى لنفسك تذكر سمانثا الذي يهمها المال اكثر من ابنتها

ااه تعبت ترى من المجرم؟ لا اعتقد انه الجد و الجدة لأنهما كبار على الحركة بخفة و السرقة ، كما انهما سعداء ، لا اعتقد انه موهيتو لأنه ملتزم بأخلاقه و هواياته

ربما سمانثا او ابنتها او ميهايا ، مزلت لم اقابل العجوز توم لأنه دخل متعبا و خلد إلى النوم ، ماه اعتقد إنني سأعود إلى المنزل ايضا

-وقف ليتلألأ صوت العشب نحو اذنيه مع نسمات الليل المتسللة بإتجاه وجهه بتطاير خصلات شعره ، عاد اخيرا إلى منزله بعد مسيرة من المواصلات ، عند فتحه الباب وجد.... يتبع

اكتب رأيك عن القضية و ما هي توقعاتك

لص في عتمة الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن