-الفصل التاسع-

38 6 6
                                    

فيجاي: في الحقيقة...هاسكر لديه مهمة ، لن يتفرغ إلا بعد عدة ايام
( هاسك هو كلب بوليسي لديه اقوى حاسة شم على مستوى المدينة )
ميغيل: عند انتهائه فورا احضره لي حتى لو في منتصف الليل ، اريد ان ارتاح من هذا اللغز المعقد
فيجاي: انصحك ان تتركه و تطلب من صاحب العمارة ان يعوض الساكنين ، لا فائدة من البحث اذ كانت كل الادلة متناقضة ، احساسي يقول ان هناك شيء أخذ عقلك و جعلك مركزا معه متجاهلا بقية الاسباب....
شعر ميغيل بالغرابة حيال نفسه ليرد: اه ! معك حق ، اعتقد ان شيئا ما جعلني اركز عليه لدرجة نسياني إنني في قضية و يجب ان اهتم بالجميع ، حسنا عمت مساء
-اغلق الخط لينام على ارضية الممر يفكر في كلام فيجاي جيدا... هل هناك ما يأخذ عقله عن القضية؟ لقد فهم نفسه اخيرا ، وضع اذنيه بجانب الباب حتى يسمع اي حركة تحدث بغرفتها لكن كل ما سمعه هو بكاء و انين و تمني الموت
يوان: هل ما قمت به صحيح؟ إيذاء فتاة متهمة لم يتضح بعد ان كانت هي اللص ام لا.... سأتصرف غدا معها
-في الصباح و بالطبع ميغيل قاوم النوم لآخر لحظة حتى فتحت الباب و مشت بهدوء ، رأته مستيقظا لكنها تجاهلته تماما و كأنه لا شيء امامها ، اغتسلت بالحمام لتخرج نحو المطبخ تغسل الصحون ، احست بحرارة شخص يقف خلفها فقام بلفها و احتضانها: انا اعتذر بشدة عما حصل البارحة ، انا المخطئ ! صفاتي العصبية و التحقيقية طغت على مشاعري ، بإمكانك إعطائي فرصة اخرى لنصلح الامر...ما رأيك؟
ردت بصوت ذابل: ابتعد...انت محقق لئيم....سأرفع قضية عليك
: إرفعي ألف قضية علي و اكسبيها لكن الاهم هو مسامحتك لي...
طغت دموعها على كبريائها و نزلت دون ان تحرك عينيها حتى ، وجهها ثابت كأنها حرب بين الملامح من سيخرج اولا؟ الغضب ام الحزن ام الرضا؟
كسب الحزن هذه الحرب بعد صراع داخلي لا يعلم به غيرها ، فعصرت قميصه من شدة الغضب: لا تفعل هذا مرة اخرى ، لست انا اللص !
ميغيل: لن اعطيك وعودا كاذبة ، الصراحة هي اساس علاقتنا من الآن فصاعدا
-ربت على رأسها بحنية بينما هي نامت عليه بوعيها-
وضعها على الاريكة: اجلسي و انا سأتدبر امور البيت اليوم
نظرت بفضول متسائل ماذا سيحدث معهما؟ فاليوم هو الاخير من الشهر ، اي ان تهمتها ستثبت ان لم تحدث سرقة
كانت التساؤلات تتضارب و تتقاتل حتى تعتلي منصة الاجابة لكن لم يفز احد ، عاد إليها بعدما اعد الفطور كأنه يرغب بمصالحتها اليوم لأنه الاخير معها ، اثناء جلوسهما
يوان: اليوم هو الاخير معك و لم امسك باللص...كم انا محقق فاشل...بالتأكيد سمانثا هي اللص و قامت بكل شيء حتى تلصق التهمة بك...
-لم ترد عليه لذا احس بأنه من الخطأ جلب هذا الموضوع اثناء الإفطار فغيره- سأحضر افلاما لنشاهدها معا ، فالجو ممل جدا هنا ، ابتسمت كدلالة بأن هذا الموضوع اعجبها
-عادت جولي مستبشرة نحو شقتها ، فقد تم حبس زوجها في عدة قضايا لن يفلت من عقابها-
نظف موهيتو بيته و اخرج كل الاغراض خارجا ، اعطته الجدة شرابا منعشا و ساعدته في ترتيب ملابسه الجديدة لأن الاولى قد سرقت
-ذهب توم لشراء ألعاب جديدة لبنانا فلديه عرض جماعي اليوم-
-شخص ما يبيع ملابس بالشوارع و يصرخ مع قردة تقوم بالعروض: ملابس ! اقتربوا حالا انها بنصف ثمن المتاجر ، اواني فاخرة تقدموا-
بعد ان تزاحم كل الناس على الشراء رآى توم زميله يبيع مع قردته
توم: اووه ستيف !! يال الصدفة كيف حالك؟
ستيف: بخير كالعادة ماذا عنك؟ مرحبا بنانا هل انت سعيدة؟
-تقفز فوق رأسه القردة جوسي كأنها تغار من بنانا-
ستيف: جوسي لقد قمتي بعمل ممتاز اليوم تستحقين جائزة ، سأدعك تلعبين مع بنانا
توم: اجل لديهما عرض الليلة ، سيتدربان حتى ذلك الحين
ستيف: ألم اقل لك ان الالعاب القديمة هي من تجعل القرد عصبيا؟ جوسي ليست السبب
توم: معك حق ظننتها تأثرت بها لكنها كانت ترغب بالالعاب فقط
-في حين ان توم قد لا يعود إلا على منتصف الليل لأن العروض هي لنهاية الشهر ، سيرقص و يغني كل من في الشوارع احتفالا بهذا-
مر هذا اليوم فأتى الليل حيث شاهد ميغيل و ميهي بجانب بعض فلم دراما اكشن ، تشابكت ايديهما اثناء المشاهد الرومانسية ، بعد ساعات أتى موعد النوم ، هربت الكهرباء كعادتها ، جلس ميغيل بالممر ينتظر كعادته اللص لكن قد مر منتصف الليل ، هذا يعني انه غدا سيجد حلا آخر لذا غط في النوم مع ظلام المبنى بالكامل ، استيقظ صباحا و كعادة الشهر الماضي لم تحدث اي سرقة او اي شيء مريب ، اتصل على زميله فيجاي حتى يلتقيا بالحديقة
ميغيل: لقد انقضى الشهر...من المفترض أن تثبت جريمتها
فيجاي: ما الذي يمنعك اذا؟ هل انت متأكد من انها هي اللص؟ و لماذا؟
نام على العشب بتثاؤب: اجل انها هي...فقد تعرضت للسرقة خلال هذه المدة... فيجاي: ما هو الشيء الذي سرقته منك؟
ميغيل بتنهد: هااه..انه...قلبي يا صاح
وضع فيجاي يده على جبهته كأنه قد فقد الآمل في حل القضية بسبب هذا العاشق الغبي ، امسكه من قميصه و بدأ يهزه بقوة: انت محقق عند الشرطة !! نحن نعذب اللصوص !! انت قائدنا في المباحث !! هل سيطرت عليك في شهر واحد؟ بينما انا اخذت ثلاث سنوات حتى اصبحت صديقك ، سأبلغ عنك إن لم تحل هذه القضية !! السيد جوي اعتمد عليك و ها انت تخيب آمله !!
ميغيل: آسف ، لكنني لا اقدر على حل اللغز ، كل الخيوط توصلني إلى لا شيء و تجبرني على الشك بها ، كثرة مراقبتي لها جعلني احبها ...لم اقصد حدوث هذا !! ساعدني !!
فيجاي: لدي الحل ! ستمدد الفترة اسبوعا آخر ، لأن هاسكر سيعود من المهمة و عندها سنبحث عن الاغراض في شقتها ! إن لم نجد شيئا سنقفل القضية و نضع تأمينات على الشقق حتى لا تتعرض للسرقة مجددا...أرآيت؟! سهل جدا !!
تأمل ميغيل كلامه و ركز على نقطة واحدة و هي تمديد الفترة اي قضاء وقت اكبر معها ، وافق دون تردد لكنه شغل عقله ايضا: ماذا لو كان شخصا غير متوقع بالشقق هو اللص؟
فيجاي: لا اعلم فهذا يعود إليك ، فكر ربما قد تجد شيئا و كف عن اوهامك الغبية لأنك ستتألم لاحقا -وقف ذاهبا بينما ميغيل تخيل ان كل الذين بالشقق هم اللصوص ذاتهم:
الجد و الجدة؟ لا
موهيتو؟ ليس هو
سمانثا او جولي؟ بعيدتان تماما
توم؟ ناه
ميهي؟ مثيرة للشك ، سأراقبها اكثر....مهلا ها انا اضع عواطفي مجددا ، سأراقبها بداعي التحقيق و ليس كما أفكر
-عاد إليها و اخبرها بالقرار بينما هي طارت سعادة من داخلها ، فهي لا ترتاح و لا تستأنس إلا بوجوده-
مضى هذا اليوم و من شدة إرهاقه ليلا غط في النوم ، وضعت الغطاء عليه و نامت بجانبه ، أتى الصباح و كان يظنه كغيره من الايام لكنه صدم بخبر افسد يومه منذ البداية ، تعرض المبنى للسرقة مجددا !!
بعدما اخبروه بهذا الخبر كان في غاية الهدوء و الرزانة لكن عند صعوده إلى ميهي ، خافت منه بشدة ، رمقها بذلك الوجه الاستحقاري ، أخذ يرفس الطاولة كالمجنون ، فرغ غضبه في أثاث المنزل ، ميهي في نفسها: كيف سأشرح له إنني لم أغلق النافذة البارحة فتم سرقتي؟ لن يصدقني !
نطقت بصوت هادئ: ميغيل...
: ماذا !!
: انت...تبالغ قليلا ، اهدأ لعلنا نجد حلا للمشكلة
يوان: لقد غفيت البارحة دون قصد ! هل وضعتي حبوب منومة في طعامي؟ سأذهب لأحلل دمي اليوم و اتأكد ، لأنه عندها سيكون دليلا للمحكمة !! استعدي للسجن انا اعرف حيلك
-خرج ناحية وجهته ، بينما هي زفرت انفاس التوتر ، جلست تنتظره حتى أتى وقت ما بعد الظهيرة ، كان يهذي لنفسه: لقد خربتها ! خربت كاميرات المراقبة كلها دون أن يتم ظهورها....هل تعلقت بالسقف مثل العنكبوت؟ يبدو ذلك لأنها اقتلعت كل الكاميرات من مكانها ، ستدفع ثمن ذلك !
(الكاميرات تعمل ببطارية تدوم ل5 ساعات)
دخل إلى الشقة ليغير بعض الاشياء ، وضع الاريكة بجانب سريرها مباشرة ، ركب كاميرات جديدة ، لم يكلف نفسه بالنظر إليها لأنه عاد يشك بها مثل المرة الاولى ، ميهي: لقد تعبت من هذه القضية ، اريد ان تكون علاقتنا طبيعية ! و لو لمرة
ميغيل: اي علاقة ! انا محقق و انت متهمة من الدرجة الاولى !
لا يجمعنا سوى القانون ! لقد سرقتيه مني و ها انا سأسترده منك !
ميهي: ما هو ؟!
ميغيل: قلبي ! انا لا اريد التفكير بك إطلاقا ! لكن الآمر ليس بيدي !

-جلس على الاريكة ممسكا رأسه الذي كاد ينفجر من السخونة و الغضب ، شهق و زفر ليقول: .....يتبع

اكتبوا ارائكم و توقاعتكم :)
مافي داعي نكرر

لص في عتمة الليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن