مدينة المطر

7 2 2
                                    

كما وصفها أبي تماما كانت الأمطار تهطل بغزاره وكنت أحب ذلك وبعد كل توقف تتجمع البرك بجانب المنازل ونتسابق من أجل إظهار مهاراتنا في رمي الحجاره على البركه
أطفال الحي يتجمعون ويتباهون ويختلسون النظرات بين الحين والآخر على أطفال البيت الجديد
او هكذا كان يطلق علينا
مدينه المطر ضمت سكان من كل الأنحاء فجارتنا من السودان وعلى الجانب الآخر من فلسطين وأمامنا من اليمن وآخرون من الصومال
عادات وتقاليد وأعراف وملابس اجتمعت كلها في ذلك الحي الماطر .
كان طريق المدرسه ليس ببعيد وكنت أحب المشي أذهب قبل مرور حافله المدرسه أقف على ناصيه طريق يلفه الضباب انتظر حافله صغيره تبيع الخبز بالزعتر لم يخلف موعده يوما ولم أخلف عهدي له
مذ كنت صغيره كنت أحب أن أتبع بعض العادات الصغيره ولا أخلفها
وعندما كبرت همشت أمنياتي وكبلت أحلامي في لحظات ولكنني أعدت فرد جناحي واستطعت النهوض مره أخرى رغم الجراح الداميه ..
لقد نهضت
صديقه قديمه أمر على منزلها قبل الوصول إلى المدرسه أحب التحدث معها عن أڜياء مهمه كانت طفوليه إلى حد كبير هي .
يوم الاجازه لم نخلفه أبدا فقد كانت أمي ترتاح من إعداد الفطور وأخواتي يتأخرن في النوم دائما وانا كالعاده أنهض مبكره لأشاهد خيوط الفجر الأولى سالكه نفس الطريق ولكن هذه المره إلى مقهى صغير يبيع الفلافل والخبز الطازج فأشتري منه بما لدي من نقود وأعدو مسرعه فهناك من ينتظرني .
طالما أحببت المدرسه والدراسه والكتب حتى في مدينه غريبه ضمتنا ومع أناس غرب لازلت أحتل المراكز الأولى في المدرسه
جارتنا طيبه القلب تأتي دائما لزيارتنا والتحدث مع أمي في كل شي
احضرت يوما ابنها وكانت تبكي رجت أمي أن اذاكر معه فأنا وهو في نفس العمر وافقت أمي وأعدت الاستذكار معه
كان صبيا ذكيا جدا يفهم ما أقوله له وكنا ننهي الدرس بسرعه ويختلس اللحظات للحديث عن أشياء لا نفكر بها عادة.
هل تعرفين لماذا أظافر الأطفال متسخه رغم أنهم لا يخرجون انهم يلعبون في الجنه
ذهلت منه وظل سؤاله عالقا في ذهني واستسلمت لإجابته ولم أبحث عن تفسير
ربما لأنه طفل الجنه كان يعلم بما يحدث
بعد سنوات علمت أنه صار ضحيه أب عصبي لا يتعامل إلا بالعصى وأم عاجزه
لقد فقد عقله ..
سلاما لروحك الطاهره ولعقل لازلت أرى الضياء فيه.

فضفضهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن