أحببت روتين حياتي الجديد .أنهض باكرا واستعد للخروج وعيني على النافذه أنتظر بائع الخبز وعندما يأتي أهرول لآخذ منه الأرغفه لاتناول شيء منها مع كوب شاي ساخن أعددته سابقا على النار وأسرع حتى لا أفوت موعد الحافله أنزل من درج طويل من الطابق السابع وأعبر الأزقه الضيقه لأصل إلى الباحه حيث تقف الحافلات .
لابد أني فوت موعدها هذه المره فقد عبرت أمامي مسرعه .!
أشرت على تاكسي فوقف وصفت له المكان فانطلق مسرعا حتى لا يعلق في أزمه سير فقد دبت الحياة في المدينه .
أحب أن أفتح النافذه وأسمع ما يضعه السائق على الراديو وعندما توقفنا إشاره مرور أنصت لثرثره الباعه على ناصيه الطريق وتبادل حديث صباحي لا يخلو من المزاح والمشاكسه بينهم فأبتسم وتنطلق السياره مسرعه مره أخرى ...
الدخول إلى مركز العمل له طابع مختلف يشعرك بأنك قد وصلت إلى عالم معزول تماما عن الخارج فهو منظومه مختلفه بحد ذاته .
وصلت إلى مكتبي وألقيت تحيه الصباح على كل من صادفته ثم بدأت عملي أمام شاشة الحاسوب .
لم يخلو اليوم من ثرثره الزميلات عن ما حدث بالأمس وما يخططن لفعله اليوم وكنت أستمع لحديثهن وأبتسم
هل أصبحت كبيره جدا على ما يقلن
هل شاخت نفسي لهذه الدرجه فأصبحت زاهده عما يطمحن إليه
أشعر بأنني بعيده كل البعد عن أحاديثهن ومزاحهن .لم تكن الفتيات يتواصلن معي كثير فقد بدوت منذ اليوم الأول انعزاليه لا أتحدث كثيرا ولكن من يأتي لمحادثتي لا أتجاهله وأعيره جل اهتمامي
شهور قليله كانت كفيله لتحويل فتاة الى عجوز لا زلت أحمي نفسي من الألم مره أخرى بإبعادها عن كل شي ...!
وقت الغداء قررت اليوم أن أنزل الى الكافتريا وأرى ما يوجد به لقد مللت الاكل في المكتب لوحدي أردت أن أكل في الكافتيريا هذه المره
المكان مزدحم الكثير من الموظفات والموظفين والطاولات مزحومه والنظرات انصب علي مذ فتحت الباب أو هكذا الارتباك أوحى لي .
طلبت من النادل شيئا خفيفا وانتظرته قليلا ثم توجهت الى طاول لشخصين بالقرب من النافذه جلست وتأملت الشارع والناس .
مرت سياره حمراء يحملون الكثير من الأغراض معهم
لابد أنهم خارجيين في رحله .
( أعددت كل شي الطعام والشراب ولبس السباحه كل شي جاهز ' أنا مستعده للذهاب كانت رحله لطيفه في بدايتها ولكني كنت أرغب أن أعوم فالرحله إلى البحر .
وصلنا وكنت في غايه السعاده فهذه أول رحله لنا جلست ورتبت الطعام على المفرش وبدأ هو بتفقد الطعام وانهالت علي الكلمات السيئه والألفاظ الجارحه لأنه لم يشاهد مشروبه ضمن الطعام ولم أخبره بأنه انتهى حتى يشتري غيره لم نجلس فلقد قرر أننا سنعود وأغلق الراديو وطول طريق العوده كان يسب ويلعن حظه بأنه تزوج مني )
تفضلي ...
قاطعني صوت لم أعي لوجوده شخص أمامي يقدم لي منديلا ...
لم أعي ببكائي ولم أشعر بوجوده !!
اخذت المنديل وشكرته
لابد أن الطعام حار قليلا وانا غير معتاده على الفلفل
قال :
أنا أحمد موظف في البرمجيات بجانب قسمكم
تشرفت بلقائك .
أمل /سعدت بمعرفتك .