الْخَوْف يَأْخُذُه ذَهَاب و إِياب بَيْنَمَا كَان يُجَاوِر الْمَكْتَبَة كُلِّ حِينٍ وَقْت ، هُنَاك آمِين الْمَكْتَبَة يَنْظُرُ لَهُ وَ كَأَنَّه قِصَّة خَيالِيَّةٌ يَنْقُلُهَا النَّاسِ فِيمَا بَيْنَهُمْ .
قُرِع جَرَسٌ بَاب الْمَكْتَبَة مُنْذِر عَلَى دُخُولِهَا اِرْتَجَف قَلْبِهِ حَتَّى آلَمَه، كَان يُشَاهِدُهَا تَدْخُل و كَأَنَّهَا وَهْمٌ أَوْ أَحَدَ الأطِيافْ الْجَمِيلَة.
طَوَالَ الوَقْتِ وَ شَفَتَاه مُنْفَرِجَة يَنْظُرَ لَهَا وَلَا تُفَارِقُهَا أُعِينُه، يَكَاد يَشُكّ بِوُجُودِهَا يَضْرِب بِقَدَمِه الْأَرْض مُتَحَمِّس لِقَائِهَا.
خَرَجَتْ هِيَ أَخَذَه كِتَاب عَن أَسَاطِير الْأَرْض، و هِيَ كُلُّ تِلْك الْأَسَاطِير وَلَمْ تَذْكُرْ بِذَلِكَ الْكِتَابِ قَطّ! إثْمًا فَعَلُوا.
يُمَدّ الْبَاب يَدَيْه خَلْفَه عَجُولٌ فِي خَطَوَاتِه ، هَوَى إلَى الْأَرْضِ سَاقِطٌ جَذَب إنْظَار الْجَمِيع لَه، لَم يُبَالِي بِذَلِك و أَخَذ أَغْرَاضِه يَجْمَعُهَا بَيْن ذِرَاعِه لَا يَرْغَبُ بإِضَاعَتُهَا مَرَّةً أُخْرَى.
"رَاشِيل! مَهْلًا عَنْكِ"
أَخَذ يُنَادّي بِوَسَط الشَّارِع و يَجْذِب الأَنْظَار مَرَّةً أُخْرَى الْجَمِيع يُدْرِك اسْمُهَا."وَيْحَك يَا فَتَى أَنَا هُنَا"
انْتَظَرَت الَّذِي يُعَاوِد فَعَلَه أَسْقَطَ كَتَبَه يَفْتَح شَفَتَيْه يَسْتَقْبِل الْهَوَاء بِصَدْر حَارّ." أَيْنَ كُنْتَ ؟ قَلقِ عَلَيْك كَثِير"
مِسْك كَتِفَيْهَا يَتَفَقَّدها تَنْزِل يَدَيْه حَدّ يَدِهَا تُرْكَز بِعَيْنَيْه الْمُهْتَمَّة، أَكْمَل حَدِيثِه وَهِيَ تَنْظُرُ لَه
" فِي الْمَرَّةِ الْمَاضِيَة نَدِمْت إنَّنِي لَمْ أبَوْحَ بمَا يَحْمِلُهُ قَلْبِي وَ جَلَّ مَا رَغِبْت بِقَوْلِه إنَّنِي أُحِبُّك عَنْ كُلِّ شَيْءٌ و لَا أَهْتَمُّ إنْ قَبِلَتْ هَذِه الْمَشَاعِر أَوْ لَا ، لَا أَرْغَب بإضَاعَة هَذِه الْفُرْصَة بِالتَّرَدُّد "
يُدِير كَتِفِه يُبْطِئ مِنْ حَرَكَاتِهِ لَعَلّ لَدَيْهَا مَا تَقُولُهُ يَنْتَظِر رَدَّهَا الَّذِي أَخَذَ قَلْبِه." اعْتَقَد أَنَّنَا نُمْلَك شُعُور مُتَبَادَلٌ ، كُنْتُ أَخَافُ مِنْ البَوْح بِذَلِكَ وَ يُسْعِدَنِي إِنَّك بَادَرَت و أَخْبَرَتْنِي لِأَنَّنِي لَنْ أَفعَلَ ذَلِكَ لَوْلَا قَوْلِك "
الْتَفَت لَهَا أَخَذَهَا بَيْن حَضْنُه يَسْتَشْعِر ذَلِك الدِّفْء الَّذِي يَأْخُذُ رَغَبَاتِه.مَع مَزِيج رَائِحَة إِزْهَارٌ الكَرَز وَكَأَنَّهَا تَنْتَظِر فِعْلِهِم بَات لَا يُفَارِقُهُ بِهَذِه اللَّحَظَات، يَقْرَبُهَا مِنْهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ تَكَاد أَرْوَاحَهُم تَوَحَّد ذَاتِهَا بِهَذَا الْعِنَاق الَّذِي يَأْخُذُ حَقَّهُ مِنْ الْوَقْتِ.
هَلْ كُلُّ شَيْءٍ كَمَا نُرِيد ؟ كَمَا الْحَال مَعَهُم الِاثْنَان خَوْفِهِم مَنْعُهُمْ مِنْ الْكَثِيرِ، الْمُبَادَرَة حَرْب احْتِمَالٌ فوزك بِهَا.
حَصَل جَوَابِه الْمُنْتَظَر. كُلّ تِلْك الْمَشَاعِر لَمْ تَذْهَبْ لَهَا هَبَاء بَيْنَمَا يُرِيدُ أَنْ يَمْلَأَ قَلْبُهَا حُبٍّ وَفَعَلَ ذَلِكَ.
كَانَ الَّذِي يُعْطِيهَا التَّقْدِيس الَّذِي تَسْتَحِقُّه و أَكْمَل بِهَا
نِهَايَةٌ الرِّوَايَة.
أنت تقرأ
الْبُكَرَة|renjun
Historia Cortaالْبَكَرَة أَوَّلِ النَّهَارِ إلَى يَقَظَة الشَّمْس مَاذَا لَو الْكَاتِب وَقَع بِحُبّ أَحَدُ أَصْحَابِ الْمَكْتَبَة الَّذِي يَقْرَأُ كِتَابَهُ؟ كَانَت خَائِفٌه أَنَّهُ لَا يُحِبُّهَا وَهُوَ كَانَ كَذَلِكَ الْأَمْر و انْتَهَت الْوَاقِعَة بـ خَوْفِهِم...