ريتشارد راميريز

276 12 0
                                    

أنه شيء لا يمكنك أن تفهمه , لكن لدي شيء لأقوله , في الحقيقة لدي الكثير لأقوله , لكن الآن ليس الوقت ولا المكان المناسب . لا أعلم لماذا أضيع وقتي وأبذر أنفاسي . لكن ماذا بحق الجحيم ؟ .. بالنسبة لما قيل عن حياتي , كانت هناك أكاذيب في الماضي وستكون هناك أكاذيب في المستقبل . أنا لا أؤمن بالنفاق , بالمبادئ الأخلاقية لما يسمى بالمجتمع المتحضر . لا أحتاج إلى النظر ابعد من جدران هذه الحجرة لأرى الكاذبين والحاقدين والقتلة واللصوص وأولئك الجبناء المصابين بجنون العظمة , طفيليات الأرض , كل منهم في مهنته الشرعية . أنتم أيها الديدان تشعروني بالاشمئزاز , المنافقون منكم والجميع . لا أحد يعلم حقيقة ما أقول أفضل من أولئك الذين يقتلون الناس لغايات سياسية , سرا وعلانية , كما تفعل حكومات العالم التي تقتل بأسم الله والوطن أو لأي سبب وعذر آخر يروه مناسبا لتحقيق مآربهم . لست بحاجة لسماع مسوغاتكم الاجتماعية .. لقد سمعتها كلها في السابق , لكن الحقيقة تبقى هي هي " .

هكذا أجاب ريتشارد راميريز حينما سأله القاضي في قاعة المحكمة عن الدافع وراء جرائمه . وقد يظن البعض بأنه ما قاله هو مجرد هراء غير مترابط لمدمن مختل . لكن لو قرأنا كلماته بدقة لوجدنا - للأسف - أنها لا تخلو من بعض الحقيقة . هناك فعلا مجرمين في هذا العالم لا يحاسبهم ولا يدينهم أحد , لا بالعكس , تراهم يخطرون بملابس أنيقة ويجلسون خلف مكاتب فاخرة ويتمتعون بالسلطة والمال والاحترام , مع أنهم لا يختلفون كثيرا عن راميريز .. فهم أيضا , بشكل أو بآخر , مجرد لصوص وقتلة ومغتصبين . الفارق الوحيد بينهم وبين راميريز هو أن ما يقومون به شرعي , أو بالأحرى تم إضفاء لباس الشرعية عليه بمبررات ومسوغات شتى .

طبعا هذا لا يبيح لراميريز وغيره قتل الناس , لكننا آثرنا أن نبدأ بهذه المقدمة المأخوذة من فم بطل القصة لكي نعطيك عزيزي القارئ لمحة عن طرز تفكير هذا السفاح الرهيب , ولتدرك بأن أغلب الجرائم التي تقترف في هذا العالم هي في أساسها نابعة عن الشعور بعدم المساواة وغياب العدالة الاجتماعية , مما يولد كراهية للمجتمع لدى بعض الأشخاص .

طبعا هذا لا يبيح لراميريز وغيره قتل الناس , لكننا آثرنا أن نبدأ بهذه المقدمة المأخوذة من فم بطل القصة لكي نعطيك عزيزي القارئ لمحة عن طرز تفكير هذا السفاح الرهيب , ولتدرك بأن أغلب الجرائم التي تقترف في هذا العالم هي في أساسها نابعة عن الشعور بعدم ا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(رايميرز مع أمه وأبيه وأبنة شقيقه)

لكن دعونا الآن نترك قاعة المحكمة حيث يمثل راميريز بتهمة قتل العديد من الأبرياء , ولنعد بالزمن إلى الوراء , تحديدا إلى يوم 29 فبراير (شباط) 1960 في مدينة ال باسو بولاية تكساس الأمريكية حيث ولد طفل بريء جميل أطلق عليه والداه أسم ريتشارد وكان مقدرا له أن يصبح الرجل الذي سينشر الخوف على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة .

الفصل التحقيقات (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن