- كان الفتى يصرخ ويبكي على الرغم من كونه ما يزال نائماً فأدرك كلٌّ من نيل وشارلوت أنه يرى كابوساً مزعجاً، لهذا هرع عمه نحوه لكي يضع حداً لمعاناته .
- جيمي ، هيا يا صغيري استيقظ .
قال نيل ذلك وهو يربت على رأس الفتى وسرعان ما فتح هذا الأخير عينيه ثم بدأ بالبكاء قائلاً : لقد رأيتهما يغرقان ... أمي وأبي رأيتهما يغرقان والبحر يبتلع اليخت بشكل كامل .
في تلك اللحظة عانقه عمه بلطف وقال له مطمئناً: حسناً لا بأس عليك يا عزيزي، لقد كنتَ تحلم فحسب كما أنني تحدثت مع والدتك في الأمس وأخبرتني أنها ووالدك سعيدان جداً وأنهما بخير تام لذا لا تقلق بشأنهما اتفقنا.
أومأ جيمي برأسه ومسح دموعه بحركة طفولية ثم نظر إلى شارلوت التي كانت واقفة عند عتبة الباب تحدق به وبعمه نيل بصمت وشيء من الذهول ... اما هي فلم تكن تتوقع أن نيل شاتنر المعروف بكونه زير نساء يكره الاستقرار والحياة العائلية لديه مثل هذا الجانب الحنون في شخصيته الجامحة .
- هل هذه المرأة حبيبتك يا عمي ؟
سحبها سؤال جيمي البريء من أفكارها فنظرت إليهما بسرعة وكانت على وشك إنكار الأمر ولكن نيل سبقها بقوله: كلا يا صغيري إنها ليست حبيبتي، بل هي زميلتي في العمل.
فابتسمت الفتاة بتوتر واقتربت منهما قائلة: مرحباً أيها الوسيم الصغير، أنا أدعى شارلوت غريفن وأنت ما اسمك؟
نظر إليها جيمي بتمعن ثم ابتسم وقال : اسمي هو جيم شاتنر ولكن الجميع ينادونني جيمي .
فقالت له بمودة : اسمك جميل يا جيمي ، كجمال وجهك وقد تشرفت بمعرفتك .
أما نيل فنهض عن السرير واستطرد قائلاً: حسناً أيها الشاب الصغير، لقد نمت لوقتاً طويل، لذا اقترح بأن تنهض الآن وتدخل إلى الحمام لكي تغتسل وتجدد طاقتك وبعدها تتناول الغداء.
بعد قوله ذاك زم الفتى فمه بحركة تنم عن التذمر والنفور وقال: كلا أنا لا أشعر برغبة لتناول أي شيء، لأن بطني ما زالت تؤلمني قليلاً.
رد عليه نيل بإصرار: بل يجب أن تتناول الطعام لكي تتمكن من تناول الدواء ، وإلا فأنك لن تتحسن أبداً وربما قد تسوء حالتك أكثر أليس كذلك يا شارلوت؟
قال ذلك ونظر إلى الفتاة فابتسمت للفتى وأردفت موافقة: بالطبع، يجب ان تتناول الطعام في وقته لأن ذلك سوف يساعدك على النمو بشكلٍ أسرع، عندها ستصبح كبيراً وقوياً مثل عمك.
ثم غمغمت بصوت خافت : ولكن أرجو أن لا تصبح وغداً مثله .
فابتسم نيل رغماً عنه عندما سمع ما قالته على الرغم من أنها تحدثت بصوت خافت ولم يعلق ، أما جيمي فقال بتذمر واضح : ولكن الطعام الذي يعده عمي ليس لذيذاً أبداً ، كما أن طعام السيدة جورجيت كان سيئ المذاق أيضاً ... لهذا اضطررت لأن أتناول الكثير من الوجبات الخفيفة التي جعلتني أمرض في الأمس .

أنت تقرأ
~ رواية قانون الوغد / للكاتبة نونا مصري ~
Romanceشارلوت غريفن شابة ذكية وطموحة، يوقعها سوء حظها في طريق محام وقح ذائع الصيت ومسؤول عن رعاية ثلاثة أولاد مشاكسين... حيث تجد نفسها وقد أصبحت جليسة أطفال بين ليلة وضحاها فتتعرض لسلسلة من المواقف الكوميدية والمكائد الطريفة من جهة، وتجربة الرومانسية ومواج...