~ رواية قانون الوغد / للكاتبة نونا مصري ~

~ حرب الكرامة ~

- شعر نيل بالذهول حقاً عندما رأى شقيقه هنري وزوجته غريس في شقته فهو لم يكن يعرف أنهما عادا من رحلتهما البحرية، أما شارلوت فابتسمت عندما أدركت أن لوكاس تعمد إخافة عمه عندما تحدث معه عبر الهاتف وطلب منه المجيء بسرعة ليتفاجئ بهذا الشكل؛ فهمست بالقرب من أذن نيل قائلة: لقد تم خداعك بسهولة يا حضرة المحامي العظيم.

أما هو فضحك قائلاً: غريس، هنري... يا لها من مفاجأة جميلة !

ثم هرع نحو شقيقه فعانقه ثم عانق غريس وسألها: متى عدتما من رحلتكما؟

أجابته المرأة وهي تبتسم: لقد عدنا اليوم، فقررنا أن نأتي إلى هنا فوراً لأنني لم أعد أطيق الابتعاد عن الأولاد أكثر ، كما أننا اشتقنا إليك أنت أيضاً يا عزيزي.

وأضاف هنري وهو يبتسم بإشراقة: لقد أكلت لحم رأسي طوال الرحلة وهي تتحدث عن شدة اشتياقها لكم، لهذا قررنا أن نعود قبل الموعد المحدد بأربعة أيام .

أجابه نيل بمرح: خيراً ما فعلتما ... حسناً في هذه الحالة سوف أعرفكما على الآنسة غريفن وهي سكرتيرتي ومساعدتي الشخصية، كما أنها كانت تهتم بأمور الأولاد للأيام القليلة الماضية لهذا أنا ممتناً لها كل الامتنان فقد قدمت لي عوناً كبيراً.

ابتسمت شارلوت بخفة وقالت: أنا لم أفعل شيئاً يذكر.

ثم التفتت نحو هنري وغريس وصافحت الأول قائلة: اسمي شارلوت غريفن ، تشرفت بلقائك يا سيدي .

قالت ذلك ثم صافحت غريس فبادرتها هذه الأخيرة قائلة: أنا أشكركِ يا آنسة غريفن لأنك كنتِ تهتمين بأولادي على الرغم من انشغالكِ، فقد أخبرني الأولاد منذ قليل بأنكِ كنتِ لطيفة معهم للغاية خلال الأيام القليلة الماضية .

بادلتها شارلوت الابتسامة وأردفت: أنا لم أفعل سوى واجبي يا سيدتي وكما يقولون لا شكر على واجب .

في تلك اللحظة اقترح نيل بعفوية: حسناً بهذه المناسبة يجب أن نحتفل بعودتكما سالمين، لذا سأذهب لأحضر العصير للجميع .

فقالت شارلوت بسرعة: في هذه الحالة يستحسن بي المغادرة الآن لأترككم تحتفلون كعائلة .

ولكن غريس أسرعت وأمسكت بيدها وتشدقت برجاء: ابقي لتحتفلي معناً رجاءً، فأنا أريد التعرف عليكِ بِشَكْل أفضل إن لم يكن لديكِ مانعاً.

وأضاف هنري بلطف: وأنا أيضاً ارغب بذلك.

فقال لها نيل: لا داع لأن تغادرين فوراً يا شارلوت فأنتِ لستِ غريبة كما تعلمين ، جميعنا سنكون سعداء لو انضممتِ إلينا لذا يمكنكِ البقاء بكل سرور .

* في البداية شعرت شارلوت بالحرج من فكرة البقاء كمتطفلة ولكن بما أن الكبار الثلاثة أصروا على بقائها فقررت البقاء بشيء من التردد، خصوصاً لأن الفتى لوكاس كان يرمقها بنظرات باردة وكأنه لا يحبذ فكرة بقائها معهم في حين أن شقيقيه لم يهتما للأمر كثيراً .