المعركة

16 2 2
                                    

قال الملك عبدالله لجنوده: أنتم لستم جنودى انتم اخوتى فى دين الله و فى الاسلام احرصوا على سلامتكم و سلامة اخوانكم و احموا ظهور بعضكم البعض ولا تتسببوا فى وفاة أحدكم و لا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا تقربوا النساء اذا رأيتموهم و اذا علم أحدكم ان من يقاتله مسلم مثله فلا يقاتله و يذهب الى أحد أخر و اذا لم يكن انه مسلم و قتله فليغفر الله له ذنبه و اذا اُستشهد أحدكم على يد مسلم مثلكم فليغفر له ذنبه فانه مجبور من ظلم و بطش برقان و من اُستشهد على يد كافر او يهودى او نصرانى ليتأكد اننا سوف نقتص له بإذن الله تعالى  و اذا اُستشهد منكم أحد فليحمله رفيقه و المجاور له ولا  تدعوهم يمثلون بجثثكم، و الأن هيا لنقول معاً الله أكبر الله أكبر النصر لنا نحن جنود الله فى كل مكان و سوف نقضى على الشر بإذن الله.

ردد جنود عبدالله هتافه بحماس و بدأوا يستعدون لمجابهة جنود برقان و مقاتلتهم.

بينما فى جانب برقان و جنوده قال لهم: من كان منكم مسلم فليسمع لى هؤلاء ليسوا اخوانكم انهم اعدائكم فلا يغرنكم الطيبة التى يظهرونها لكم و هم و ان قاتلتوهم فلا تأخذكم بهم رأفة و لا و اصبحوا وحوشاً عانقوا الموت و تأبهوا لأمر أحد و اقتلوا أى حد فى طريقكم فإننا لسنا هنا للعب و لا المزح اننا هنا للقتل فقط و لا تكونوا ضعفاء بل كونوا اقوياء، و الأن رددوا معى النصر لنا نقتل الأعداء بدون خوف.

ردد جنود برقان كلامه و لكنه كان ضعيفاً مهزوزاً لعدم ثقتهم بالنصر و لقد شعروا بأمر ما جلل سوف يحدث فى هذه المعركة.

بدأت الحرب مثلما بدأت معركة غزوة بدر بنظام المنافسة من ينافس من و من يقتُل الآخر يستمر الى أن يُقتل أو يُستشهد و هكذا يستمر الحال الى أن يقول الملكان كلمتهما و هى بداية المعركة.

ذهب من جانب الملك عبدالله زُرقان بن غفقان و هو أحد الجنود المهرة فى الجيش و ذهب من جانب برقان غسان بن دهمان و كان أشجع جنود الملك المخلصين له و تنازل الاثنان لفترة طويلة و لم يظهر أى تنبؤات على قروب انتهاء المبارزة و لكن أنهاها زُرقان بطعنة نافذة فى الصدر و سقط غسان أرضاً.

و انطلق أحد جنود برقان و هو سَمْحَج و يمتاز بمهاراته العالية و سرعته الكبيرة و مناوراته الصعبة و تبارز مع زُرقان لمدة و قتل سَمْحَج زُرقان و استشهد فكان سَيفون هو المنطلق هذه المرة و قام و قتل سَمْحَج بسرعة عالية فقد كان سَيفون ماهراً باستخدام السيوف و الرماح حتى مع قصر مدة تدريبه الا انه كان نابغة لا يشق له غبار و بعدها خرج أحد الجنود الأخرين فصرعه سَيفون هو الأخر و عندها قام الملكان ببدأ المعركة و انسحب سَيفون وسط جيش الملك عبدالله بأقصى سرعة حتى يستعيد مكانه وسط الجيوش فقد كان أقوى قائد بعد غارب و بارق و أصبح القائد الأوسط للملك عبدالله و مما نرى ان سَيفون تدرب لفترة قصيرة الا انه عبقرى حرب و متدرب سيافة و فروسية ماهر فقد خطف مركز القائد الوسط بكل جدارة بعد منافسة شرسة من كل ضباط المشاركين و لكنه أثبت جدارته بعد بضعة أسابيع من تدريبه.

و بدأت المعركة و انطلق سَيفون بسيفه يجندل أعدائه ذات اليمين و ذات اليسار حتى ان الجان لم يريدوا العبث معه او يلاقوه و لكنهم متخوفون من بطش برقان و لذلك كانوا يقاتلونه بخوف وتردد مما سهل مهمة سَيفون فى قتلهم و حماية نفسه و عائلته بسيفه و أصر على اكمال ما بدأه الا و هو الانتقام لوالده و صار يقترب من برقان و برقان كذلك لم يكن ضعيفاً و كان يجندل من جند الملك عبدالله الكثير و بدأ يقارع و يقاتل و فى صليل السيوف هذا و وطيس المعركة الحامى كان سَيفون يترقب عدم وجود حنود حول برقان حتى يثأر لوالده المعتصم.

وجد برقان انه أصبح أمام سَيفون فقال: أيها الصعلوق هل تعلم ان والدك مات على يدى فى هذا المكان و الآن انه دورك لكى تلتحق به على الفور فلا تفزع انه ينتظرك سواء فى الجحيم أم النعيم فهو الأن يريد ان يراك لذا الحق به، و سدد برقان طعنة و لكن سَيفون انقذها ببراعة و قال: لا تخف يا برقان فإنى أحب لقاء والدى و لكنى لن ألقاه بطعنة سيف منك فاعلم انى والله لأشد ما اريد أن أذيقك عذاب وفاة والدى على يدك يا جبان و سوف أريك ماذا انا بفاعل.

بدأت صليل سيوف المعركة الصغيرة بين برقان و سَيفون يعلو شيئًا فشيئًا و حتى وصل عنان السماء و كان يختفى فى أوقات الطعن و لكنه يعاود العلو مرة أخرى بعدها بثوان فقط دليل على شراسة المعركة و بدأ سَيفون يسدد طعنات قوية الى برقان و برقان يتفاداها بمهارة و لكن نفذت طعنة الى ذراع برقان فتألم برقان أشد الألم كيف لبشرى ضعيف مثله أن يجرحه و هو ليس بمثل قوة أبيه و أخذ يسأل نفسه أمعقول انه ضعف بمرور السنة ام ماذا و اذا لم يضعف فكيف صار هذا الموضوع و جُرح و لكن الجُرح هنا ليس مادياً فالجرح معنوى فى كبرياؤه و أدى هذا الى غضب برقان أكثر و أكثر و اراد ان ينهى هذا الموضوع باكراً و لكن عناية الله تعالى ظللت سَيفون و حمته من طعنة نافذة.

و يحكى سَيفون ان بعد هذه الطعنة توقف برقان عن الهجوم فجأة و وجده  ينتفض و اذ انه سقط أرضاً و بقى ساكناً لمدة طويلة بدون ان يتحرك و عندما نظر اليه سَيفون مرة أخرى فوجد أحد الجنود كان يقف خلفه و قتله.

و عندما حكى هذا للملك عبدالله بعد نهاية المعركة قال له هذا الملاك كرميائيل و قد قتل برقان لأنه طغى كثيراً فى أرض الجان و فى ارض الله و الأن هيا بنا لنحييى الملك الجديد الذى نُصب مكان الملك برقان و لمعلوماتك اسمه برقان أيضاً و لكنه ملك مسلم و عندما دخلت الى قاعة الملك برقان استبشر و فرح بل ورحب بى اذ انى قد ساعدت فى تنظيف أرض الجان من الشر و بقايا برقان أبى العجائب الا ان جنى واحد قد هرب و هو ابن برقان و توعد لأسرة المعتصم بالقتل و التعذيب و صارت أرض الجان فى احتفالات متواصلة لعدة ايام و انتشر الفرح و الخير الذى عم كل أرض الجان و بحث الجنود عن ابن برقان الملقب بمارق و لكن لم يستطيعوا ايجاده الى وقت هذا الكتاب و لذلك أخبرنى الملك عبدالله انهم فقدوا الأمل فى ايجاده و تم اعتباره من المنسيين.

انتهى زياد من قراءة الكتاب و شعر ان هناك من يراقبه فبدأ يسأل: مين هنا لو في حد يقول.


يا ترى مين اللى كان بيراقب زياد بعد ما خلص الكتاب.


ظلال الرعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن