إمرأة فولاذية
الكاتبه ابتسام محمود الصيريابدلت ثيابها سريعا ودلفت إليه وكانت تمسك اكمام قميصها بأناملها بأحراج، فتح لها باب السيارة وانطلق على الفور، سر وجهها بالسرور حين وقف عند معرض الكتاب، سعدت كثيراً لحضورها مره ثانيه حفل توقيع كتابها، وقف بعيدا يتابعها وهي تتحرك كالفراشة المرحه. سعادته بفرحتها تتضاعف سعادتها، فالحب من أروع الأشياء التي تواجه الأنسان بحياته، ولكن في بعض الأوقات يصبح الموت أهون عليه من خوض التجربة مره ثانيه، لكن القلب ليس عليه حاكم وعلى كيان الجسد يستجيب لما يقوله، أصبح كالمراهق أمامها وهو في عقد الثالث.
وعندما دقت الساعه العاشره أقتربت منه تشكره، ابتسم لها وخرجوا من المعرض، وابلغها بأحراج وهما يسيرون بالسيارة :
- زهرة أنا عارف أنك هتقولي عليا مجنون بس والله عمري ما كنت مراهق ولا مجنون، ممكن اللي حصلي ده عشان.... عشان قلبي دق.
تنحنحت بكسوف وقلبها يتراقص فرحا، وادعت الغباء:
- احممم تقصد ايه؟
صمت ولم يجيبها، لكن صمته طال إلى أن نطق وهو يصف السيارة بجانب الطريق:
- ممكن نتجوز.
بحلقت بقلتيها بصدمه من سرعته في طلب يدها، تلجلجت لثواني واردفت:
- شكل قلبك مجروح بلاش تتسرع في قرار زي ده، ياريت ندي لنفسنا فرصه نفكر.
- زهرة أنا اخدت قراري خلاص وفكرت بس هسيبك انتى تفكري، لأن شكلنا احنا الاتنين مدبوحين بسكينه تلمه مش مجروحين بس، وعلى العموم الماضي بتاعك مش عايز اعرف حاجة عنه لأن أنا كمان مش حابب احكي عن الماضي بتاعي، بس كل اللي عايزك تعرفي، أني مطلق.
انهى حديثه وحرك السيارة، وحين وأوصلها أمسك يدها قبل أن تنزل قدم لها هدية في علبه كبيره ومن حجم الشنطة يوضح أنها ثياب، حاولت الرفض، فقال لها:
- أنا عارف أنك مش عامله حسابك في هدوم معاكي، ممكن تقبليها مني.انفرج ثغرها بابتسامة واهيه وأخذتها منه وصعدت ثلاث درجات وفتحت الباب الخشبي وعندما دخلت الفيلا وأغلقت الباب خلفها تلتقط أنفاسها وهي تضع يدها على صدرها تحاول تهدئة قلبها الذي لم يشعر بعطف او حنان أو حتى أهتمام قط.
وفي الصباح قررت تذهب لمشفى سرطان، اتصلت به أبلغته ووافق على الفور، ظلت تضحك وتهزر معهم وعملت بعض العروض التي تعلمتها مأخرا.
وبعد ثلاث أيام جاء موعد السفر، طلب منها عدم الرحيل، لكنها اصرت على السفر، كان عليه الموافقه رغما عنه، لكنه سافر معاها حتى يحميها من أي مكروه، تبادل بعض الأحاديث طوال الرحلة، وحين وصلا نزلوا سويا صاعديا أحد عربات الأجرة.
توجهت للفندق الذي يسكن فيه، أصحابها، صافحتهم بحب، عانقوها بفرحه وسعادة وتعجبوا على من أتى معها، عرفتهم علبه، وتبادلوا السلام، وتركوا لهما مساحة ليودعه بعضهما، ظلوا ينظرون لبعضهما إلى أن قطع الصمت من قبالته:
- مش هقولك اي حاجة غير خلي بالك من نفسك.
هزت رأسها واستقبلت يده الباسطة إليها بأناملها الرقيقه اشتدت على قبضة يدها بقوه ثم رفعها وقبلها ومشى قبل أن يتصرف بدون عقل.مرت شهور كل يوم يتحدثون مع بعضهما، كل واحد شعر بأرتياح وميول للطرف الأخر، قرر انه ينهى كل شيء ويتزوجها واففت، وصارحته بخوفها من الاستقرار في مصر، أكد لها أنها ستكون في أمان معه، وثقت في كلامه ونزلت مصر قابلها بالمطار وكان يريد ضمها داخل احضانه، لكنها اكتفت بمد يدها برغم احتياجها للمسكن، التي تريدة أي فتاة من حبيبها، توجهت بنفس فيلته وقبل أن يتركها سألها:
- تحبى مهرك يكون ايه؟
اغرورقت عيونها بالدموع ونزلت بعض حبيبات دموعها:
- بنتى.
- نعم؟
قالها بعدم فهم، فقالت بتوضيح:
- بنتى هي مهري، هاتلي بنتى من أبوها.
ابتسم على مطلب حبيبته في تمسكها بضم صغيرتها، واخذها منه بقوة القانون:
- أول مره أعرف أن ليكى بنت، ويا ستى بنتك بالقانون هتكون عندك، تحبي مهرك ايه؟
- بنتى يا زياد مش عايزه غير بنتى.
فتح مقلتيه على موسعهم وقال بسعادة:
انتى قلتى زياد، اخيرا نطقتى اسمى يا زهرة، اسمى من شفايفك حاجة تانيه، والله كنت بنام احلم اسمع اسمي منك، وبنتك هتكون عندك وفوقها هديه مني.
ابتسمت على حبيبها المراهق فحركاته الصبيانيه تجعلها سعيده كالطير الحر.
وفي اليوم التالي وصلت لها رساله عبر الفيسبوك:
- زهرة أنا محتاجك بالله عليكى اقفي جنبي أنا عارف أنك في مصر.
من سيكون هذا الشخص؟؟؟؟؟!!!!
توقعاتكم 💥💃💥💃
أنت تقرأ
إمرأة فولاذية
Aksiلماذا تعاند معي ايامي، وتقهرني وتزيد من تجرعِ كأس الألم والعذاب... حلمت بفارس الأحلام ينتشلني من هذا العالم الظالم، لكن استفقت على واقع مرير ملئ بالظلم لأبعد الحدود، اتغمست بداخله حتى اجد وميض من نور العدل ينير حياتي؛ لكن ما رأيته فاق كل خيالي وتصور...