رواية | الجريمة | الجزء الرابع | الكينج | مالك أمير | مكتملة

الفصل الثاني

الفصل الثاني

وصل ( يوسف ) إلى مطار القاهرة الدولي، غادر سيارته، وجد شاب متوسط القامة، بعينين رماديتين، وشعر بني ناعم كالحرير، عريض المنكبين، صعد هو و ( يوسف ) الطائرة، جلس ( يوسف ) وبجانبه جلس ( فارس )، نظر ( يوسف ) أمامه شاردٍ وهو يحدق في ألاشيء.

٭ ٭ ٭

القاهرة ( Cairo ).. المخابرات العامة المصرية.. السبت 15 فبراير 2016م

يجلس مدير المخابرات العامة على مكتبه وهو يضع أصابعه أمام وجهه، يجلس شاب وفتاة كل واحد منهما على كرسي، قال مدير المخابرات العامة في جدية:

– أنتما تعرفان لما استدعيتكما، لندخل في صلب الموضوع، ستسافران إلى المكسيك خلف ( يوسف ) و ( فارس ) ،لكي تحموهما إذا تعرضا لأي شيء، لكن لا تتدخلا إلا إن وجدتما موقفٍ صعبٍ، مشكلتكما أنه عندما يراكما ( يوسف ) سيجن حتماً، ستسافران الليلة

قالت الفتاة في حزن:

– لن نظهر له يا سيدي إلا وقت الضارورة

في جدية قال مدير المخابرات العامة:

– حسناً هي اذهبا، وفقكما الله.

ذهب الإثنين كل واحد منهما إلى مكان، ذهبت الفتاة إلى منزلها، وذهب الشاب إلى المقابر، أوقف سيارته أمام المقابر، غادر السيارة، ظل يبحث عن قبر حبيبته والدموع تتساقط من عينيه، لمح قبرها من بعيد فأتجه إليه، جلس أمام قبرها والدموع تتساقط من عينيه كالشلال، قال لها بصوتٍ منخفض:

– لقد اشتقت لكِ يا ( همس )، اشتقت لصوتكِ لرائحتكِ لكل شيء بكِ، أنا ذاهب الليلة إلى المكسيك لمهمة تدمير شبكة جاسوسية عالمية، تمني لي التوفيق يا حبيبتي

بعد أن أنهى كلامه لم يستطع الرحيل، ظل يبكي بانهيار على حبيبته التي ماتت ولم يستطع إنقاذها.

٭ ٭ ٭

ذهبت الفتاة إلى البيت لكنها لم تكن تعلم أن ( ياسمين ) هناك، كانت تعلم أين يضع ( يوسف ) مفاتيح المنزل، جلبت المفاتيح وفتحت الباب ودلفت للداخل، كانت ( ياسمين ) تجلس على الأريكة وبجانبها ( سيف الدين يوسف ) ابن شقيقها، سمعت صوت الباب يغلق فقلقت بشدة، ذهبت ناحية الباب لتتجمد أعين الاثنتين من شدة الذهول والصدمة، ينظران لبعضهما بنفس الصدمة والذهول وقد تجمدتا الاثنتين، فافت ( ياسمين ) من صدمتها عندما قال ( سيف ) صاحب الأحدى عشر عاماً بصوتٍ هادئ لكنه فرح:

– لماذا قال لي أبي أنكِ متي يا أمي

احتضنته الفتاة بفرح وحنين لأبنها الذي كبر وقد تعرف عليها، قالت ( ياسمين ) في حزن وغضب في أنٍ واحد غضب لأنها اختفت وقد تعذب شقيقها لأنه اعتبرها قد ماتت، وحزن لأنها اشتاقت إليها هي الأخرى: