17 || تايهيونغ

176 16 0
                                    

أتذكر ذلك اليوم عندما وقفت منتصبا أمام جسدها الراقد المتيبس و قد غطت بقماش أبيض من رأسها حتى أخمص قدميها ..

خط النبض مستقيم كالأسنة في الأفئده ، و معه استقامت روحي جازعة كذلك، أتذكر كم جروني جرا

و أنا الذي أبيت النزوح  عن مضجعي بجوار جسدها الخامد ،بينما بقيت أتشبث بها عندا ، أشابك يدي بأناملها المجعدة ، أرجو منها عناق ، قبلة ، أو حتى وداع أخير،

بقيت أنتحب في الممر البارد، و قد مزق نحيبي فحيح كئابة المشفى و كحل الليل ..

التقطتني أمي ، تربت علي ، و أنا الذي بقيت أترنح ثقلا بما حملت في صدري ، عندها أدركت أن الشخص الوحيد الذي أردت أن أحدثه عن رحيل جدتي ،

كانت جدتي نفسها ..

و الآن بعدما صعقت بما أوحت لي إيفالين من حقائق
و قد فاض بي الكيل حنقا و شجنا ، وشت بي دمعة عالقة ،

عانقتني ..

عندها أدركت ، أن لدفء روح جدتي مكمن بدواخلها ،

لأذق ذاك الشعور بأنني أألف تلك اللحظة ، أألف رغبتي بالحديث عن جدتي و روي كل شيء لها ..

عانقيني دوما ايفالين و لأحدثك يوما عن
كم انكِ تشبهينها ..

كدفء يوم مشمس بعد المطر ، و كأس شوكلاه ساخن في ليلة شتاء ..

كأنك الغريب و قد أمنتِ مأمني و وطني
و أنا الضائع في هيامكِ أبتغي صراطا جديدا لروحي المرهقة ..


بعدما أخبراني هيون -الذي تعرفت عليه توا- و ايفالين حقيقة ما حدث لجدتي ..

و رغم عدم دعمهما بالدلائل الحاسمة حسما تاما ، و لكني تيقنت أن لكلامهما من الصدق لا محالة ..

و ذلك لأمرين ..

إن كانت جدتي احدى ضحايا شين -الوغد- و الذي كان يستغلهم مقابل اعطاءهم المال ..

فإن في تلك الفترة ، بدأت تجارتنا بالفراولة تتراجع ..
و بدأ ضجيج المقاولين و أصحاب الضرائب بشأن بيع الأرض و دفع ديوننا ..

لكنها ما كانت أن تتخلى عن الحقل بتلك السهولة..

أما الأمر الثاني..
فإن ذلك هو تفسير وجود قلادتي في مكتب شين ، و عضبه عندما واجهته بالأمر ..

ذلك أبلغ دليل و إن لم يكن يقينا تاما ..

رويت لهما الأمر و قد بدا متفاجئان ..
و قبل أن تبادر ايفالين بسؤالها الذي علمت انها تكاد تختنق به قلت مستطردا:

ما بعد الأبدية || K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن