تمسك بالحياة

Part:6

الخوف ماذا عن هذا الشعور
الخوف هو أفسد مستشار يمكن للإنسان أن يستعين به فهو لا يهديه الى الطريق الأنسب وإنما يجره من أذنيه الى الطريق الذي يضمن فيه نفسه ومصالحه
الخوف يورث قلة الكرامه ويهون الذل في سبيل البقاء على قيد الحياه ولو كان الخوف والشجاعه رجلان لتقاتلا بالحديد حتى سطر التاريخ معاركهما
لا شيء أوجع من الفقد وهو الوحيد الذي يشرع الخوف منه إذ أن فقد الأحباب مؤلم حد الموت فلا شيء أبشع من أن يبقى الإنسان مع نفسه وحيدا في غرفة مظلمه بارده ما من كلمة حانيه تربت على كتفه بعد مساء طويل
الخوف مثله كمثل ظل يسكننا حيث تقبع فيه مخاوفنا هو ظل اسود يجسد خوفا من ماضي أليم و حاضر مريب و مستقبل يملؤه المجهول
——————————————-
ذهبت سريعا الى غرفة والدة جان ما ان دخلت حتى وجدتها غارقة في دمائها
يا الهي من الذي فعل هذا
طلبت الإسعاف في عجله كنت اعرف انها ماتت لكن كنت اود لو تكون هناك ذرة امل من أجل جان
لا اعرف ماذا سيحدث لها ان علمت ان والدتها توفيت وانها اصبحت يتيمة وحيدة في هذه الدنيا
مهما قلت اني بجانبها لن أستطيع أن اعوضها عن والديها
عند وفاة والدها كنت قد أخذت عهدا على نفسي اني سأحميها وسأحارب العالم من أجل ان حمايتها وأن ارى ابتسامتها الصافيه التى تضيء الوجوه وتبهج القلوب
أفقت من شرودي على صوت الطبيب وهو يخبرني بوفاة والدة جان
لم أستطع ان أتمالك دموعي لقد كنت أحبها جدا
منذ ان ماتت والدتي وقد اعتبرتني ابنها الذى لم تنجبه
لم أشعر بفقدان امي وحنانها بسبب وجودها بجانبي
لقد حزنت عليها اكثر من حزني على والدتي
Flash back
————————————-
"AYNOR POV "
في أغسطس عام ١٩٨٩ عدت من عملى والحزن يغطي ملامح وجهي فقد جائتني مهمة عمل في طوكيو ولا أعرف ماذا أفعل كيف أخبر زوجي جانسل بهذا أعرف جيدا انه سيدعمني في قرار السفر لانه لا يحب ان يقف في طريق عملي وسيخبرني انه سيعتني بالأولاد لكني لا ارغب بتركهم مازلت لا اعرف ما مصير سفري هذه المره هل أضمن العوده اليهم ام لا حاولت تجميع شتات افكاري وخرجت الى حديقة القصر اتنفس بعض الهواء النقي لعله يساعدني في التفكير
قطع شرودي تلك اليد التى وضعت على كتفي
-في ما تفكرين عزيزتي
نظرتُ إليه بكل يأس ارغب في اخباره بشده ولكنى لا اريد ان اُثقل عليه
-لا بد من أمر جلل خلف هذه النظرات
أينور ماذا بك هل حدث شيء في عملك اليوم
جذمت بالأمر وقررت اخباره في النهايه هو زوجي
-جانسل اليوم كان عندنا زيارة من احد رجال الاعمال في اليابان ويرغب في التعاقد مع شركتنا ومن اجل اتمام هذا التعاقد يجب ان اسافر الى طوكيو لفتره حتى أُتم بعض الاعمال هناك
-هكذا الأمر اذا لا بأس عزيزتي سافري ودعي كل شيء لي
- اعرف ان هذا رأيك منذ البدايه لهذا لم اود اخبارك اصبحت اشعر انك تفعل كل شيء بدلا منى واني اثقل عليك وارغمك على ان تتحمل ما لا تقدر علي ولكن ليس هذه المره لن اسمح لعملي ان يقف في طريق سعاده بيتي لن اسافر وسأعتذر عن هذه المهمه حتى لو كلفني ذلك مغادرة العمل ،لن اقحمك في هذا الضغط مرة اخرى
-اينور هل لكي ان تكفي عن العناد ثم ان هذه فرصه عظيمه لا تفوُّت
عليكي ان تسافري وانتي مطمئنة لا تقلقى انتي لا تحمليني ما لا استطيع تحمله فهذا واجبي وانا افعله ولن اسمح لنفسي ان اكون عائقا في طريق عملك لاني اعرف كم تحبينه وتخبين تحقيق ذاتك
استمعت اليه وحاولت ان اهدئ من روع عقلي الذي أصبح تائها وسط أفكاره المتداخله ،أخذ جانسل بيدي ودلفنا الى القصر
استقبلتني ضحكة تلك الشقيه جان ابتني الصغيره التى تمرح في جميع الانحاء أخذتها وضممتها الي لعلي انال قسطا من راحة التفكير في الامر . تناولنا الغداء في ذلك اليوم وجاءت مكالمه هاتفيه لجانسل خرج على إثرها مسرعا بدون ان يقول الى اين هو ذاهب ولا ماذا حدث . كنت احتاج للنوم فتره للهرب من افكاري ولكني لم استطع بسبب غياب زوجي .في المساء عاد جانسل ويبدو عليه التعب والارهاق الشديدين لم أُرِد أن أُكْثِر عليه من الاسئله فخروجه المفاجئ اشعرني بالقلق . بدون ان انطق أخبرني ان احدا من اصدقائه المقربين قد لُفِقت له قضيه وَزُجَّ في السجن بسببها . لم استطع فعل شيء حيال هذا الامر وجدته يلقي بنفسه على الاريكة المتواجدة خلفه ثم أغمض عينه في البداية ظننت انه مجرد ارهاق ولم أكن اعرف انها بداية مرض ٍخطير . لم استطع تمالك نفسي والقيت بنفسي الى جانبه . استيقظت صباح اليوم التالي وجدت نفسي في غرفتي لم اعرف كيف حدث هذا فأنا لم أنم فيها خرجت سريعا ابحث عن جانسل وأخيرا وجدته يتحدث في الهاتف في احد زوايا القصر انتظرته حتى انتهي من مكالمته ووجدته ينظر الي بفرح ويخبرني ان صديقه قد ظهرت براءته وخرج من السجن
ربَّتُ على كتفه كما ارُبِّت على الاطفال فقد اعتاد مني على ذلك حينما يكون خائفا من شيء ثم يحدث عكسه
مرت عدة ايام وجاء موعد تحديد القرار
كنت قد قررت مسبقا عدم السفر ولكن مع كلام جانسل اصبحت في حيرة من امري
ذهبت الى الشركه لا اعرف ماذا افعل قابلني المدير وسألني ان كنت قد استعددت للسفر ام لا هو لم يشك بلحظه اني سأرفض فرصه عظيمه كهذه .كنت على وشك اخباره برفضي ولكني رأيت جانسل يقف بعيدا وينظر الي . نظراته كانت تخبرني ان كل شيء سيكون بخيروعلي الا اقلق . جذمت بالقرار حينها وأخبرت المدير اني موافقه وعلى أتم الاستعداد للمهمه .انتهى دوام العمل وعدت الى المنزل لاجد جان في انتظاري ويبدو عليها القلق
هرولت اليها سريعا اسألها ماذا حدث
اجابتني ان جانسل لم يعد للمنزل بعد والوقت قد تأخر
هذا امر غريب فهو لم يعتد التأخير على المنزل راودني القلق وسرعان ما زال حينما رأيته يدخل من باب القصر مبتسما
لم اعرف ما سر هذه الابتسامه الغريبه التى رسمها على وجهه
مرت الأيام وجاء موعد السفر المحدد ودَّعت جانسل وجان وحاولت تمالك نفسي حتى اختفى عن انظارهم
مرت عدة ساعات وكأنها اعوام بالنسبه لي حتى وصلنا الى طوكيو
ذهبنا بسياره الى الفندق كي نرتاح قليلا لنبدء العمل من الغد
في الحقيقه لم اكن احتاج للراحه اكثر مما كنت احتاج لاستنشاق بعض الهواء النقي في هذه البلده
خرجت من الفندق اتمشى في احد الشوارع الجميله فجمال هذه المدينه لا يوصف
اثناء سيري اصطدمت بطفل صغير كان يمرح في الارجاء ويبدو انه تاه عن والديه انه في عمر ابنتي جان
سمعت صوتا ينادي في الانحاء
يامان اين أنت نظرتُ اليه وسألته هل انت يامان
اجابني بنعم وطلب مني ايصاله لوالديه
اخذت بيده وبدأنا بالسير لا اعلم الى اين ولكني حاولت ان اقترب من مصدر الصوت حتى وجدته  ترك يدي وذهب يهرول الى والداته التى كان يبدو عليها القلق الشديد
ذهبت اليها احاول طمئنتها واردت منها ان تكون اكثر حرصا على ذلك الشقي
-شكرا لكي لاعتنائك بطفلي اسفه على الازعاج
-لا داعي للاعتذار انه في عمر ابنتي الصغيره ويبدو انه شفي مثلها
اسمي اينور
- اسمي روسيل ويامان هو طفلي الوحيد لذا اخاف عليه كثيرا
والان اعتذر منك يجب ان اذهب حتى لا يقلق زوجي علينا
اتمني ان نتقابل مجددا
مرت الايام وتعددت اللقاءات بيني وبين روسيل وطفلها الذي تعلقت به كثيرا وأصبحنا اصدقاء وجاء موعد الرحيل
طلبت ان اقابلهم قبل رحيلي لكي اودعهم
-يامان يا صغيري سوف انتظر منك أن تأتي الي لكي تلعب مع جان
نظرت الي روسيل والدموع تنهمر من عينيها
-كنت سعيده بتلك الاوقات التي قضيناها معا وأعدك اننا سوف نأتي الى تركيا قريبا وسأعلمك بذلك قبل مجيئي
ودعتهم بابتسامه كانت تخفي خلفها حزنا على فراقهم ،كان يراودني شعور اني لن القاهم مجددا حاولت تجاهل ذلك الشعور حتى اتمكن من المقاومه والرحيل وانتظارهم حتى يأتو الي يوما
عدت الى اسطنبول بعد غياب وكأن روحي كانت قد سلبت مني عندما غادرت هذه البلاد
كاد الشوق يقتلني لجانسل وجان في تلك الفتره
وها انا الان قد عدت الى اسرتي
استقبلني جانسل وجان بشيء لم يخطر على بالي يوما
كانت حفله صغيره اجتمعت فيها كل الاشياء التى أحبها
كان يوما لا ينسى حقا
مرت عدة شهور وجاءني اتصال من روسيل في طوكيو تخبرني انها قادمة الي زيارتي في الايام القادمه
كم كنت سعيده بهذا الخبر وبدأت في التجهيز لقدومهم
بعد عدة ايام جاءني اتصال من احد مراكز الأمن في اسطنبول
ان هناك طفلا يدعى يامان توفي والداه في حادث وهو الناجي الوحيد وتركت معه وصيه انه اذا حدث شيء لوالدين فعليهم التواصل مع هذا الرقم وطلبو مني استلام الطفل
أغلقت خط الهاتف وانا لا افهم شيء اشعر ان عقلي توقف عن التفكير
بدأت في السير وأنا أجر في قدمي فقد كانت لا تقوى على السير
وصلت بصعوبه الى المركز وقمت بالاتصال على جانسل وطلبت منه المجيء الي هذا المركز سريعا
في غضون ساعات كان قد اتى جانسل واحضرنا يامان وعدنا
الي المنزل .الى تلك اللحظه لم أكن اصدق ان صديقتي العزيزه وزوجها قد توفيا وتركا طفلهما الصغير في رعايتي
خلد يامان الى النوم من التعب الذي حلَّ به فهو لا يدرك شيئا من ما حدث
وجلست مع جانسل نفكر في ماذا سنفعل
قمت بقراءة تلك الورقه التى كتبتها روسيل وصُدِمت حينما قرأت ما بداخلها فقد طلبت مني ان أربي يامان بعيدا عن جان
لم اعرف لماذا وما السر وراء هذا الطلب ولكني قررت تحقيق رغبتها واعتنيت بيامان بعيدا عن جان حتى اصبح شابا بالغا يعتمد على نفسه
The End of flash back
—————————————-
Yaman POV
حاولت ان اصدق حقيقه وفاة والدة جان لم افكر بشيء غير جان ماذا ستفعل وكيف سأخبرها بهذا الحادث الاليم
اقسمت على ان انتقم من ذلك الذي يحاول تدمير واذيتها بذلك الشكل لقد قُتل والديها وأصبحت يتيمة ولم يعد لها غيري الان
يجب ان اكون سندا لها واساعدها على ان تمر من المحنه وتعود قويه كما عهدتها دوما
ذهبت سريعا الى غرفة جان ولكني لم اجدها داخل الغرفه
ووجدت جوانا تصرخ بشده
امسكت بها وسألتها أين جان الى اين ذهبت
كانت جوانا في حالة صعبة من الصراخ والنحيب لا اعرف سببها وكدت ان افقد اعصابي من اختفاء جان
سمعتها بصوت متقطع رأيتهم يأخذونها ولم استطع فعل شيء
يامان
لقد خطفت أختي وعجزت عن انقاذها
-نزلت علي تلك الكلمات كالصواعق
————————————————
Jan POV
استيقظت في تلك الغرفة المظلمه التى تبعث الرعب في القلوب وتبث الخوف في النفوس
أين انا وما هذا المكان
بدأت بالصراخ والنواح وأضرب في الجدران علّني أجد مخرجا من هذ المكان
لم تمر دقائق حتى سمعت صوت فتح للباب
لم اكن ارى شيئا ولكني شعرت بدخول شخص الى الغرفه
كنت احاول مقاومة أيادٍ تحاول تكبيلي ولم اشعر الا بذلك الصوت الذي نزل على جسدي تأوهت ألما منه
من أنتم وماذا تريدون مني ؟ لم يجبني أحد
كلما نطقت بكلمه زادو في ضربا وعذابا
انتهي بي الامر في تلك الغرفه المظلمه التى لم يدخل عليها النور فاقدة الوعي من كثرة الضرب الذي تعرضت له
————————————
Keral POV
أبحثو لي عن طبيب في الحال
لقد مضى اسبوع وهي نائمة بهذا الشكل
ما الذي فعلتموه بها
-ارجوك اهدأ يا سيدي سآتي لك بطبيب في الحال
سرعان ما جاء الطبيب وقام بفحص جان
-انها بخير وسوف تستيقظ قريبا ولكن يؤسفني ان أخبرك انها عندما تستيقط ستكون
The End
————————————-
اسفين جدا على التأخير
يارب البارت يعجبكم
وخمنو كده اي اللي هيحصل في الاجزاء الجايه
😉😉