تمسك بالحياة

Part :8

نعيش نحارب ونقاتل ونكافح المصاعب والمشاكل حتى نتلقى ما نتمنى في نهاية المشوار . نحتاج الى رفيق يمد يده إلينا يساعدنا للوصول الى القمة الى ذلك الهدف المجهول الذي تأتي رياح الظروف تغير مساره كيفما تشاء ، ولكن ماذا إن وجد ذلك الرفيق واختفى فجأه في منتصف الطريق ..؟!
————————————————————————
انه ذلك الرجل الذي اختطفني سابقا ولكن ما الذي يفعله هنا ، هل ينوي اختطافي مرة ثانيه كلا لا يعقل ، هل سيصبح مصيري مثل مصير أختى جان ، لقد كنت ارغب بالعيش للبحث عنها ، بدأ يخطو قريبا مني ، سحقا إنه يريدني فعلا ، لم أعرف ماذا يجب علي أن أفعل الان اذا صرخت فالصراخ لن يفيد شيئا في هذه المنطقه فلن يسمعني أحد ، لم يعد أمامي أية حلول غير هذا بدأت أخطو بقدمي الى داخل البحر نعم سوف أغرق نفسي اذا ذهبت معه فسلاما على عمري واذا غرقت هنا فسلاما على عمرى أيضا في كلتا الحالتين سوف أموت ولكني أءبى أن أُخْطف من نفس الرجل مرتين . على الاقل سوف أموت بشرفي هذه المره ، أدرت وجهي وذرفت عيناي الدموع توديعا لحياتي ولكن الموت لم يكتب لي في ذلك اليوم ،وجدت يدا تمسك بكتفي ، كنت قد قطعت الشك باليقين أنه هو ولكن كنت أرجو غير ذلك ، التفتت لأجده ينظر الى بابتسامة ساخره قائلا :اسمعي يا صغيره اتظنين أنكي عندما تغرقين نفسك. ستستطعين الهرب مني ، حياتك لا تهمني بتاتا ولكنها تهم شخصا آخر ، هيا معي الان وإياكي ان تنطقي ببنت شفه او تحاولى الهرب مني حتى لا اريكي مالا تحبين أن تريه. سأجعلك تكرهين ذلك اليوم الذي ولدتي فيه لمجرد تفكيرك في ذلك ،نظرت اليه باحتقاروأقسمت بداخلي أني سأنتقم منه يوما، لم ألبث شيئا حتى وجدته يمسكني من عنقي قائلا : اذا كنتي تريدين الحفاظ على حياتك وإيجاد أختك والعوده الى تلك الحياة الرغيده التى كنتم. تعيشونها فعليكي أن تطيعني بدون نقاش وتنفذين جميع أوامري، لم أستطع إحتماله أكثر من ذلك وقمت بِعَضِّ. يده لكي أفلت منه وصرخت فيه والدموع تملأ عيني قائلة : عن اي حياة رغيده تتحدث أيها الأبله ، عن حياة بلا أم وبلا أب ، عن حياة طفله فقدت طموحها قبل أن تبدأها ، أم عن حياة شابة خُطِفت أحلامها وتلاشت جميع آمالها في هذه الدنيا اللعينه، أم عن بيت هدمت عواميده فالعائلة التى يزورها الموت لا تعود كما كانت ، لم أنهي كلامي حتي شعرت بصفعة قوية على وجهي أطاح بي على الارض من إثرها
-ليس لي شأن بأحزانك وما مررتي به فذاك لا يهمني ، كل ما أريده هو تنفيذ أوامر سيدي . ثم بدأ بجرى ليس وكأنه يجر بشرى كنت أصرخ طوال الطريق حتى وصلنا الى ذلك المكان الملعون وعند نزولنا ظهر أمامي ذلك الشخص الذى أبكي عيني عند رؤيته
———————————————————————
Jan pov
بقي يقترب مني حتى أصبح أمامي مباشره وتغيرت نظراته وملامح وجهه الى ملامح تبعث الاطمئنان في النفس
- بدأت بالبكاء قائلا اسمعي يا جان أعتذر لكي بشده على ما بدر مني منذ قليل أقسم لكي أني لم أكن أقصد إيذائك ولم لأكن لافعل شيئا بك
فقط انا خائف أن أفقدك مجددا وان تبتعدي عني مره ثانيه فانا لا أقوى على فراقك
- لا اعرف ماذا أفعل علي ان أفعل الان ، لا ادري أي شعور يتملكني في هذا الوقت ، أعلي تصديقه ونسيان الذي حدث ، يبدو أنه يحبني جدا وأن الذي بيننا كثير ، ولكن كيف ذلك !! لقد اراد أن يقتلني وكاد يوشك أن يفعل ذلك .
سمعنا صوت جدال آت من الخارج ووجدت نظرات كيرال تغيرت من الاطمئنان الى القلق والتوتر وأمسك بيدي فجأه وقام بفتح الباب والبدء بالركض ، كنت أركض خلفه لا اعرف ماذا يفعل  والى أين نذهب وما الذي يحدث ولماذا توتر فجأه بهذا الشكل ، لم تكن عندي الفرصه الكافيه للاستفسار وقررت أن أثق فيه الى أن اكتشف ما تخبئه لي الايام . بقينا نركض حتى عبرنا داخل ممر ضيق حتى وصلنا الى مخرج ويبدو أنه باب سري لهذا المكان .وأخيرا خرجنا من ذلك المكان الملعون ، نزعت يدي منه بصعوبه فقد كان يمسك بها بشده وقلت : والان اريد تفسيرا لكل الذي يحدث ولماذا هربت مثل الفئران فجأه ، أعتقدت ان أمثالك لا يهابون شيئا ..
- اسمعي يا جان انا لا اهاب شيئا طالما أنتي معي وأخاف ان افقدك ولن اسمح لاحد ان يأخذك منى حتى لو كلفني ذلك الهرب او القتال
- حسنا يا كيرال ، انا لا أعرف غيرك الان وليس أمامي غير الوثوق بك ولكن أخبرني ما الذي تنوي فعله لكي أكون على بينةٍ من أمري ..
-اشكرك يا جان على ثقتك بي ، علينا أن نغادر هذا البلاد الان فوجودنا هنا يعرضك للخطر
- نغادر !! هل تمزح كيف لي أن أترك بلدي وأغادر ، كيف لي ان اترك هذا المكان الذي ولدت وترعرت فيه ،لقد عشت هنا عمرا مديدا مع الكثير من الذكريات المؤلمه وغيرها وزفت عيناي الدموع بعدها ، التفت الي كيرال وقال : جان من الذي أخبركي انكي ولدتي هنا ، لقد كان والدينا يعيشان في أمريكا وكنا نعيش جميعا هناك ولكن من فتره ولظروف عملنا وبسبب حبك للتصميم جئنا الى تركيا  والان يجب ان نعود الى بلادنا ولكي نرى والدينا فأنا اشتاق اليهم كثيرا ، نظرت ُ إليه باستغراب : هل أبي وأمي على قيد الحياة
وضع يده على كتفي قائلا : بالطبع حبيبتي انهما على قيد الحياه وينتظران رجوعنا بفارغ الصبر ، في الطريق سوف أخبركي عن حياتك قليلا لعلكي تتذكرين شيئا لانهم اذا علمو ما حدث لكي فسوف يحزنون بشده ويعاقبوني لاني سمحت بحدوث شيء كهذا لكي .
حاولت ان استوعب حديثه فقد كان غريبا جدا ولا استطيع تصديقه
- حسنا اذا يا كيرال ، هيا بنا لنذهب فانا متشوقه انا اري والداي كثيرا ، كدت أن اغادر ولكني تفاجأت به يمسك بيدي قائلا : جان هل  انتي بخير  ، هل أصابتك الحمى عزيزتي  ، جان أخبريني ان كنتي تخفين عني شيئا  فذلك من مصلحتك اما ان فعلتي غير ذلك فهذا سوف يضرك وبشده ، نقصت يده من يدي  والعرق قد بدأ يتصبب من جبيني وبدأت اشعر بالتوتر وصرخت فيه  : ماذا قد أخفي عنك يا كيرال ، ماذا أعرف عن نفسي حتى أخفيه عنك ، من أنا ومن أكون وأين ولدت ومن هم أسرتي كل هذا قد عرفته منك منذ قليل
- لنفترض ان كلامك صحيح يا جان لماذا تعجبتي بهذا الشكل وبدا على وجهك الحزن والاسى حينما أخبرتك اننا سنغادر تركيا .
- لا شيء فقط شعرت بأن شيئا قويا بداخلي نمى وترعرع هنا ، كادت نظراته تقتلني من الشك ولم يكن بيدي شيء أفعله لأجعله يصدقني..
انتهى الحديث بيننا عند تلك النقطه وغادرنا تركيا وشعرت ان قلبي ينقبض مع ذهابي ولكن هناك شيء لمحته عند مغادرتي
كان شخصا يبكي على وجهه علامات اليأس والحزن وبجانبه فتاه تحاول مواساته لكن قلبي انقبض لرؤيته لا اعرف لماذا وكأن خنجرا اخترق قلبي فجأه ، لا ادري لماذا ، سمعت صوت همس يناديني : جان اين انتي ؟ تلك الكلمات استوقفتني ، أحدهم يبحث عني ، لم أكن اريد المغادره ، هناك حقيقةً مخفيه يجب ان أجدها ..
امسك بي كيرال وهم بالمغادره لان الطائرة كانت على وشك الصعود .
مضت تلك الرحله وتفكيري كاد يقتلني وكنت أحاول ان اظهر لكيرال اني على ما يرام حتى لايكثر اسئلته  وأخيرا انتهت تلك الرحله ووصلنا الى نيويرك بسلام ، استقللنا سياره اجره لنذهب الى البيت وفي الحقيقه لم تكن لدي أية رغبه في زيارة ذلك البيت ، كنت أشتم رائحة كذب في كلامه وفي حديث اي شخص نلتقي به وكأنهم متفقين على كذبه معينه يريدونها أن تنطلي علي ويبدو ان ذاك الكيرال لا يعرفني جيدا ، حسنا اذا لنرى من سيضحك في النهايه ، قررت في قراره نفسي أن أعلن الحرب عليه من خلفه  لاستطيع كشف نواياه السيئه والى ماذا يرمي ..
- وصلنا لأحد البيوت المتواضعه واستقبلتنا فتاه تدعى روكان ما ان رأت كيرال حتى ركضت اليه تعانقه وكأنهما حبيبان التقيا بعد فراق طويل ، لم أبالي لها ولا لنظرات ذلك الاحمق الذي كان يحاول ان يظهر لي انه سوء تفاهم ودلفت الى ذلك البيت الذي ما ان دخلته حتى شعرت بضيق في التنفس وسقطت مغشيا علي ..
————————————————————————
Yaman pov
ارجوك اهدأ يا يامان أنت لن تجدها هكذا ، لقد ضاعت منك جوانا أيضا ، بكاؤك هنا وفي هذا المكان لن يفيد شيئا علينا ان نوسع دائرة البحث اكثر
- لا فائدة لهذا يا تولين أشعر أنها غادرت البلاد وتركتني خلفها ، كنت قد ظننت اني وجدت شريكة لي أخيرًا ولكنها تركتني في منتصف الطريق ولا اعرف اين هي الان ، لقد خنت جميع الوعود التى قطعتها لها ، اعتقد أنها تكرهني الان
- حاولت ان اربت على كتفه وان اشعره بالاطمئنان وبداخلي سعادة ليس لها وصف لخسارته لتلك المغروره ، كم ستكون تلك الايلين سعيده بهذا الخبر ولولا ان مشاركتي في هذه المهمه سيساعدني في التقرب من يامان وأن ينسى تلك الفتاه وبذلك قد أكون دمرت حياتها وسيهتم كيرال بالباقي..
-نظرت إليها والصدمه تعلو ملامح وجهي ، كيف لها أن تكون بهذا الغل
- تفاجأت بيامان ينظر الي باستغراب ودار في بالي شيء كنت لا ارغب بتصديقه
- هل يعقل أن يكون ...
The End
——————————————————————-
اسفين على التأخير يا شباب
قراءة ممتعه