السماء حمراء، هذه حقيقة. إن الصبي لا يتخيل ولا يحلم..ولكن كيف يتأكد؟ هو لا يعرف.نظر للمكان من حوله، انها غرفته الضيقة البالية، ملابسه ما تزال ملقاة على الأرض تتسلل منها روائح كريهة لا تختفي، بقايا طعامه تأخد من الغرفة مساحة ليست بصغيرة، طاولة ضئيلة خشبية قبيحة اللون تتمركز في الوسط وفوقها كل انواع المستلزمات، حشرات وحشرات في كل مكان، حوائط الغرفة الأربع بهت لون طلائها حتى مال من الازرق الى الرمادي..كسماء الأمس، بل كالسماء التي كان يحدق بها قبل ثانية من الآن.
كل شيء في مكانه كما كان، لا شيء قد تغير، لا شيء قد تبدل، لا شيء هنا يثير الريبة سوى السماء الحمراء.
ارتدى الصبي ستره سوداء ثقيلة ليحتمي فيها من البرد ثم تقدم نحو ركن من أركان الغرفة، عبث في بعض من أغراضه، ثم عبث مجددًا، ومجددًا، وبدأ العرق يتصبب من جبينه حتى توقف..وتجمد.
إن هذا الصبي يبحث عن شيء ما..وهو لا يجد له أثرًا.