لا يبدو أن الفتى النحيف هنا، لا يراه الصبي عند منطقة لعب الأطفال، ولا يرتطم بأصدقاءه ذوي النظرات الشيطانية فينهالون عليه بالضرب حتى يقترب النحيف فيرمقه بنظره متعالية وهو خاضع في الأسفل.يذكر الصبي أن هذا كان يحدث كل يوم، وربما في اليوم بضع مرات، ولكنه لا يذكر ماذا كان يحدث بعد ذلك.
أكان يقاوم؟ أم كان يصمت ويبكي؟ أكان بكاءه عالٍ كنحيب كئيب أم كان يكتمه فيختنق وتنقطع أنفاسه المتسارعة؟
ربما كان ثابتًا متصنمًا حتى أن من يراه من المارة يظن أنه محض جثة هامدة ليس بها حياة.
لا يذكر الصبي كيف كان يبكي، ولكنه يذكر أنه كان مرتعبًا، وأنه يخطو كل خطوة فيزداد خوفه أن يراه الفتى النحيف.
ولكن الفتى النحيف لم يظهر منذ أن صارت السماء حمراء.