كان الصبي يخاف من فتى ما، فتى نحيف الجسد حتى أن خديه غائران، عنيف الطبع فكان يبرحه ضربًا كلما يراه.
لم يفهم الفتى لماذا كان يُضرب، ماذا فعل؟ في ماذا اخطأ؟ ولكنه لم يتجرأ يومًا على السؤال..لماذا؟
لماذا..؟
هو لا يذكر. يحاول أن يتذكر فيفشل، يكرر السؤال مرارًا وتكرارًا في عقله..لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟
لا يذكر الصبي سوى أنه صار يحمل معه في الارجاء خنجرًا صغيرًا ليحمي نفسه، ولكنه لا يجد أثرًا لذلك الخنجر. لقد بحث عنه في كل انحاء غرفته وبالأخص ركنه الصغير، لكنه غير موجود.
كيف للخنجر أن يختفي وانا أعيش وحدي؟ تساءل الصبي، ونظر للسماء الحمرا.
في هذا العالم..الصبي فقط هو من يرى.
الصبي فقط هو من يعرف أن السماء حمراء.
