《مقدمة》

129 27 9
                                    

-١-

بذرة ثم نبتة صغيرة لا يتعدى طولها عقلة الأصبع، تنمو بقطرات المطر عبر سنين الحياة، حتى يشتد عودها ويقوى ساقها لتغدو شجرة في أوج بهائها، تمر عليها الفصول، فتتعرى من أوراقها، تذبل، تثمر، وتزهر وتعود لتُوْرق، تمر بتقلبات الحياة وهي رمز الحياة، غير أن تلك هي سنّتها الأزلية، الشجرة التي نبتت من بذرة في عمق الثرى ستسقط منها بذور ذات يوم لتعيد ما فعلت أمها، إنه التكرار البديع والدورة التي لن تنتهي إلا بفناء الكون، ستعيد الأيام سرد قصتها
ما بقيت، لكن من سيعيد سرد قصة أوراقها التي ذبُلت؟

لكل ورقة شجر حكاية لا تشابه حكاية أختها، كما تختلف العروق التي تنتشر على سطحها تتباين قصصها، لذا أنصت لحفيف الشجر إنه أصوات تلك الأوراق مجتمعة تحاول أن تخبركَ قصتها كُنّ حكيمًا ودَعْها تقصُّ عليكَ فصلًا من قصة الحياة.

^-^

خضراء أوْرَقتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن