معنى القضاء والقدر شرعاً:
هو تقدير الله -تعالى- الأشياء في القدم، وعلمه - سبحانه- أنها ستقع في أوقات معلومة عنده، وعلى صفات مخصوصة، وكتابته- سبحانه-لذلك ومشيئته له، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها.
ومراتب القدر أربع وهي إجمالاً:
الأولى: العلم: أي أن الله علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم.
الثانية: الكتابة: أن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.
الثالثة: المشيئة: أي أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه ليس في السماوات والأرض من حركة إلا بمشيئته-سبحانه- ولا يكون في ملكه إلا ما يريد.
الرابعة: الخلق والتكوين: أن الله خلق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد كما دلت على ذلك النصوص. القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة ص30.1
ولما كان الرَّسُولُ (صلى الله عليه وسلم)هو أعرف الخلق بربه، وبتوحيده كان في ذلك القدوة الحسنة لجميع أتباعه في إيمانه بقضاء الله وقدره، وفي جوانبها كلها، وأفعاله وأقواله (صلى الله عليه وسلم) كلها شاهدة على ما كان عليه (صلى الله عليه وسلم)من حسن الأدب مع ربه - عَزَّ وجَلَّ-.
ومن أدبه مع ربه أنه وضح هذا الجانب لصحابته -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-وشرحه أتم الشرح، فكان يعلمهم ويربيهم على عقيدة القدر؛ لأنها هي العدة التي تجعل المؤمن شجاعاً لا يخاف إلا الله، وهي التي تجعل المؤمن يلاقي المصائب والصعاب راضياً مطمئناً، فعن عبد الله بن عباس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: كنت خلف النَّبيِّ(صلى الله عليه وسلم)يوماً فقال:(يا غلام إني أعملك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) الترمذي رقم 1516، وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2648). وفي روايةٍ:(احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً). رواه أحمد في المسند (1/293) وصححه الألباني انظر كتاب السنة (315).
ومن هذا الأدب الذي كان يتحلى به النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم)مع ربه وظهر في أقواله وأفعاله، فقد كان يلاقي كل ما نزل به بالتسليم والرضى إيماناً وتصديقاً بقضاء وقدره، لما توفي عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد، هذان النصيران له في تبليغ هذه الدعوة، فقد عاوناه وناصراه ولم تنل قريش من رسول الله ما نالت منه إلا بعد ما مات عمه أبو طالب ورغم كل ذلك إلا أن النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) قابل أمر ربه بالرِّضَى والتسليم.
أنت تقرأ
-*خلق الرسول ﷺ*-
Aventuraكُن باسمًا ، فلربما سعِدَ الحزينُ و تبسّما ! لا تحتقرَ شيئًا بسيطًا فلرُبما .. بتقويسةِ فاهٍ تتنعماً 💫 كان الرسول اثقل الناس همًا لكنه كان اكثرهم تبسماً اللهم صلِ وسلم عليه