01 › ورودٌ مرسومة.

404 27 11
                                    






حين اكتشف جيسونغ وجود رفقاء الروح، كان بعمر السادسة، عاد للمنزل بعد يومٍ حافلٍ في روضة الأطفال.

حين يقول جيسونغ حافل، هو لا يعني أحداثًا شيقة جعلته يتحمس في الروضة، بل المعنى الذي يقصده هو أنه لقد تمكن جميع الأطفال من جعله فضوليًا، وأسئلةٌ كثيرة تدور في عقله المتشوق للمعلومات الجديدة.

حالما خطت قدماه المنزل هو بحث عن أول شخصٍ تسقط عيناه عليه، وربما ما كان يجب أن يحدث هو أن يرى والدته ليخرج كل تلك الأسئلة التي  تدور في  رأسه منذ بداية اليوم، لكنه وبشكلٍ ما، وجد نفسه يصعب عليه تذكر والدته في تلك الذكريات المهمة، في تلك المواقف التي جعلته يتألم، أو يتأثر، أو حين يحدث شيءٌ ما يتمكن من تغيير فكرة جيسونغ ناح. لقد كان وجود والدته في حياته ضبابيًا بطريقةٍ ما، يصعب عليه تذكر وجهها مع كل موقفٍ يمر فيه، وكأنها شبحٌ لطالما خيّل له وجودها.

وكما قال جيسونغ، لقد كان يبحث عن والدته، أو والده، أو أخيه في المنزل، لم يخلع حذاءه ولم يغير ملابسه، تلك الأسئلة كانت تزعجه حتى لم يكن قادرًا على تذكر آداب العودة للمنزل التي كان يوبخه والده على تذكرها وعدم تركها.

ولم يجد أحدًا. لا في المطبخ ولا في غرفة نوم والديه، وكان سيتخطى غرفة أخيه، عالمًا أن الآخر لم يعد مرحًا كما كان في الماضي. شيءٌ عن المراهقة كما سمع من والده قبلًا، هو لم يستطع فهم تلك الكلمة حينها، ولا يعتقد أنه حتى هذه اللحظة يستطيع شرحها، فهي أعمق من اضطراب هرمونات واضطراب المزاج المتكرر.

لكنه حين مر من باب غرفة أخيه هوسونغ، وجد أن الباب ليس مغلقًا كليًا، وأخاه لم يكن يفعل أي شيء سوى الوقوف أمام المرآة، مرتديًا قميصًا بلا أكمام.

وكأي طفلٍ آخر، هو ولج وبلا تردد للغرفة سريعًا ينظر للآخر بفضولٍ شديد، كان شبه متأكد أن أخاه سيغضب كما يفعل دائمًا حين يدخل لغرفته دون استئذان، لكن المقصود لم يحقق توقعات جيسونغ هذه المرة، واكتفى بتأمل انعكاسه في المرآة دون قول أي شيء، وكأنه ينتظر منه الحديث عما يدور في رأسه.

وأقل ما يقال عن ردة فعل جيسونغ، هو الصدمة. لأنه وجد وشمًا على ذراع الآخر باللون الوردي، ورغم أنه كان شاكًا عن حقيقة الرسمة، إلا أنها وبلا شك كانت وردةٌ مرسومةٌ في داخل الذراع مقتربًا من الكوع، وأدرك أن الرسمة الصغيرة هذه تمكنت من جعل أسئلةٍ كثيرة أخرى تصرخ في عقله وتطالب بالخروج لإرضاء فضولها.

وأكثر ما جعل جيسونغ يشعر بالفضول يكاد يقتله، هو نظرة أخيه الهادئة، المتفهمة التي تنتظره يبدأ بشلالات تساؤلاته، لذا الأصغر ابتلع مافي ريقه الجاف بسبب جريه حول المنزل، ونبس بصوتٍ خجول يبحث عن نظرةٍ غاضبة قد توجه إليه كما يحدث دائمًا: «أخي، ما هذا؟»

حالما سمع الأكبر السؤال، هو أخذ نفسًا عميقًا ملقيًا نظرةً أخيرة على انعكاسه في المرآة قبل أن يلتفت لجيسونغ ويعطيه فرصة مشاهدة الوشم بشكلٍ أوضح، ثم قال ببساطة: «وشم رفقاء الروح.»

Transient time.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن