بمرحلةٍ ما في حياته الضبابية، هو وجد نفسه يكن مشاعرًا غريبة وغير مفهومة وجديدة.
في آخر سنة من سنواته الدراسية. كان -ولازال- الفتى الوحيد الذي لا صوت له في الصف، ذلك الفتى الغريب الذي يستمع لأغاني عشوائية حين تكون حصةً فارغة، أو حين يكون الدرس مملًا.
لم يجد شخصًا يشاركه الصف يحاول التقرب منه، لا يعلم إن كان يبدو مخيفًا أم أنه يبدو مملًا للمصادقة، لكن إن كان الأمر هكذا فهو فضل هذا.
لأنه لم يكن حقًا يبحث عن صديقٍ ما، هو أدرك أن وجود جونغ إن لا زال يغنيه عن الكثير من الأشخاص.
ما حدث معه قبلًا لم يكن سهلًا، وكان من الصعب حقًا تخطيه. لكن في يومٍ ما، حين جونغ إن فقد كل صبره، لقد طلب منه أن يخبره عما فعله ولماذا هو يختبئ منه ويواصل صده. بطريقةٍ ما، هو لم يستطع المقاومة أكثر وتلفظ بكل ما كان يزعجه عن الآخر، انتهى الأمر بالكثير من الدموع من كلاهما، رغم محاولة جونغ إن لمواساته.
منذ ذلك الحين، عادت المياه لمجاريها، وحتى هذه اللحظة، لا زال جيسونغ يحاول مداواة جرحه.
وجد أن مقابلة جونغ إن في وقت الاستراحة يكفي بالنسبة له ليبقى سعيدًا حتى نهاية اليوم الدراسي.
وبين أيامه الدراسية التي غالبًا تكون معتادة، هو أيضًا وجد ذاته تتوق لمشاعرٍ عدة تصيبه حالما يلمح زميلة جونغ إن، كانت جذابة. وربما هو لا يعنيها بطريقةٍ سطحية، لكنها تحمل هذه الهالة، التي تجعلك تنجذب لها رغم كل شيء.
يومًا بعد يوم، تلك المشاعر كانت تتراكم داخله، وإن لاحظ الأصغر نظراته الحالمة وتشتته كلما تأتي الفتاة وتحادث جونغ إن، هو لم يذكر الأمر. ربما حتى قال شيئًا ما جعله يشغل باله في كل لحظةٍ يجد عقله يثرثر بقسوة.
«تبدو أسعد.» نبّهه في يومٍ ما، ينظر إليه من بين غرته التي باتت تعيق رؤيته بكثرة، لكن جيسونغ اكتشف أن جونغ إن كان مصرًا على اختباره ليتمكن من ملاحظة شعره الطويل.
حينها، كان عاجزًا عن الرد، متعجبًا من ملاحظة جونغ إن الغريبة والتي لم يكن على علمٍ بها. هل كان حزينًا في السابق؟ ربما كان يجب عليه أن يتساءل عما يقصده الأصغر، لكن ما تمكن جيسونغ من فعله هو رسم بسمةٍ مضطربة على ملمحه وهو يهز رأسه قبل أن يعود لفطوره.
كان يصعب على جيسونغ عدم تقليب تلك الكلمتين في عقله، ما الذي أسعده؟ ما الذي جعل جونغ إن يتمكن من ملاحظة سعادته التي لم يكن على علمٍ بأنه يفتقرها؟ لماذا قالها جونغ إن بهذا الشكل، وكأنه لم يرى الأمر بشكلٍ إيجابي؟ تلك الأسئلة بقيت تتردد داخل عقله طوال الوقت.
ومرت الأيام.
كان يجلس على السلالم خارج المدرسة ينتظر جونغ إن، ينظر للدفتر الفارغ بين يديه بتركيز، هو وجد أن الكثير من الكلمات في عقله تحارب للخروج، كلماتٌ يعتقد أنه لن يقولها أبدًا، كلماتٌ لطالما كانت خجلةً من الظهور أمام الشخص المقصود.
أنت تقرأ
Transient time.
Fanfiction«هو ظل متمسكًا بالأمل.» جيسونغ يبحث عن نصفه الآخر بين الأوجه التي تبين له معنى ارتباط الأرواح. -هان جيسونغ. B: 020522. C: 140822.
