الأسبوع الأول - شريك الغُرفة

2.9K 124 62
                                    

‎‎‎‎‎‎ ‎ ‎   ‎ 
‎‎‎‎‎‎ ‎ ‎   ‎ 

شعرَ بألمٍ حاد أصابَ عمودهُ الفَقري وأنتشرَ في أنحاءِ ظهرهِ إلى ساقيه، حيثُ كانَ قد بدأ بإستعادةِ وعيهِ ببطء، الأصواتُ من حولهِ تحولت من مُجردِ طنين لتُشكل كلماتٍ و جُملٍ مفهومة.

رفرفَ بجفنيهِ ببطء قبلَ أن يتسللَ إلى بصرهِ ضوءٌ حاد مسلطٌ عليه، شعرَ بالأشياء من حَولهِ تهتز حيثُ أنّ بصرهُ كانَ مُشوش وللتّو أدركَ كم أنّ رأسهُ ينبضُ بألم.

"استعادَ المريضُ وعيهُ، نبضهُ مُنتَظم وتَنفسه مُستقر" سمعَ صوتاً أنثوياً ناعماً يتأرجحُ في الهواءِ اللزج المُحيط بهِ، يحاولُ استيعابَ كلماتها بينما عيناهُ تتجولُ في المكانِ غير المألوفِ بالنسبةِ لهُ.

"سيد يون؟" رمشَ بعينيهِ وذلكَ الضوء الساطع أصبحَ أقلُ حِدة فيما حاولَ إتباعَ مصدرِ الصوت، شعورهُ بالألم الحاد استَمرَّ في الإنتشارِ في كاملِ جسده "هل تعلمُ أينَ أنتَ وما الذي حَدث؟"

حاولَ جونقهان استرجاعَ ذكرياتهِ علّهُ يتمكنُ من إستيعاب هذهِ الكلمات والأمور التي تُحيط به، صوتُ صفيرٍ مُزعج كانَ يصدحُ في الخَلفية.

"سيد يون هل يُمكنكَ إجابتي؟" سمعَ تلكَ المرأة تُناديهِ من جديد، استعادَ تركيزَ بصرهِ ببطء وبدأ برؤيتها بشكلٍ أوضح تدريجياً، كانت ترتدي زياً يطغى عليهِ اللونُ البرتُقالي يتخلله اللون الرمادي ناحيةَ الخصر بالإضافةِ إلى شريط باللون الأصغر المُشع على الأطراف.

"أنتَ في سيارةِ الإسعاف، سيد يون لقد وقعَ لكَ حادثٌ خطر، هل تتذكرُ ذلك؟" أصبحُ الأصواتُ مُترابطاً أكثر والجُمل أصبحت أكثرَ منطقية بالنسبةِ لـ جونقهان، نظرَ إلى وجهها المَخفيّ خلفَ القناع، شعرُها الأسود رُبط إلى الأعلى بإهمال.

تزامُناً مع ذكرها لتلكَ الكلمات والتي شعرَ بأنّها ضربتهُ كالصاعقة؛ تذكرَ كونهُ كانَ يقود سيارتهِ نحو الجامعة حيثُ كانَ مُتأخراً مما أدى إلى شعورهِ بالتوتر، كانَ ذلكَ قبل أن يشعرَ بسيارةٍ أخرى تصدمُ بخاصتهِ، وفجأة شعرَ بقلبهِ ينبضُ بخَوف، لحظةُ تأثير ذلكَ الاصطدام عادتْ للسطوعِ في ذاكرتهِ.

"أ- أينَ أنا؟" أولُ سؤالٍ قد غادرَ شفاههُ الجافة وقد تجاهلَ كُلياً اسئلتها السَابقة، الضبابُ خيّمَ على عقله.

"أتذكرُ القَليل فقط" حاولَ ببطءٍ تحريكَ رأسهِ للأعلى وللأسفلِ كإجابةٍ وقد لاحظَ للتَّو عدم قدرتهِ على فعل ذلك، شيءٌ ما كانَ يُقيدُ حركتهُ "سوفَ نقيّم حالتكَ أكثر عندما نصلُ للمشفى، في هذهِ اللحظة لا يُمكننا التأكد من كميّة الأذى الذي أصابَ قدميك حيثُ أنّهُ تمّ سحقها بينَ عجلةِ القيادة والمقعد، أنتَ محظوظٌ للغاية لكونهِ يبدو بأنّهما قد تعرضا للكَسر فحسب"

مُسكن ألم - جونقتشولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن