الأسبوع الثالث - مثل العسل

2K 108 69
                                    

‎‎‎‎‎‎ ‎ ‎   ‎  ‎‎‎‎‎‎ ‎ ‎   ‎ 

جلسَ جونقهان على كرسيهِ المُتحرك بأرجلهِ المُغطاةِ والمرفوعةِ أمامهُ قليلاً حيثُ كانتْ تحيطهُ الأفكار من جميعِ الإتجاهات.

يشعرُ بعقلهِ كما لو أنّهُ مُقيدٌ تماماً، استنزفتْ طاقتهُ الإبداعية التي كانتْ تتدفقُ كالمياهِ، تبدو كما لو أنها جَفَت و تَمّ سَدها بإحكام، فقط قطرةٌ عَرضية تهربُ من وقتٍ لآخر.

كانَ الوقتُ هُنا في الآسوارِ المُقيدةِ لغرفِ المشفى يغلقُ أبوابهُ في اسبوعهِ الثالث الآن، لقد مرَّ عشرونَ يوماً بالضبط، وكُلّ هذا جعلهُ يعشرُ بأنّ علقهُ أصبحَ أكثرَ تقيداً من ذي قَبل، الا أنّهُ ومن وقتٍ لآخر شعرَ بالرغبةِ في سحبِ آلة التصوير الخاصةِ بهِ والتي كانت عمتهُ قد جلبتها في وقتٍ سابق وإلتقاطِ بعضِ الصور والتي حَذفها جميعاً بعدَ ذلك، لم يكنْ راضٍ عن الجودة بالإضافةِ لعدمِ وجودِ أيّ مُحفزات.

لقد تحسنَ بشكلٍ طفيف في الاسبوع الماضي حيثُ سمحَ لهُ الأطباء والممرضات بالتحركِ بمفردهِ شريطةَ أن يستخدم الكُرسي المُتحرك، حسناً كانَ لا يزالُ يتعينُ عليهِ طلبُ المساعدة اذا ما ارادَ النهوضَ من السرير أو العودةِ اليهِ لكن على الأقل يُمكنه مغادرةُ هذا السرير الغبي ويتحركُ بمفردهِ.

سرعانَ ما توقفتْ افكارهُ عن التِجوال عندما فُتح البابُ من قِبل الطبيب ويرافقهُ اثنتينِ من المُمرضات، كانَ يحملُ في يديهِ صوراً شفافةً بعض الشيء والذي افترضَ جونقهان بأنّها صورُ الأشعةِ السينية.

"اذاً سيد يون، كيفَ حالك؟" خرجَ صوتُ الطبيب بشكلٍ مُرتفع وعَميق، أبعدَ نظارتهُ عن جسرِ أنفهِ ليضعها فوقَ فروةِ رأسهِ بدلاً من ذلك.

"أنا بخير" كانَ هذا كُلّ ما استطاعَ اخراجهُ من شفتيهِ، لا تزالُ عيناهُ مثقلةٍ إثرَ استيقاظهِ قبلَ نصفِ ساعةٍ للقيامِ بالأشعةِ السينية.

"حسناً" مشى الطبيبُ إلى اللوحِ المُضاء حسبَ ما اسماهُ جونقهان وقامَ بتثبيت اللقطاتِ عليهِ للحصول على صورةٍ أوضح "اذاً أنتَ ترى ساقيك، أليسَ كذلك؟" سألَ بعدَ أن اشار للصورِ التي تظهرُ أمامهُ حيثُ يوجدُ مُخططانِ طفيفان حولَ الخطوط العظمية ذاتُ اللون الأبيضِ الناصع.

"كما تَرى، هُنا كانتْ الكسور" تابعَ مُشيراً إلى بعضِ التفاصيل الصغيرة والتي لم يُلقي لها جونقهان بالاً، هو لم يَهتم بما الذي كُسرَ او ما الذي استدعاهم للقيامِ بعمليةٍ جراحية وما الذي تغيرَ منذُ آخر صورةٍ للأشعة السينية، كُل ما كانَ يُهمهُ هو الخروج من هُنا في اسرعِ وقتٍ مُمكن.

"و عموماً عظامُك تنمو معاً بسرعةٍ كبيرة، هذهِ أخبارٌ جيدة جداً" استأنفت جلسةُ استماعهِ في هذهِ الكلمات الأخيرة التي غادرت فمَ الطبيبِ ليتنهدَ بارتياح "اذا سارت الأمورُ بسلاسةٍ فقد نتمكنُ من تسريحكَ في نهايةِ الأسبوع المُقبل".

مُسكن ألم - جونقتشولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن