الفصل الاول

2K 20 5
                                    

أنا أعرف جيد ًا كيف أبتسم وقت رغبتي بالبكاء ًكيف أقول لك تصبح علي خير ولا أنام كيف أخبرك أن كل شيء سيكون على ما يرام رغم أنني لا أؤمن بالأمر أعرف جيدا كيف أخبئ ألمي و أنت لا تعلم سوي أنني بخير»(مقتبس)
كتبت هذا في دفتر مذكراتها وتمددت في سريرها بعد أن اطفأت الأنوار وهي تشعر بالحزن
كانت تتمنى أن تقول له ما بداخلها من مشاعر الم وخيبة أمل هاهي تكتشف خيانته لها ولم تواجهه بالأمر لقد احبته بصدق ولم تستطع مواجهته بفعلته خوفا من أنه لن يستطيع الدفاع عن نفسه امامها و يرى انكسارها عند اعترافه بالأمر
لقد رأته في احد المطاعم يجلس مع فتاة تتغنج وتتمايل بجانبه وتتطبع قبلة على شفتيه بدلال كانت محض صدفة
أتت الى ذلك المطعم المشؤوم تبحث عن عمل كان قد عرض في إعلان على أحد الصحف صدفة مثل تلك التي نشاهدها في الأفلام ولا نصدق واقعيتها
وقفت هناك غير مصدقة ما تراه عيناها هل هو هذا فعلاً الشخص الذي أحبته وكانت على وشك الارتباط به ؟؟
ها هو يمارس ابشع انواع الخيانة في حقها لقد بقيت طوال الليل تبكي بحرقة على طهارة حبها وطيبة قلبها
لقد اعلنت الحداد عليهما بعد ذلك اليوم وقررت عدم المواجهة بل الانسحاب ها قد خسرت قلبها لم يعد هناك شيء يستحق المحاربة لأجله ستمحي ذلك الشخص من حياتها للأبد وعزمت غدا على اغلاق شقتها الصغيرة وحزم امتعتها والسفر صباحا الى قرية سيفورا الى عمتها الوحيدة فلطالما كانت تطلب منها ترك تلك المدينة المضيئة والعودة الى قريتها على سفح الجبل دائماً كانت تقول لها
طهارة قلبك ياصغيرتي لا تتناسب مع تلك المدينة الكبيرة حينها تبتسم لين لترد عليها بعينين حالمة
=سأعود ياعمتي ولكن مع من أحب لا استطيع تركه هناك فهو بحاجة الى ان ابقى بجانبه
تذكرت تلك الكلمات ودفنت وجهها في الوسادة وهي تحاول أن تخفي صوت نحيبها كانت تبكي على غبائها
لقد تركت كل شيء لأجله فقط لتكون دائماً بجانبه كانت سعيدة بطلب يدها للزواج ولكن سعادتها لم تكتمل بسبب فعلته.
استيقظت في الصباح على صوت رنين هاتفها المستمر التقطت هاتفها وهي تحاول ان تقرأ اسم المتصل وتفتح عينيها بصعوبة
قالت بألم تحاول ان يبدو صوتها طبيعيا
=مارك..
=صباح الخير حبيبتي، آسف إن ازعجتك
اجابته بهدوء
= لا بأس انا أريد الاستيقاظ مبكر"ا
سوف اسافر الى القرية الى عمتي تيريزا
= ماذا ... متى قررتي هذا، ولماذا لم تعلميني بالأمر
قالت بلهجة جافة
= ها قد اخبرتك الآن
قال بتوتر
= لماذا تريدين السفر يا لين .. هل عمتك بخير
= نعم يامارك انها بخير اريد فقط أن ازورها لقد اشتقت اليها واشتقت الى القرية
= كم يوم سوف تمكثين؟
=ربما اسبوع او أكثر
=حقا !! هل تستطيعي الابتعاد عني كل هذه المدة
=مارك ارجوك اريد ان ارتب اموري انني مشتتة قليلا
=مشتتة...
صمت للحظات ثم تابع كلامه حسنا .. رغم انك تعلمين انني لا استطيع الابتعاد عنك .. ولكن اشعر من صوتك انك فعلا متعبة وبحاجة الى الاسترخاء
سوف اتي لتوديعك امنحيني ساعة فقط
=لا داعي لذلك لم يعد لدي متسع من الوقت علي تجهيز نفسي والمغادرة
=هل من المعقول ان تذهبي من غير توديعي ايضا!!
صمتت لين للحظات شعرت باختناق الكلمات في حنجرتها انها فعلا لم تكن تستطيع الابتعاد عنه والأن سوف تغادر ولربما لن تراه مجددا
تمالكت نفسها فقد شعرت انها على وشك الانهيار
=ارجوك يا مارك اعذرني لم يعد لدي وقت يجب أن اغلق الهاتف وداعا
واغلقت المكالمة واغلقت الهاتف بالكامل ونهضت من على السرير لترتدي الملابس التي حضرتها على الكرسي قبل حزم امتعتها ارتدت بنطال من الجينز الاسود وكنزة صفراء فاتحة اللون رقيقة بنصف اكمام وحذاء رياضي اسود ووقفت على المرأه لترفع شعرها كذيل الحصان وتضع قبعة رياضية سوداء
بدت جميلة رقيقة بشعرها الاشقر الناعم لكتفيها وعيناها اللوزيتان الخضرواتين رغم احمرارهما من كثر البكاء الا هذا لم يخفي جمالهما بدت عيناها كالزمرد المتوهج
كانت متوسطة القامة بجسد نحيل كل من يراها لأول مرة يظن انها تبلغ الثامنة عشر رغم انها كانت في الثالثة والعشرين وضعت على بشرتها واقي شمسي والقليل من احمر الشفاه الوردي واغلقت جميع النوافذ والانوار
واقفلت الباب بعد أن تفقدت جميع حاجياتها بأنها كاملة وانها لم تنسى اي شيء اوقفت سيارة اجرة ووضع السائق الحقائب في صندوق السيارة صعدت وجلست في المقعد الخلفي وهي تنظر الى تلك المدينة الصاخبة تودعها بنظراتها الحزينة فربما لن تعود إليها قريبا صعد السائق إلى السيارة وقد بدا عليه الاجهاد من حمل الحقائب
= انستي الى أين نتجه
= لو سمحت الى محطة ريبو
= حسنا انستي
وصلت لين الى محطة الحافلات حيث ركض شاب في مقتبل العمر يساعدها على حمل الحقائب وهو يسألها
=الى أين مسافرة انستي اجابته لين وهي تتلفت إلى ماحولها بتوتر إلى قرية سيفورا ارجو أن لا اكون قد فوت الحافلة اجابها الشاب بحماس
=لا انستي انها على الطرف الآخر هي الحقي بي وفعلا حملت لين الحقيبة الصغيرة بينما حمل الشاب الحقيبة الكبيرة ولحقت به
اوصلها الشاب الى الحافلة المطلوبة ووضع الحقيبة مع مسؤولين الحافلة في الصندوق. اعطت نقود للشاب الذي شكرها بأبتسامة عريضة وغادر
استقلت الحافلة تبحث بين المقاعد عن رقم مقعدها الذي اخذته من مسؤول الحافلة وجلست بتعب وهي تتنهد
اخرجت قارورة الماء لتشرب فقد شعرت ان حلقها قد جف فحرارة الشمس كانت مرتفعة جد ًا كانت الساعة قد اصبحت الحادي عشر ظهر ًا
أغمضت عينيها للحظات تنتظر صعود جميع الركاب والانطلاق لتسمع صوت رجل يقول لها
= يا انسة
لتفتح عينيها تنظر بانزعاج
= لوسمحت ان تبعدي حقيبتك عن مكان جلوسي نظرت لين الى المقعد الذي بجانبها وسحبت حقيبتها ببرود لتضعها على قدميها
=اعتذر لك تفضل نظر لها وابتسم ابتسامة مجاملة
=لا عليك لا داعي للاعتذار وجلس في مقعده ووضع حقيبة سوداء صغيرة بجانبه ونزع نظارته الشمسية عن عينيه نظرت لين إليه بطرف عيناها كان يبدو شاب قاسي الملامح يبدو عليه كرجل عصابات أو حارس شخصي هل سوف يختطف
الحافلة ويطلب فدية مثلا ضحكت لين بصوت خافت من افكارها المجنونة وادارت رأسها الى النافذة
نظر اليها الشاب باستغراب ومن ثم أشاح وجهه عنها
وما هي الا لحظات حتى انطلقت الحافلة الى وجهتها أغمض الشاب عينيه وانزل قبعته السوداء على وجهه ليغفو
بينما تابعت لين النظر الى الطريق وهي تستعيد ذكرياتها الاخيرة مع مارك ولم تشعر والا والدموع تنهمر من عينيها شعرت بحركة الشاب الذي بجانبها حاولت اخفاء دموعها بيدها
ليمد اليها الشاب بمنديل نظرت اليه بإحراج واخذت المنديل منه لتمسح عيناها وقالت له بلطف
= شكرًا
اجابها بوجه جامد خالي من أي مشاعر
= العفو.. نظرت إليه باستغراب واشاحت وجههامجدد ًا الى النافذة ليقول لها
=عليك عدم البكاء في الأماكن العامة ليس المكان المثالي للتفريغ عن مشاعرنا استدرات إليه ونظرت بوجه عابس
=عفوا .. بينما هو تابع كلامه حتى من غير أن ينظر إليها
= لحظات الضعف عليك أن تخبئيها لنفسك فقط
قالت له باستياء وبنبرة عصبية
=إنني انسانة وفي بعض الأحيان نفقد السيطرة على انفسنا لم يجبها بل نظر الى عيناها مطولاً ما اشعرها بالارتباك حيث اشاحت بنظرها عنه
وقالت له
=اعتذرمنك لقد انفعلت قليلًا
قال لها بصوت واثق
=لا عليك إنني معتاد على الأشخاص المنفعلين نظرت إليه بتعجب وقالت بسخرية
=لا يبدو عليك أنك طبيب نفسي، تبدو لي كرجل عصابات
مماجعل كلماتها الاخيرة أن يطلق ضحكه قصيرة ويقول لها
=هل حقاً أبدو كذلك
مااشعرها برضا انها اضحكت ذلك الوجه الجامد الذي يبدو عليه أنه لا يعرف الضحك نظرت إليه تبتسم بحرج محاولة أن تجمل كلامها وأن لا تبدو فظة
=أو رجل أمن
=انتي فتاة ذكية.. حيث جمدت للحظات من رده
شتت تفكيرها بقوله
=اعتذر لم أعرفك عن نفسي انني ادعى رون واكستر
=انا لين رايتون تشرفت بمعرفتك
اومئ برأسه بالايجاب ليرن هاتفه ليعتذر لها للرد لتعود ملامحه الجامدة كان يتكلم بطريقة غامضة واثقة حازمة أدارت رأسها للنافذة من جديد واغمضت عينيها فقد كانت تشعر بالنعاس فالليلة الماضية لم تنم جيدًا

رحلة الى المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن