الجزء الثالث

769 12 1
                                    

نزلت لين الى الصالة حيث كانت الخادمة ريسا تنسق الزهور ابتسمت الخادمة للين واتجهت اليها وقالت:
= انسة لين إن غرفتك اصبحت جاهزة تفضلي معي اتجهتا الى الطابق العلوي فتحت لها باب الغرفة التي كانت بجانب غرفة رون نظرت لين الى باب غرفته وهي تفكر بما يفعله الان ؟؟ لتسمع صوت الخادمة يوقظها من شرودها
= تفضلي انستي دخلت لين ورأت غرفة في غاية الجمال واسعة و مضيئة
لون اساسها بني مزخرفة بطريقة رائعه وكأنها لأميرة من العصور الوسطى
= انستي حقيبتك هنا على الطاولة بجانب الخزانة
والعشاء سوف يجهز بعد 20 دقيقة ارجو إن لا تتأخري السيدة غرسيل لا تحب أن يتأخر أحد عن موعد الطعام وطلبت الإذن وغادرت الغرفة
رمت لين نفسها على السرير وهي تشعر بالتعب وقالت محدثة نفسها
= يا إلهي هل جننت لماذا افكربه
نهضت من على السرير و هي تحاول ان تخرجه من رأسها
فتحت حقيبتها لتخرج فستان رقيق بلون الأصفر الليموني فضفاض يصل الى الركبة مكشوف لنصف الظهر تزينه من الخلف وردات ناعمة مصطفا حول فتحت الظهر
استحمت وجففت شعرها وارتدت فستانها ووضعت احمر الشفاه وردي اللون وكحل اسود ليظهر لون عينيها الخضرواتين تركت شعرها منسدل بغرتها القصيرة المتمردة ولبست حذائها الابيض الوحيد في الحقيبة
خرجت من الغرفة ووقفت تنظر الى باب غرفة رون وشعرت بشيء غريب يتحرك بداخلها لم تعلم ما هو اشاحت وجهها
ونزلت بثقة الى الصالة لتجد خادمة أخرى كبيرة في السن
قالت لها بإحترام وهي تحني رأسها
= انسة لين الجميع في انتظارك على طاولة الطعام
واشارت لها أن تتفضل معها لتقودها الى غرفة طعام كبيرة ملكية وقفت لين وشعرت بالارتباك بسبب تأخرها ولكن سرعان ما شعرت براحة عند رؤية رون يجلس على الكرسي بمقدمة الطاولة وبجانبه والدته
قال لها رون
= تفضلي يا انسة لين اننا في انتظارك وأشار لها بجلوس بجانبه
= إنني اعتذر عن التأخير وألقت التحية على الحاضرين لتجيبها السيدة غرسيل
= اتمنى منك احترام الوقت يا انسة لين ليقول لها رون بلهجة جافة
= أمي ... صمتت السيدة وهي تنظر الى لين باستخفاف ربما تظنها فتاة طائشة أتت مع ابنها الشاب الأعزب الى بيته بكل وقاحة
لم تلم لين السيدة غرسيل انها لا تعلم بأن ابنها هو من اجبرها على القدوم الى هنا
ولا تستطيع ان تشرح لها الأمر لتغير نظرتها تلك ليقطع عليها افكارها صوت رون
= انسة لين انت لا تأكلين هل انتي بخير
=إنني بخير، فقط شردت قليلا نظرت إليه باستغراب وتابعت
= لم يكن يجب عليك النزول الى هنا عليك أن ترتاح ألا يؤلمك جرحك
= لا استطيع البقاء بالفراش يا انسة لين وانه جرح بسيط لم يعد يؤلمني كثير ًا، ابتسمت لين برقة والتفتت الى صبي صغير جميل الوجه كان ينظر اليها بفضول
قالت له مداعبة
= مرحبا ايها الجميل..
ليقل لها رون
دعيني اعرفك على ريمو انه مشاكس جدا
لا يخدعك بخجله الآن و إنه الاخ الأصغر لجاك
كان يجلس بجانب اخاه الذي طبطب على ظهره بلطف
بينما الصغير مد يده يلوح لها بخجل
ابتسمت لين له ومدت تلوح بيدها ترد التحية له
كان ذو شعر اسود طويل لكتفيه مثل اخيه بوجه ابيض مستدير وعينين واسعتين زرقاوتين بلون البحر القاتم
اكمل رون كلامه
=والسيدة دوروثي واكستر زوجة عمي وهم في زيارة لنا للاطمئنان على جاك انه يعمل معي ويقيم هنا لهذا يغيب عنهم بالأشهر
كانت والدة جاك امرأة بدينة ولكن ملامح وجهها مريحة من النوع الطيب عكس ملامح والدة رون القاسية الحادة لتقل لها لين بلطف
= تشرفت بمعرفتك سيدة واكستر
= شكرا عزيزتي تشرفت بك ايضا
= اما مدير اعمالي فهو عمران قادر اغلب الوقت هنا أيضًا
هكذا أكون قد عرفتك على الجميع استغربت لين وقالت للشاب
= هل أنت من الشرق الأوسط ابتسم عمران وقال لها
= نعم انستي انني جزائري الأصل
= سعيدة بمعرفتك
اتمنى ان ازور دولة عربية لأتعرف على عادات وثقافات جديدة
= سأكون سعيداً ان زرتي الجزائر انها بلدا جميل بحضارة وتاريخ مهم
= سأبذل جهدي لأفعل ذلك
= وانتي انسة لين ماذا تعملين او أنك مازلت تدرسين
اجابته لين محرجة
= كنت ادرس الصحافة ولكن هذه السنة لم اقدم للجامعة لأسباب خاصة السنة المقبلة سوف اعود للدراسة انها اخر سنة لي
= اتمنى لك الأفضل لتتدخل السيدة غرسيل بلهجة جافه وهي تتناول طعامها
= لم تعرفينا عن نفسك يا انسة لين من اي عائلة أنتِ مثلا
ابتسمت لين بلطف وقالت
= اعتذر سيدة غرسيل لم يكن هناك وقت مناسب لاعرف عن نفسي جيدا
إنني من عائلة رايتون والداي متوفان وليس لدي أحد من العائلة سوى عمتي تيريزا رايتون وابنها ديفيد نظرت السيدة غرسيل اليها مصدومة من ثم نظرت الى ابنها رون الذي كان بارد لا ردة فعل على وجهه
لتنظر إليها من جديد
= عائلة رايتون اجابت لين مبتسمة وعلامات الاستغراب بادية عليها
= أجل هل تعرفي أحد منهم سيدتي
لتقف السيدة بعصبية وهيا تنظر الى ابنها وتقول له
= انني انتظرك في المكتب يا رون وتغادر المكان من دون اي تفسير
تفاجأت لين من ردة فعلها العصبية تلك ليضع رون يداه على الطاولة و يشبكهما ببعض ويسند جبينه يحاول ضبط اعصابه
سأله عمران متفاجئ
=هل ما سمعناه الآن له علاقة بديفيد يا سيد واكستر
اجابه رون بصوت هادئ
= نعم
تفاجئ عمران برده ولكن التزم الصمت بينما بقيت لين مندهشة من الذي حدث بسبب ذكر اسم عائلتها فقط واستغربت أكثر بذكر إسم ديفيد التفتت الى رون وقالت له بقلق
= ماذا يحدث يا سيد رون وما دخل ديفيد هل احدكم يعرفه
= اهدئي، واكملي طعامك سأعود بعد قليل تركها ونهض وطلب من الجميع اكمال عشائهم نهض جاك ايضًا لمساعدته ليشير إليه أن يجلس ويقول له
= أكمل طعامك يا جاك
واتجه الى مكتبه الخاص بخطوات متعبة ليجد والدته جالسة تنتظره جلس رون على كرسيه بتعب والتقط علبة السجائر واشعل سيجارة
بينما لم تستطع لين متابعة طعامها شعرت انها الوحيدة التي لا تفهم ما يجري استأذنت الجميع للمغادرة لانها متعبة من السفر وتريد ان ترتاح بغرفتها
خرجت لين مسرعة
متجهة الى الصالة واقتربت من ممر في اخره باب توقعت انه مكتب رون لسماعها لأصواتهما ولكن لم تكن واضحة تجاهلت لين الأمر وصعدت الدرجات المؤدية الى الطابق العلوي لغرفتها ولكن توقفت في نصف الدرج للحظة وعادت ادارجها فكاد الفضول يقتلها وشعرت ان عليها ان تعرف ما يجري فبات الأمر مخيف جدا
اتجهت الى مكتب رون واقتربت بحذر من الباب لتسمع صوت والدته تقول له
= بماذا كنت تفكر عند إحضار الفتاة الى هنا، لقد وكلنا محامون يا رون وهم من سوف يأخذون حق مايكل اقتربت لين اكثر وهي تحاول ان تفهم ماعلاقتها بمايكل ذاك لتتابع الأم
= اخبرني لماذا احضرتها الى هنا يا رون ، حبا بالله اجابها رون بصوت جامد خالي من اي مشاعر
=انها رهينة، ليعم الهدوء للحظات لتسمع صوته قد احتد اكثر يشوبه القهر
= إبن عمتها ديفيد ريو، ديفيد ريو يا أمي هو السبب بموت أخي
لن يهنئ لي عيش الى ان اقتله بيدي هذه
لتكتم لين شهقتها بوضع يدها على فمها وهي غير مصدقة ما تسمع
قالت والدته
= ماذا الآن .. هل يعلم انها هنا
= ... يعلم انها معي ولكن لا يدري أين مكاننا
= كيف عرف انها معك وكيف عرفت ان لديه ابنة خال من الأصل اجابها رون وقد سيطر على انفعاله
= لم يكن ذلك صعب و لقد دبرت لقائنا على انه صدفة ورتبت بعدها الأحداث
وانا من اخبره انها معي
= لماذا يارون ...
= لانه لم يعد يبدي اهتمامه بالقطعة الملعونة بعد موت أخي
حاولت استدراجه بها ولكن هو يعلم انني اريد قتله فور امساكي به
ولم يتبقى امامي إلا ابنة خاله وهددته ان لديه أسبوعا واحد فقط ان لم يأتي من كندا ويقابلني سوف اقتلها واتلف القطعة رجعت لين بضعة خطوات الى الوراء وهي تسمع دقات قلبها الذي كاد يخرج من صدرها لترتطم بجسد قوي وتطلق صرخة رغما عنها وتلتفت لتجد نفسها بين يدي جاك وهو ينظر اليها ببرود خرج رون ووالدته من الغرفة على صوت لين وقفت تنظر الى رون الذي كان ينظر اليها بوجه قاسي وبارد
بقيت تتأمل عيناه تبحث بهما عن أي مشاعر عطف ولم تجد سوى القسوة والغضب الآن فهمت كل شيء انهمرت دموعها ولكن هذه المرة على وجه قاسي غير مصدقة ما حدث لتتركهم وتصعد الدرج الى غرفتها
نظر رون الى والدته وجاك وقال بقسوة
= باتت تعلم الآن بكل شيء، جاك شدد الحراسة على المنزل ولاتسمح بخروجها منه أبداً و تركهماوصعد الغرفة
نظر الى باب غرفتها بحزن و دخل الى غرفته خلع قميصه ووضع يده فوق اللاصق الطبي وهو يشعر بالألم ليجد لين تفتح الباب بقوة حتى ارتطم الباب بالحائط
نظر اليها فقد كانت عيناها يملؤهما الغضب اقتربت منه وقالت له بحدة
= إنك احقر رجل عرفته في حياتي لم يؤذيني أحد على وجه الارض مثلما فعلت أنت كنت اظن أن ما فعله مارك اقسى ما مررت به بعد وفاة والداي لتأتي انت وتؤذيني اكثر من الجميع لماذا لم تقل لي أنني أنا الطعم وان ابن عمتي هو المتورط بقتل اخاك وإن لم يأتي ليسلم نفسه لك سأقتل لقد اتيت بي رغما عني ولكن ظننت لتحميني بسبب خطأ اقترفته لتواجدي معك صرخت بوجهه والغضب تملكها بلكامل
= لماذا كذبت علي لماذا جعلتني مجرد لعبة بين يديك وماذا عن قبلة اليوم هل كانت اكمال لمخططك
تكلم لماذا ... لا تتكلم بدأت بضربه على صدره بينما هو بقي واقفاً لا يظهر ردة فعل والدموع قاسية في عينيه ترفض الانصياع له
انتبهت لين ان جرحه بدأ ينزف حيث اصابته ضرباتها توقفت مذعورة وقالت له بقلق
= اوه يا إلهي لقد آذيتك ، جرحك ينزف
اجلسته على الكرسي واسرعت لتغير الضماد جلبت الادوات الموضوعة على الطاولة بجانب سريره جلست وهي تمسح دموعها بكف يدها
= إنني اسفة يا رون لقد اذيتك كان عليك ايقافي
أمسك يدها التي كانت تبعد الضماد وقال لها بصوت رقيق
= إنني أنا من آذيتك يالين اي قلب تحملين يا فتاة لتدوسي على الامك وتهتمي بألام غيرك
= لأنني انسانة يا رون
وتابعت تغيرها للضماد نظر اليها وقد فهم ما تقصد ليجيبها بهدوئه المعتاد = إنه غباء إن بقيتي هكذا بقلب ساذج سوف يدعسون عليه ويحطمونك وينهون حياتك = إن الرب لن يتركني
انهت تضميد الجرح ونهضت تهم بالمغادرة بعد ارجاع كل شيء لمكانه وقفت لين وهي تنظر اليه تتظاهر بالقوة
= هل حقا ستقتله
نظر اليها بحقد وقال
= انني انتظر هذا اليوم منذ زمن
قالت له لين بانكسار
= انه لن يأتي من اجلي يا سيد رون
إنه اجبن من ان يعرض نفسه للخطر لكي ينقذني إنه لا يهتم لأمري اعتذر ان دمرت مخططك ولكن لن يأتي ...
وهمت لين بمغادرة الغرفة لتسمع صوت ضحكته استدارت إليه من جديد
ليتقدم إليها بضعة خطوات وهو يضع يديه في جيبه بثقة ومكر
= هل تظننيني غبي يا لين
وهل تظني انني لا اعرف ديفيد من أي نوع
هو الآن يعرف إنك رهينة عندي وأنا أعرف أنه لن يركض لإنقاذك ولكن احيك له مكيدة سوف يقع بها لا محال وعن طريقك أنت
قالت له لين وهي تكتم الألم الذي بداخلها
= ألا تستطيع ان تترك القانون هو من يأخد حق اخاك
ابتسم إبتسامة ضئيلة ساخرة وقال
= هو خارج البلاد واظنه بإسم مستعار حتى أنا لم استطع ايجاده هناك
و لن تستطع الشرطة اعتقاله ستبدأ خطتي قريبا لم يتبقى الكثير
= لن أورط نفسي معك أكثر يا سيد رون وعليك ان تتركني اذهب من هنا لأن ما تفعله سيعرضك للسجن ضحك رون ثم قال
= وكأن الامر يهمني
شعرت لين بالغضب واستدارت لتغادر الغرفة لتقف فجاة وتقول له
= لماذا قبلتني هذا الصباح يا سيد رون
ليقول لها بفتور
= لأنك بدوتِ جميلة لم استطع المقاومة اغمضت لين عينيها للحظات ثم غادرت الغرفة
جلست على طرف سريرها والدموع تنهمر من عيناها قالت محدثة نفسها
= علي أن أجد طريقة للهرب من هنا في اسرع وقت
عندما أصبحت الساعه العاشرة ليلا
نزلت لين الى الصالة من ثم فتحت الباب الخارجي لتجد رجال الحراسة بلباسهم الأسود منتشرين في كل مكان لتفهم أن الخروج من هنا ليس بهذه السهولة
لينده جاك من بعيد حيث كان يقف مع الحرس
= انسة لين هل هناك خطب ما
اجابته لين بجفاء
=لا
وعادت الى الداخل واتجهت الى غرفتها لتتمدد على السرير وهي تشعر بتعب السفر
ولم تشعر الا وهي تغفو في ثبات عميق
لتستيقظ صباحا على صوت طرقات الباب
لتعتدل بسريرها وتطلب من الطارق الدخول
لتجد رون يدخل اليها
وبدا عليه أنه أفضل بقليل من البارحة
= صباح الخير انسة لين ارجو ان تكوني قد نمت جيدا فلديك اليوم موعد مع احد المصممين لا نعلم الى متى سوف تبقي في ضيافتنا واعلم انك لم تحضري كثيرا ًمن الثياب
= لا اريد شيء منك، واستغرب برودك هذا واهتمامك حتى في اتفه الامور. لا يفوتك شيء ابدا
نظر اليها بتأفف
=لا تصعبي الامور اكثر يا لين
نفضت لين الغطاء عنها ونزلت عن السرير تتجه الى الثلاجة الصغير لتخرج منه قارورة ماء بعصبية
= هل تعتقد يا سيد أنني سوف انفذ اوامرك بصدر رحب انني موجودة هنا رغما عني سوف اعرقل كل مخططاتك وسأحاول الخروج من هنا بأي طريقة وسوف اذهب الى اقرب مركز للشرطة وابلغ عنك حتى
ارك مقتاداً الى السجن اقترب منها بغضب محاول ان يسيطر على اعصابه
=اسمعيني يا انسة رايتون رفضك هذا سوف يجعلني استخدم اخر ورقة لدي وهو أن احضر عمتك حينها لن يتوانى عن الركض الى إنقاذ والدته
عمتك سوف تأتي الى اميركا هذا الاسبوع اليس كذلك؟؟
وظهرت على شفتيه ابتسامة الانتصار عند رؤيته لنظرة الرعب بعينها
=أي رجلٍ هو أنت ؟؟
= إنني رجل لا أريد اذية أحد إلا ذلك الرجل واريد مساعدتك في ذلك والا جعلتني مرغما على اقحام المزيد من الاشخاص الى الخطر
وهم بالخروج وقال لها قبل خروجه
= سوف يأتي المصمم جاد بعد ساعة ريثما تكوني قد انتهيتِ من تناول فطورك الذي ستجلبه لك الخادمة بعد خروجي ، أفضل أن تبقي في غرفتك اليوم
وخرج تاركًا إياها في حالة يأس لتتهادى طرقات على الباب وتدخل الخادمة ريسا بعربة عليها الفطور لترتبها على الطاولة وتهم بالخروج
مشت لين بخطوات بطيئة نحو الطاولة وهي تشعر بعدم رغبتها بتناول الطعام كانت تشعر بأنها ضعيفة لا تستطيع الخروج من هذا المأزق ومن ناحية اخرى تلك المشاعر الغريبة التي تكنها لذلك الشاب
الذي ظنت انه يحميها ليفاجأها انها كانت بالنسبة له مجرد وسيلة لاستدراج ابن عمتها. وايضا حزنها على عمتها عندما تعلم ان ابنها قاتل وعن اعماله المشبوهة. لم تستطع تحمل كل هذا
لتجلس على الكرسي الذي بجانب نافذة مطلة على حديقة القصر لوقت لم تشعر به الى ان طرقت الخادمة على الباب لتأذن لها بالدخول
لتخبرها بوصول المصمم اومأت لين لها بالموافقة. لتلاحظ الخادمةوجه لين الشاحب وعيناها المتعبتان اقتربت من طاولة الفطور التي لاحظت ايضًا انها لم تمسها
لتضعهم على العربة وتخرج من الغرفه وهي تشعر بالشفقة على حال تلك المسكينة رتبت لين شعرها وغسلت وجهها لينعشه قليلا قبل دخول المصمم إليها الذي حضر بعد دقائق وبيده حقيبة فتحها عند رؤية لين واقترب إليها يلقي التحية بابتسامة عريضة ونظرات فاحصة على
جسدها ليقول لها بحماس
= تملكين يا انسة قوام رائع لن اجد صعوبة باختيار أجمل الاثواب لقدك النحيل اعرفك على نفسي انستي انا ادعى جاد دياكو
ابتسمت لين له بابتسامة صغيرة ناعمة يشوبها بعض الحزن لتشكره على اطرائه ليفرد امامها على الطاولة مجلدات بعدة اثواب
لتختار منها ما يعجبها لتقول له لين غير مبالية
= يمكنك ان تختار لي ما يناسبني يا سيد دياكو ان لك عين خبيرة وسأترك لك هذه المهمة
ليبتسم لها بسعادة لثقتها به بينما لين فعلت هذا لشعورها إن مزاجها ليس في أحسن حال لتجلس وتختار اثواب وهي تعيش اسوء أيام حياتها
أغلق المصمم المجلدات وهو متحمس بأنه سوف يلبس ذلك الجسد الرائع ثيابا من اختياره استأذن من لين بالخروج ونزل الى الصالة حيث كان رون جالس يتفحص بعض الأوراق التي تركها عندما اقترب منه جاد وقال له
= يبدو يا جاد من ابتسامتك ان الأمور سارت على نحو جيد هل الانسة اختارت ما تريد
= بصراحة يا سيد واكستر انها لم تختر شيء بل تركت الامر لي تنهد رون بهدوء واجابه
= حسنا يا جاد ، ارجو ان تكون اختياراتك جميلة تليق بأميرة ابتسم جاد بحماس
= هذا مؤكد يا سيدي ولكن أريد أن اطرح سؤال حيث بدت الانسة ليست بمزاج جيد لترد على أسئلتي اشار رون بيده بلباقة ان يكمل كلامه
= ماذا تحتاج الانسة غير الذي اتفقت معها
= كل ما تحتاجه فتاة بعمرها يا جاد
= حسنا لقد فهمت يا سيد واكستر والآن اسمح لي بالانصراف وغدا سوف يكون كل شيء جاهز اومئ له بالانصراف وطلب من الخادمة إيصاله للباب الرئيسي بينما هو نظر الى الطابق العلوي وتقطيبة صغيرة بين حاجبيه
الحاديين وصعد متجه الى غرفتها دخل بعد عدة طرقات حيث لم يسمع اي اجابة
ليجدها جالسة امام النافذة تضم ركبتيها شاردة التفكير بوجه متعب ليشعر ان قلبه يعتصر حزن لرؤيتها بهذه الحال ولكن حاول ان يقسو على نفسه ليقول لها ببرود وكأنه لا يهمه ما رآه
= لماذا لم تجيبي عند طرقي للباب لترد بصوت بارد تخلوه تلك النبرة القوية التي احبها عند انقاذها لحياته
= إنه منزلك يا سيد واكستر يمكنك الدخول متى شئت = جيد، ليتابع كلامه بنظرات ماكرة
أذن سيكون لدي حجة لدخولي إليك عند استحمامك مثلا
لترمقه بنظرة حادة ليجيبها ببرود
=عليك ان تنتبهي لأجوبتك
لتنهض منتفضة
=لست في مزاج جيد لأتقبل كلامك هذا
ليقترب منها اكثر
لتنعدم المسافات بينهما مما جعلها تجمد في مكانها وتشعر ان الدماء قد جفت في عروقها وانها جسدها لا يتلقى الأوامر بأن يخطو خطوة واحدة للوراء
ليضع يده برقة تحت مرفقها ويده الاخرى على خصرها لتتفجر خدودها بدماء جعلت وجهها يبدو اكتر جمالا ليرفع يده ليبعد بأصابعه النحيلة خصلة شعر عن وجهها الناعم ويقترب ليشتم عبق رائحة عطرها ليقول لها بصوت رقيق بالكاد يسمع
= ماذا تفعلين بي يا فتاة لتشعر لين باستسلامها ليديه القويتين كانت تكره ضعفها واستسلامها عند أول لمسة منه حيث لم تشعر بذلك مع مارك رغم حبها الكبير له ولكن لم يأتي رجل مثل رون جعلها تشعر بالحب والكره، بالخوف والامان، بالهروب والرغبة في البقاء بين أحضانه ، ليقترب من شفتيها وهو يشعر أنه يريد ان يأخذ منها كل نفس عطري
لتتذكر لين قبلته الأول و اجابته القاتلة بأنها كانت تلك القبلة مجرد رغبة لتبتعد عن شفتيه وتحاول أن تحرر نفسها من بين يديه ليشد على معصمها بقوة ويقترب من جسدها اكثر ليشعر بأرتجاف كل طرف بجسدها ليقول لها بصوت هادئ وواثق تملئه الرغبة
= يبدو أن قلبك وجسدك يرفضان الانصياع لعقلك رغم المحاولة واشعر أنك تريدين ما أريد إنك عاشقة يا لين عاشقة لكل لمسة تصدر مني إليك
شعرت لين بالغضب هل من الممكن أن تكون هكذا امامه شفافة كالزجاج يرى كل ما بداخلها بسهولة ما جعل كرامتها تدفعها الى صفعه ليفلت لها يدها
وتبتعد عنه وهي تنظر إليه باستحقار
قال لها وهو يتحسس خده وعلى وجهه ابتسامة ساخرة تخفي غضبه
= يبدو أنك تقاومي يا اسيرتي ولا تريدين الاعتراف بما قلته لتجيبه لين بعصبية
= يبدو أنك واهم يا سيد واكستر فأنا لم ولن اقع في حبك انت إن غرورك ما يجعلك تظن هذا
اجابها بابتسامة استفزتها = حقا.. ولكن مشاعرك.... لتقاطعه بغضب
=ليس لك الحق بتحديد مشاعري ولكن كن على يقين إني لا اگن لك أي مشاعر حب ولا حتى قليلا بل أشعر بالكره والاشمئزاز عند لمسك لي لينظر إليها بوجه بارد لا ردة فعل له وعيناه تنظر الى عيناها من دون أن تطرف لتبتعد عنه وتدير ظهرها من جديد من ثم سمعت صوت إغلاق الباب وانه قد غادر الغرفة اغمضت عيناها وهي تشعر بالغضب من نفسها لانها تعلم تمامًا أن ما قالته ليس ما تشعر به تجاهه ولكن كانت كرامتها اهم من كل شيء ولو اضطر الأمر أن تدوس على قلبها على ان تستسلم لرغباته أو تنفذ مخططاته
نزل رون الى الصالة ليجد والدته جالسة على الأريكة المعتادة تنتظر نزوله على ما يبدو لذا فور رؤيتها له قالت له بصوت صارم
= بعثت الخادمة ريسا الى غرفتك لم تجدك هل ستقضي وقتك كله في غرفة تلك الفتاة يا ولدي الوحيد ليقترب منها بخطوات بطيئة ويديه في بناطله الأسود وقال
= هل هذا يضر احدا منكم ليجلس على احد الأرئك بجانبها مما أستفزها بروده
= أنه يضرك أنت يارون لقد جلبت الفتاة الى هنا ووضعتها بيننا رغما عنا وفي رأسك مخطط مجنون لتنتقم لأخاك
وتجمعت الدموع في عينيها ليسقط الجبروت والقوة أمام عيني ولدها وقالت له بقلب محروق = لقد خسرت مايكل يا رون ولا أريد خسارتك ايضًا فإن مصيرك بسبب ما تفعله سيكون الموت او السجن لتقترب إليه اكثر تحاول لمس قلبه لربما يعود الى رشده قالت له وهي تنظر إلى عينيه الجامدتين = ارجوك يا بني فكر بي ماذا سيكون حالي من بعدك
ولكن ضاعت كلماتها هباء وشعرت بقسوة وسوادا يملئ قلبه عندما اجابها
= أفضل الموت على ان أرى قاتل أخي على قيد الحياة،
ليتركها ويغادر القصر تاركا والدته غارقة بدموع القهر والخوف من المستقبل لتركض إحدى الخادمات وتساعدها للصعود الى غرفتها لكنها ترفض و تقول للخادمة
=انصرفي لعملك يا ريسا لتومئ تلك بالإنحناء والإنصراف
لتصعد السيدة غرسيل متجهة الى غرفة لين طرقت على الباب عدة طرقات نهضت لين و فتحت الباب لتتفاجئ بزيارتها
= سيدة غرسيل
= لقد اتيت إليك لموضوع اريد التحدث به معك
= تفضلي بالجلوس سيدتي
جلست السيدة غرسيل على الكرسي بينما جلست لين مقابل لها وهي مهتمة لما سوف تقوله السيدة
قالت لين بقلق
= هل السيد واكستر بخير
لتنظر إليها الأخرى بعيون فاحصة
= نعم، أنه بخير ولكن حتى الآن فقط ولكن ما يفكر به ولدي سوف يقضي عليه ويقضي علي ايضًا إن فقدته
نظرت لين بحزن وشفقة على حال تلك السيدة فقد بان التعب تحت عينيها والحزن ملئ خطوط وجهها
لتقول لها
= أنني اسفة يا سيدة غرسيل لما يحدث ولكن السيد واكستر لا ينصت لأحد كنت اتمنى لو أستطيع المساعدة ولكن ما يفكر به صعب ان اجاريه به
= لا يا ابنتي لا اريدك ان تجاريه بل أريد ان نتحد سوية لنمنعه من ذلك انني خائفة ان اخسر ولدي الآخر
= لن يستمع الي فأنا مجرد وسيلة لاستدراج ابن عمتي و ربما أيضا قد يقتلني ان لم أنفذ اومره
لتجيبها غرسيل بصوت قلق
= رون لن يفعل ذلك ابدا
= ماذا تريدين مني أن افعل يا سيدة غرسيل
= اريد منك اخباري بما يخطط
= الى الأن لم يخبرني بشيء
= اذن عليك اخباري بما ينوي فعله عندما يخبرك، ارجوك يا ابنتي لربما منعت حدوث ذلك اومأت لين برأسها باستسلام
وغادرت السيدة غرسيل بعد ان شكرتها
شعرت لين بعدها بالاختناق رغم اخذها لحمام بارد لم تشعر بتحسن لبست فستان بسيط بلون أبيض قصير الى فوق الركبة بقليل و اكتفت بسوار بيدها بلون الياقوت وتركت شعرها مفرود بانسيابية فوق كتفيها
ونزلت الى حديقة المنزل التي كانت الحراسة مشددة وعيونهم تراقب كل تحركاتها ولكن حاولت تجاهلهم والاستمتاع بمنظر الورود الارجوانية
ولكن باتت محاولتها بالفشل مما جعلها تعود ادرجها الى داخل القصر وتقترب من المكتبة الكبيرة لتتفحص محتواها لتلفت نظرها رواية بعنوان ابحث عني في ذاكرتك لتقرر قرأتها تأخذها وتصعد بها الى غرفتها جلست على الكرسي بجانب النافذة تقرأها بأهتمام ولم تشعر بالوقت قد مر اكثر من ساعتان إلا عند سماعها لطرقات على
الباب لتسمح للطارق بالدخول
لتدخل اليها الخادمة جانيت كانت مدبرة المنزل بحكم سنها الكبير وخبرتها الطويلة لتقول لها
= انستي انه وقت الغداء
= حسنا سوف الحق بك لتضع الرواية من يدها وتنزل الى غرفة الطعام حيث كانت السيدة غرسيل والعمة وجاك والطفل الصغير بانتظارها
استغربت لعدم وجود رون ولكن جلست تتظاهر بعدم الاكتراث
ليقول جاك بصوته المرح
= أين كنت ياصاح إنك مصاب لا يجب عليك مغادرة القصر لتلتفت لين لتلتقي عيناها بعيني رون لتستدير مرة أخرى تحاول السيطرة على الرجفة التي اعترت جسدها
ليجيبه رون وهو يأخد مكانه المعتاد بين والدته ولين
= لن أبقى طريح الفراش يابن عمي لن أموت الآن قبل أن يموت أحد آخر قبلي مما جعلت تلك الكلمات تحرق اعصاب لين لترمقه بنظرة قاتمة
ليتجاهلها الاخر ويبدأ طعامه ولكن لين لم تستطع احتمال بروده أكثر لتنهض من مكانها كي تغادر المكان
ولكن يد رون كانت اسرع حيث امسك معصمها بعصبية وقال بصوت حاد
= الى أين... إنك لم تتناولي شيئًا بعد لتجيبه لين بعصبية
= اترك يدي يا سيد رون لا أريد تناول شيء ليس لدي شهية اليوم
لينهض رون بغضب وينظر الى عينيها بتحدي ويقول لها
= اجلسي لتجيبه بتحدٍ اكبر
= لن أجلس.. هل ستضربني كي اتناول الطعام
لينهض جاك بتوتر ويحاول تهدئة الأمور
= اهدأ يا رون ارجوك دع الفتاة
وكان جميع الموجوين متوترين من ردة فعل رون فلم يتحداه أحد من قبل
ولكن رون كان قد ازداد غضبه اكثر مما جعل دقات قلب لين تتصاعد قال لها بنظرات كلها غضب
=اجلسي يا لين فأنك لم تتناولي فطورك صباحا هل تقومي بالإضراب عن الطعام
لتضحك لين بسخرية
=هل تراقب طعامي ايضًا، وتابعت بعصبية
نعم، سوف اضرب عن الطعام والآن
اترك يدي ودعني اغادر
وعندما لم ينفذ لها رغبتها لم تجد غير أن تهوي بصفعة حادة على خده جعلت الجميع ينهض من اماكنهم وقد صدمهم الموقف جميعاً فهذه هي المرة الأولى التي تجرؤ فتاة على رفع يدها في وجه رون حتى رون نفسه انحبست أنفاسه وظل لوهلة يحدق فيها مصدوماً فعلى الرغم من أنه كان قد تلقى صفعةً منها في وقت سابقٌ إلا أنه لم يتصور أن تبلغ بها الجرأة على توجيه صفعةٍ أخرى إليه أمام عائلته كلها وبالأخص أمام والدته التي شعرت بالتعاطف مع لين رغم كل شيء
فأن تقدم بالفتاة على تلقين رون أمامهم هكذا وعلى الملأ فهذا يعني بأن درجة الصبر عندها قد بلغت منتهاها
أما لين فلم تبالي بكل تلك العيون الموجهة نحوها وظلت تنظر بغضبٍ نحو رون الذي مالبث أن أفلت لها يدها مخلياً سبيلها
فرمقته بنظرةٍ تحمل طابع اللوم والعتب كما لو أنها تحمله مسؤولية ماحدث ثم غادرت المكان متجهة لغرفتها
ضرب الطاولة بغضب و كتم غيظه فقط من أجل الطفل الذي شعر بالخوف ترك رون المكان واتجه الى الطابق العلوي شعرت السيدة غرسيل بالقلق لتستدير نحو جاك وتقول له بصوت يملؤه الخوف
= ارجوك يا جاك الحق به ليقول لها جاك بصوت متوتر
= انت تعلمين يا سيدة غرسيل ان صعدت سوف تزداد الأمور سوءا علينا تركهما بمفردهما حاليا هذا افضل حل
لتتدخل العمة
= ولكن يا بني لربما حصل سوء انني قلقة ان يسبب لها الاذى فرون لم يسبق له وأن صُفع من قبل إمرأةٍ من قبل = لا يا امي لن يفعل ذلك ثم لا أعتقد بأن لين تعتبر أي امرأة بالنسبة له
ولكن الأمور لم تكن على مايرام في الطابق العلوي حيث دخل رون الى لين والغضب يملئ عينيه لتقف لين بوجهه بتحدي حيث. لم تعد تلك الفتاة الضعيفة التي كانت تعهدها قالت له ونظرة القوة ظاهرة في عينيها
= وماذا الآن يا سيد واكستر هل جئت تضربني لأنني وبخت الطفل المدلل روني أمام الماما ؟
شهر رون اصبعه في وجهها وصاح قائلاً وهو يصر أضراسه بغيظ أنتِ يافتاة كفي عن استفزازي فقد لقيت منك مايكفي اليوم!
ليرن هاتف كان بجيبه انه هاتف لين نظرت اليه بفضول بينما قال لها ببرود
= انه ابن عمتك
= دعني ارد عليه ولكن لم ينفذ طلبها بل هو من رد على الهاتف
= اهلا سيد ديفيد لم اتوقع اتصالك
ليجيبه بصوت حاقد
= ماذا تريد يا سيد واكستر ولماذا قمت باختطاف الانسة لين
= أريد النصف الآخر من القطعة
=ليست معي يا رون ولا اعلم عنها شيء
ضحك رون باستهزاء واجابه
= اننا نعلم نحن الاثنان ان كل منا لديه النصف وان لم يكتملا لن تكون لتلك القطعة أي قيمة
وانت تعلم أنك تعرض حياة لين للخطر برفضك سأتركك للغد كي تفكر وسوف اتصل بك وحينها سوف تقرر مصير ابنة خالك الوحيدة واغلق الهاتف بوجهه
نظرت لين مصدومة وقالت له
= لن يأتي.. اظنه خائف ان تقتله انتقاما لاخيك
= أنه لا يعلم بأنني اعرف بأنه هو من قتل اخي
= كيف هذا؟؟
=اعتقد انه حان الوقت لتعرفي كل شيء جلس على الاريكة وطلب منها الجلوس مقابل له ونفذت لين ذلك من دون اعتراض كانت تريد ان تعلم كل ما يحدث لربما استطاعت ان تغير مجرى الاحداث كانت ملامحه هادئة ولكن كان يبدو عليه الضياع ايضًا حيث لم يكن يعلم من اين يبدأ قال لها بعد ان اشعل سيجارة وتهادى دخانها حوله
=حصل الأمر منذ سنة كان اخي يعمل في شركته، رينادوس في تجارة السيارات وكان ديفيد صديقه المقرب ويده اليمنى لم ارتح له يومًا ولكن لم اكن اتدخل في اموره الخاصة كنت انصحه فقط ولكن لم يسمع مني بما أنني اخاه الأكبر
كان يظن
أنني أفعل ذلك لأفرض سيطرتي عليه فقط كان متمرد يريد ان يصنع له مكانا بعيدا عني الى ان اتى يوم اتصل أخي بي
كان صوته قلق قال لي ان أتي إليه في البيت الريفي
تفاجأت بالأمر وشعرت بأنه في مأزق حيث أخي لم يكن يذهب الى ذلك البيت ابدا الذي كنت املكه انا ولم يكن يريدني أن أشتريه لأنه بيت قديم وريفي
ذهبت الى هناك كان ينتظرني بسيارته امام البيت وعندما رآني نزل من سيارته مسرعا واتجه الي
كان القلق والخوف باديا على وجهه
قال لي بصوت مرتجف انني في مأزق يا اخي
شعرت بانقباض في قلبي فقد كنت اعلم أنه لن يأتي الي ويطلب المساعدة ان لم يكن الأمر خطير ادخلته الى المنزل
وعندها اخبرني بالاتفاقية التي عقدها مع ديفيد لشراء تمثال اثري من رجال مشبوهين وانهما كانا متفقين على تهريبه الى كندا
ولكن ذلك التمثال كان يتكون من قسمين الملكه افروديت والملك زيوس احتفظ اخي بقسم الملك بينما بقي القسم الاخر مع ديفيد إلى ان يقوما بإجراءات السفر لتقاطعه لين
= لماذا لم يبقي التمثال كامل مع احدهما
نظر رون وعلى شفتيه ابتسامة فاترة
= لانهما لم يثقا ببعضهما ففضل كل واحد منهما الاحتفاظ بقطعة حتى يتسنى لهما أن يتشاركا بثمنها
= وماذا حدث اذن
= شعر مايكل أنه ملاحق من رجال لم يعرف من هم أتى الي وطلب مني الاحتفاظ بالقطعة إن حصل له امر ما
شعرت بالخوف عليه اتصلت بعمران قادر وطلبت منه القدوم للبقاء معه في المنزل الريفي الى أن أحل هذا الأمر
وتركتهما هناك ولم اغب عن المنزل سوى ساعتان فقط لأعود وأجدهما مضجرين بدمائهما
اتصلت بالشرطة والاسعاف ولكن كان اخي قد فارق الحياة ولكن عمران كان لا يزال على قيد الحياة ولكن في حالة خطرة تكتمت على خبر نجاته و اخفيته عن الانظار في منزلي
= لماذا لم تقدم عمران كشاهد لما حدث
= لأنني لا اريده في السجن بل اريده مقتول بين يدي اخبرني عمران بالرجال الذين داهموا المنزل حيث اخبره مايكل قبل وفاته انهم رجال ديفيد وانهم يبحثون عن النصف الأخر
من القطعة ولكن مايكل لم يخبرهم عن مكانها خوفا علي ولهذا كان مصيره القتل
=اخبرني كيف سوف تستدرجه إليك
= انت، من غير مساعدتك لن استطيع الوصول إليه سوف تتصلي به من هاتفي وتخبريه بأنك قد وصلت لهاتفي بصعوبة وانك تريدين منه المساعدة
=لربما شعر بالأمر وانه مستدرج
= سوف تقولي له انك ستهربين ولكن عليه ارسال رجاله لأخذك وتعطيه العنوان
= هل تريده ان يعرف مكان اقامتك
= نعم، هو يريد ذلك بشدة ليأتي ويقتلني وسوف يظن انه الاقوى عند محاصرتي في البيت
= ولكن يا رون هذا خطر وسوف تقتل لا محال ويقتل الجميع
= غدا سوف ارسل الجميع الى اليونان
= سوف ابقى انا وانت وعمران فقط
= هل تظن انك ستنجح
= اتمنى ذلك ، سوف يأتي للحصول على القطعة طمعه و غروره سوف يجره الي سوف يظن انه الأقوى بسبب محاصرته لي ولكن كل ذلك
متوقف عليك هل ستساعدينني يا لين سكتت لين وهي تنظر الى تلك العينين الغائمتين والى ذلك القلب الذي ملأه السواد هل سوف يعرض حياته وحياتها وحياة عمران للخطر فقط كي يريح قلبه وضميره
هل تجرد من الانسانية ليرغمها على التورط معه. واستدراج ابن عمتها لتراه مقتولا بين يديه اليس كان من الارحم للجميع أن يخبر الشرطة وايقاف نهر الدم الذي سوف يجري بسبب غضبه كانت نظرات رون تنتظر اجابة من شفتيها
ولكن لين لم تستطع الاجابة حيث الافكار كانت تتصارع في رأسها انتج عنه صداع مفاجئ جعل لين تضع اناملها الرقيقة على جبينها تمسده
لتلمس اصابعها الرقيقة قطرات من العرق تكورت ربما من فعل التوتر والخوف اجابته لين أخيرا بصوت خافت مهزوز
= ارجوك يا رون. لا تورط نفسك وتورط الجميع بهذا الامر. اخبر الشرطة. واجعل عمران يقدم افادته والشرطة سوف تصل اليه وتقبض عليه
شعر رون بالغضب ولكن تمالك نفسه ليجيبها بهدوء
= لن يستطيع أحد القبض عليه وهو خارج البلاد وربما حاليا هو غير موجود في كندا، انه دائم التنقل
انه كالشبح ذلك الخبيث، كان الضغط المستمر من رون يجعل لين منهارة خائفة لا تعلم كيف سوف تخرج نفسها من هذا الأمر
وكانت للحظات سوف تنفذ ما يريده منها ولكن حاولت مجددا ان لا تنصاع له
نهضت من مكانها واقتربت من النافذة تتأمل الغروب وهي تسمع دقات قلبها مع اقتراب خطواته منها
= اعطني اجابتك يا لين
= ارجوك يا رون
=بل انا من يرجوك.
= حسنا..
وافقت لين فقط لكي يتركها ويذهب فجسدها لم يعد يقوى على الصمود اكثر
وفعلا عند سماع اجابتها اقترب منها وقال لها بصوت جامد
= غدا صباحا بعد ان ارسل الجميع الى المطار سوف نبدأ والآن سوف اطلب من الخادمة احضار طعامك الى الغرفة
= لم تمانع لين بل كانت تريده ان يغادر الغرفة فقط فلم يعد لديها القوة للمجادلة
وفعلا غادر الغرفة بعدها انهارت لين على السرير
وهي تشعر انه لم يعد هناك اي مخرج من هذه الورطة وحتى السيدة غرسيل لم تعد بمقدورها فعل شيء بعدما قرر ابنها سفرها غدا بعد لحظات أتت الخادمة ومعها طعام العشاء قدمته للين وقالت لها
= انستي السيد جاد اتصل وسوف يأتي بعد نصف ساعة = من السيد جاد؟؟
= المصمم أنستي
= اوه. يا الهي هذا ليس وقته الآن لا اشعر بجسدي وانني متعبة
= هل الغي الموعد انستي
كانت لين تريد ذلك بشدة ولكن لم تكن تريد مواجهة رون اليوم مجددا لهذا قالت لها وهي تبدأ بتناول طعامها
= لا بأس يا ريسا. سوف اكون بانتظاره
= حسنا انستي عن اذنك سوف اتركك تستمتعي بطعامك
وغادرت ريسا وابتسامة لطيفة على شفتيها بينما لين كانت تنظر إليها الى ان غادرت وعيناها مليئة بالتعب ومسحة حزن تملكتهما
وقالت محدثة نفسها
= استمتع. يبدو الحظ السيء لن يدعني استمتع بحياتي ابدا
تابعت تناول طعامها وهي شاردة الذهن
عندما أتى المصمم جاد لاحظ على لين التعب فلم تكن تلك الفتاة القوية النشطة التي قابلها البارحة ولكن لم يجرؤ على الاستفسار حيث إن علم السيد رون بالأمر لن يعجبه ذلك حافظ على صمته إلا ببعض كلمات الغزل والاطراء عند تجربة الملابس و عندما انهى عمله طلب من الخادمة ترتيب جميع الاغراض وغادر المكان بعد ان شكرته لين
وفعلا نفذت الخادمة الأمر وبدأت ترتب الاحذية والثياب وبعض الاغراض في اماكنهم
تركتها لين لعملها ونزلت الى حديقة المنزل حيث الليل والهدوء خيم على المكان جلست هناك لتتابع قراءة قصتها ولم تصعد لغرفتها الى عند انتهائها والغريب بالأمر انها لم تقابل رون ابدا وكان الباقون في غرفهم لم تشاهدهم منذ وقت الغداء ما اشعرها بالراحة فكانت تريد الصعود لغرفتها والنوم فقط من دون اي مواجهات

رحلة الى المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن