الجزء الثاني

927 17 1
                                    

أحضر رون بعض الاطعمة والمرطبات فأمامهم ست ساعات للوصول إلى مدينة نوجرسي
وانطلقا متابعين المسير قال رون
=عليك تناول الطعام، انها وجبات خفيفة تسد الجوع إلى أن نصل
= انني لست جائعة
نظر إليها بحدة وقال وهو يمد إليها بأحد الشطائر
= تفضلي
نظرت إليه باستسلام واخذت الشطيرة من يده
ووضع بجانب الكرسي علبة عصير فهمت من نظراته إن عليها شربها ايضًا قالت له
= ألن تتناول الطعام انت ايضًا
= لست جائعًا
تنهدت لين واشاحت وجهها إلى النافذة بينما تابع هو كلامه
= يوجد على طريقنا فندق صغير يبعد ساعة ونصف .. علينا التوقف لننام هناك ونتابع المسير في الصباح
الليل سوف يخيم علينا بعد ساعة ولا نستطيع المتابعة اجابته لين بصوت خافت
= حسنا
وصلا إلى الفندق وانزل رون حقيبتها وحقيبة سوداء لثيابه وخمنت لين إن التمثال موجود ايضًا بداخلها كان فندق صغير و هادئ ذو طابع ريفي
توجد امرأة في الاربعين من عمرها تقف خلف طاولة الاستقبال. اتجه رون إليها وقال
= لو سمحت أريد غرفة لشخصين
= اهلا سيدي لو سمحت بطاقتك وبطاقة زوجتك
نظرت لين إليه بحدة واقتربت منه تهمس له
= هل سوف ننام في غرفة واحدة
= لن اغامر في أن اتركك بمفردك
نظرت السيدة اليهم باستغراب تنتظر البطاقات
قال رون بحزم
=اعطني بطاقتك وارجو إن تبتسمي قليلا إن المرأة تنظر الينا
مدت لين يدها إلى حقيبتها واخرجت البطاقة ووضعتها على الطاولة مع بطاقة رون سجلت السيدة البيانات واعطت رون مفتاح الغرفة وقالت له وهي تبتسم
= اقامة سعيدة لكما رقم الغرفة الخامس والعشرون اومأت لين راسها وهي تبتسم لها مجاملة واتجها إلى الغرفة
فتح رون الباب ومد يده يدعو لين للدخول
دخلت بخطوات مترددة ثم اغلق خلفه الباب عند دخولهما
مما جعلها تجفل نظر روون إليها ونزع قميصه الأبيض عنه وقال لها
= لماذا أنت خائفة .. هل هذه المرة الأولى التي نبقى في غرفة واحدة سوية
واتجه الى الحمام ليأخذ حماما باردا ليتركها وهي تصارع الافكار لوحدها جلست على الأريكة وهي تحدث نفسها أي مصيبة ادخلت نفسي بها
كان علي الهرب بأي طريقة والتوجه الى الشرطة لماذا هذا التردد وبدأت المخاوف تتكاثر في رأسها
انهم عصابة كبيرة وهروبها يعني موتها وهي الآن باتت تعرف معلومات لم يكن عليها أن تعرف بها
نهضت لين وهي تفرك يديها بتوتر واضح لتسمع صوت مقبض باب الحمام يفتح ويطل عليها رون وهو يضع منشفة حول
خصره وينشف شعره بمنشفة اخرى صغيرة قال لها و قد لاحظ توترها
= يمكنك أن تدخلي وتأخذي حماما باردا ذلك سوف يشعرك بالراحة نظرت لين إليه بعصبية وقالت له بلهجة جافة
= لو تغادر الغرفة لبعض الوقت وتترك لي القليل من الخصوصية رمى المنشفة الصغيرة على أحد المقاعد الموضوعة امام نافذة مستديرة
واقترب منها إلى أن سمع صوت انفاسها المتوترة امسك بمعصمها برقة وقال بصوت هادئ
=سوف اغادر الغرفة إلى إن تنتهي من الاستحمام ولكن عليك أن تتكلمي معي بطريقة افضل من هذه
لا ندري كم من الوقت سوف نبقى سوية
صدقيني يا انسة رايتون انني لا أنظر إليك مثلما أنتِ تعتقدين
أنني افكر فقط بأنك عقبة واريد التخلص منها بأقل الخسائر هل فهمتِ .
وترك يدها واتجه الى حقيبة صغيرة موضوعة على السرير أخرج منها قميص بنصف اكمام سوداء وبنطال جينز رمادي اللون أدارت لين وجهها ريثما يرتدي ملابسه وهي تشعر بقبضة ارتدت على قلبها وهي لا تعلم لماذا .. هل بسبب كلماته تلك
وما هي إلا لحظات بعد أن رتب شعره الاسود للخلف ووضع القليل من عطره الذي عبق في المكان
غادر الغرفة بكل هدوء من دون النظر إليها حتى. اخرجت لين بجامة حريرية بلون اللاڤندر بأكمام طويلة ودخلت تستحم
وفعلا شعرت بالراحة والانتعاش بعد الحمام البارد وعند خروجها ارتدت ثيابها ورتبت شعرها وتركته مفرود ليجف ووضعت من عطرها الناعم
وجلست على أحد المقاعد التي بجانب النافذة المستديرة المطلة على حديقة صغيرة مليئة بزهور الزنبق التي كانت رائحتها تعبق في هواء الليل البارد
لتضيف اجواء هادئه منعشة ليكسر الهدوء صوت حفيف الأشجار وبعد مدة قصيرة سمعت صوت طرقات على الباب نهضت لين من مكانهاوفتحت الباب ليدخل روون ومعه شاب صغير يحمل صينية عليها بعض الاطعمة وكوبان من العصير وضع الشاب الصينية على الطاولة امام المقعد التي كانت لين تجلس عليه منذ قليل
وغادر الغرفة بعد أن اعطاه رون البقشيش
جلس رون على الكرسي باسترخاء وقال للين التي بقيت واقفة
= هل سوف تبقي واقفة ... إن كنت تنتظري اوامري فيمكنك الجلوس نظرت لين إليه بغيظ
وجلست على الكرسي المقابل له وقالت
= لوتخفف أنت ايضًا من طريقة كلامك اللاذع
ضحك رون ضحكة قصيرة ونظر إليها وهو ياخذ شطيرته وقال
= تناولي طعامك ولا تنسي عصير العنب انه من مصنعي = حقا ..
اجابها
= إنني اغطي كل المدينة والمدن المجاورة وأصدر الى الخارج
أمسكت لين الكوب وتذوقت رشفة منه فعلًا كان لذيذ جد ًا وابدت اعجابها به واكملت شربه وهي تتناول وجبتها
أنهى روون وجبته والتقطت المنديل ليمسح فمه ووضعه بجانب طبقه وهو ينظر إلى لين التي كانت مستمتعة بتناول طعامها قال لها بصوت رقيق
= ما هي امنياتك يالين
ابتسمت بلطف وقالت وهي تتناول قطعة من الخضروات المقطعه بجانب طبقها
=اوه ... هل سوف تحقق لي احلامي مثل القصص والروايات و اقع أنا في حبك
وضحكت بطفولة وتابعت تناول طعامها بينما تابع رون كلامه وارتسمت على شفتيه ابتسامة ضئيلة ساخرة
= إنك فتاة خيالية لأبعد حدود كان مجرد سؤال لنتعرف على بعضنا لا اكثر
نظرت لين إليه بجدية واخذت منديلها ومسحت فمها ووضعته ايضًا بجانب طبقها وقالت
= كان لدي احلام كثيرة قبل إن اتعرف على مارك..
مثلا
كنت أريد إن انهي جامعتي واعمل بالصحافة وادخر النقود واشتري منزل كبير جميل في قريتي وبعدها أذهب الى مانارولا شمال ايطاليا .
لأرى معالمها الرائعة
=لماذا ايطاليا بوجه التحديد
=لأنها مسقط رأس والدتي
= وعندما تعرفتي على مارك ماذا حدث؟؟ هل تغيرت احلامك
فهمت لين تلميحه وتابعت
= لقد احببت مارك وبالفعل أصبح حلمي أن نتزوج وننجب أطفال وإن أكمل حياتي معه
ولكن تحطمت احلامي جميعها بعد الذي فعله شعرت بغصة في حلقها حيث اخذت رشفة من كوب الماء وتابعت ساخرة
= ولأن أكبر احلامي أن أبقى على قيد الحياة
نظر إليها مليا بينما تابعت كلامها
= لدي سؤال يجول في رأسي كثير ًا
اجابها ببرود
= ما هو؟!
= على ما يبدو إنك من رجال الأعمال البارزين لديك مصانع تصدر للخارج و شركة للسيارات مشهورة ولا أعلم ان كانت هناك
أعمال كبيرة أخرى لا يبدو عليك كشخص يسرق ذلك التمثال
اجابها بثقة
= لدي من المال ما يمكنني إن أشتري أكثر من قطعة من تلك
نظرت إليه لين مصدومة وقالت
= إذا ... لماذا
وصمتت لتترك له المجال للمتابعة أكمل كلامه بعد صمت قصير وكأنه يستجمع افكاره
= تلك القطعه مجرد طعم لأصل لشخص يريدها بشدة
=ولكنك لم تتوقف للأشخاص الذين لحقوا بينا لربما من اجلها
قال لها بنفس الهدوء وبثقه
=لولا وجودك معي لكنت توقفت لم اكن أريد المخاطرة بك حيث أنني لا اعرف ما أواجه ولا استطيع ايضًا ان ادعك تغادرين
لأنهم باتوا يعرفون بأمرك و لربما ظنوا أنك خليلتي أو أحد اقربائي ماقد يسبب لك الاذى
=ولماذا اهمك إلى هذه الدرجة
نظر إليها واجاب ببرود
= لقد حصلتي على كثير من الإجوبة اليوم
نظرت إليه باستغراب وقالت
=لماذا تريد ذلك الرجل وتريد استدراجه
=انتهى الحديث يا انسة رايتون اخبرتك ما يجب عليك معرفته فقط
=بما انني متورطة معك الآن عليك اخباري بكل شيء
قال لها بعصبية مفاجئة
= لأنه قتل اخي، قتله بكل دم بارد لن يهنئ لي عيش إلا عند قتله بيدي كانت كلماته تملئ الغرفة ويشوبها الألم والغضب والدموع تجمدت في عينيه
اصيبت لين بالصدمة ولم تكن تدري بماذا ترد بحيث لم تتوقع تلك الإجابة لاحظت عليه الضيق نهضت وقدمت إليه كوب من الماء
ولكن رماه بضربه بظهر يده ليقع على الأرض وينكسر ليحدث ضجيج اجفل لين حيث وضعت يديها على صدرها وترجعت بضع خطوات للوراء
نهض رون من مقعده وخرج من الغرفة بعد إن صفق الباب بقوة بقيت لين واقفة مصدومة من الذي حدث أي حقد كان يدفنه في قلبه
و اقتربت لين من النافذة المطلة على الحديقة حيث رأت ظله الاسود على أحد المقاعد ودخان خفيف يتهادى من سيكارته
شعرت بألمه والشفقة على حاله التقطت لين معطف رقيق أبيض اللون وضعته على اكتافها ونزلت إلى الحديقة المظلمة
اقتربت منه بخطوات مترددة ووضعت يدها على كتفه نظر إليها نظرة طويلة مليئة بالأسى وأنزل رأسه استدارت لين إليه ونزلت الى مستواه
و امسكت يداه ونظرت الى عينيه التي كانت الرموش السوداء الطويلة تخفيهما وقالت له بصوت حنون ورقيق
= إنني اسفة يارون ومدت يدها برقة لتلمس ووجهه
لتواجهها نظرة قاسية و يمسك يدها بقوة ويبعدها ببطئ عن وجهه ويقول لها بنبرة حادة وجافة
= عليك الصعود الى الغرفة الوقت اصبح متأخر
نظرت لين إليه بانكسار و نهضت بهدوء وقالت له
= حسنا،، طابت ليلتك
وانسحبت بهدوء والدموع تتساقط من عينيها لقد شعرت بالاهانة من تصرفه الفظ معها
نزعت عنها المعطف بعصبية ورمته على الكرسي وتمددت على السرير ولكن لم تستطع النوم وهي تفكر به لماذا اظهرت مشاعر عطف نحوه وضعت يدها على جبينها وقالت
= يا إلهي لماذا تصرفت هكذا
سمعت صوت الباب يفتح لتتظاهر بأنها نائمة
وما هي إلا لحظات حتى خيم الهدوء بالغرفة مرة اخرى فتحت عينيها بحذر ونظرت إليه
لتجده مستلقي على الأريكة بملابسه ويضع يديه تحت رأسه كانت الغرفة مظلمة إلا إن ضوء القمر الذي تسرب من النافذة القى على وجهه نورا خافت
كانت تتأمل تقاسيم ووجهه القاسية حتى وهو نائم وحدثت نفسها« ألا ينعم هذا الرجل بالهدوء أبدًا» لتغفو عينيها هي ايضًا مستسلمة للنوم بعد تفكير اتعب عقلها
اطل الصباح بشمسه الحادة لتدخل وتملئ الغرفة استيقظت لين من نومها ونظرت باتجاه رون لتجد الأريكة فارغة ولا يوجد أحد بالغرفة
نهضت من مكانها وغسلت وجهها وارتدت ملابسها لتنزل متجه الى سيدة الاستقبال للفندق
قالت لها بتوتر = مرحبا،
لترد عليها السيدة بابتسامة لبقة
= طاب صباحك مدام واكستر تذكرت لين إن السيدة تظن انها زوجة رون لذلك قالت لها
= لو سمحت هل رأيت زوجي السيد رون قالت السيدة بابتسامة عريضة ومرحة
= أنه خلفك تمامًا لتلتفت لين بسرعة لتجده خلفها حتى كادت إن تصطدم به لولا رجوعها بضع خطوات للوراء
شعرت بالخجل والاحراج حيث ادركت انه سمع بما دار حديث بينها وبين المضيفة قالت له وهي تحاول ان تبدو طبيعية و هي ترتب خصلة شعر خلف اذنها بأصابعها الناعمة المرتجفة
= أين ذهبت ..
=تركت لك بعض الخصوصية، كنت انتظرك لنتناول الأفطار وبعدها نغادر المكان
والآن هلا بزوجتي العزيزة ان ترافقني الى الطاولة
نظرت إليه مليا لتجده يبتسم الى السيدة المضيفة ووضع يده على خصر لين واتجها الى مكانهما
فهمت لين أنه قال ذلك لأن السيدة كانت متابعة لما كانا يتحدثان
وصلا الى الطاولة لتبعد لين يده بهدوء وهي تنظر اليه بحدة من ثم اتجهت الى مقعدها قال لها بعد أن جلس في مكانه
= إنني اعتذر عن ما صدر مني بالأمس لقد كنت فظا معك ولكنني لا احتمل ان أرى نظرات الشفقة من أحد
لم تجبه لين بل اكتفت بأنها ابعدت نظرها عنه عند انتهاء حديثه والتقطت كوب الماء لترتشف منه وتبدأ بتناول طعامها تنهد رون بهدوء وقال
= حسنا .. هل تنوي التزام الصمت وعدم التحدث إلي اجابته بنبرة جافة
=ربما هذا أفضل يا سيد رون ان لا نتحدث إلا للضرورة فقط نظر إليها وهو شارد ومن ثم بدأ هو ايضًا بتناول طعامه
وعند انتهائهما من تناول الطعام قال لها
= احضري حقيبة ملابسك اني انتظرك في الخارج
صعدت لين إلى الغرفة ورتبت حقيبتها ونزلت إليه حيث كان يقف بجانب سيارته ينتظرها التقط منها الحقيبة ليضعها في الصندوق
بينما هي صعدت الى مقعدها جلس روون خلف المقود وانطلق مسرعا الى الطريق امسك هاتفه الذي كان يرن ليرد على المتصل
= ماذا هناك يا جاك .. حسنا لا بأس لدي ساعتان تقريبا لأصل إليك هل كل الامور مرتبة في نيوجرسي حسنا ..
واغلق الهاتف لتنظر لين اليه بفضول وتقول له
= ماذا حدث... من هو جاك؟؟
قال لها رون بنبرة باردة
= يبدو انك كسرتي حاجز الصمت وأخيرا
= ارجوك ..اجبني
= عندما نصل سوف تعلمين بكل شيء اشاحت لين وجهها عنه لتنظر الى المناظر الخلابة خلف زجاج النافذة وهي تشعر بالخوف من المجهول مع هذا الرجل الغامض
استمر بالقيادة لمدة ساعة غفت لين بها ولم تشعر إلا و رون يوقظها فتحت عينيها بصعوبة من حدة الشمس وعدلت جلستها
لينزل رون لوحة السيارة الأمامي لحماية عيناها من اشعة الشمس قالت له وهي ما تزال تشعر بالنعاس
= هل وصلنا
= ليس بعد ..
= هل هذه استراحة التي امامنا
= اجل
= أريد الدخول الى الحمام هلا توقفت لو سمحت
خفف رون من االسرعة ليقف امام الاستراحة
= سوف املئ السيارة بالوقود ريثما تنتهين
= حسنا دخلت لين الحمام ووقفت أمام المغسلة ونظرت الى المرأه كان وجهها شاحب وشعرها مبعثر غسلت وجهها بالماء البارد
ورتبت شعرها
وعندما اتجهت الى الباب لتخرج
سمعت صوت إطلاق ناري خرجت مسرعة لتجد رجلان مسلحان امام سيارة سوداء يوجها اسلحتهما على رون الذي بدوره يوجه سلاحه عليهما وهو يحتمي بسيارته ايضًا
وقفت لين مصدومة ليراها رون من بعيد وينظر اليها بنظرة تدعوها للرجوع
رجعت لين بضع خطوات للوراء لتسند ظهرها للحائط لكي لا يراها الرجلان وهي تنظر الى رون وتضع يدها على صدرها
قال أحد الرجال بصوت عالي
= لا نريد قتلك يا رون .. فقط نريد منك ان تسلمنا القطعة والفتاة
اجابه رون بصوت عالي ولكن كان اكثر حدة
= قل لذلك الوغد أنني أريد ان أراه وسوف اسلمه القطعة بيدي
= رون الأفضل إن تسلمنا اياهم لا نريد قتلك
= لقد قلت ما عندي ايها الضخمان
لتنطلق الرصاصات من اسلحة الرجلين ليرد عليهم رون بسلاحه اغلقت لين اذنيها وهي تبكي خائفة بينما يصاب روون في صدره و تصيب رصاصته احد الرجلين ليقع على الأرض
لتطلق لين صرخة و تتجه الى رون الذي صرخ عليها وهو يضغط على اصابته
= لا تقتربي يا لين لا تقتربي
لتعود لين لمكانها وتجثو على الأرض وهي تبكي التفت رون الى الرجل وقال له = اذهب يا فتى واخبر معلمك انني أريد ان أراه
ان موتي لن يسعد معلمك حيث لن يحصل بعد موتي على مبتغاه
انزل الرجل سلاحه بهدوء وكأنه اقتنع بكلام رون
أبعد زميله بقدمه ليفسح مجال ليستطيع الصعود الى السيارة وانطلق بها مبتعداً عن المكان
ركضت لين إليه لتسنده وهو يضغط على جرحه ويتجه الى مقود سيارته لتوقفه لين وتقول له
= لا يمكنك القيادة وانت في هذه الحالة ربما تفقد وعيك بأي لحظة انك تفقد الكثير من الدماء هي اصعد الى السيارة أنا من سوف يقود عارض رون كلامها وهو يتألم وقال
= لا .. إنك لا تعرفين الطريق ولا تعلمين الى أين نحن ذاهبين يمكنني التحمل وسوف اتصل بجاك ليبعث لي أحد الرجال
= ارجوك لا تعاند الآن أنت تعلم إن لن يصل أحد من رجالك في وقت قصير لن تستطيع أن تقود هل تريد ان تقتلنا نحن الاثنين
ساعدته على الركوب في المقعد قال لها وهو يجلس بهدوء وهو يحاول ان يكتم المه
=عليك الإسراع رجال الشرطه سوف تصل في اية لحظة لا بد أن صاحب المحطة اتصل بهم
اتجهت مسرعة الى خلف المقود نظرت إليه بتوتر وخوف وسحبت الشال الحريري الذي تلف به عنقها الذي كان يغطي فتحت الصدر للفستان
وقالت لرون وهي تعطيه اياه
=ضعه على الجرح واضغط عليه بقوة وانطلقت على الطريق مسرعة كانت تنظر إليه في كل لحظه والتوتر واضح على وجهها الرقيق
اغمض رون عينيه وهو يحاول ان يكتم الألم قالت لين بخوف
= رون عليك ان تبقى واعياً ارجوك لا تغمض عينيك
اجابها رون ساخرا
= اطمئني يا لين لن اموت اليوم
اخرج هاتفه من جيبه ليتصل
= جاك إنني مصاب
= رون أين أنت الآن
= فيناو .. امامي اكثر من ساعة لأصل إليك
= كيف تقود يا صاح أوقف السيارة على جانب الطريق ونحن سوف نأتي إليك
=إنني لا اقود معي شخص آخر
=شخص آخر !! مع من أنت؟؟
=جاك ... احضر الطائرة الى فيناو انه ليس وقت اسألتك
= حسنا .. حسنا نصف ساعة ونصل إليك
اغلق روون هاتفه
وتنهد بألم لتقول له لين بدهشة هل سوف تأتي طائرة خاصة لتأخذنا
= نعم
= لماذا لم تأتي منذ البداية الى قرية ماكرون وعرضتنا الى الخطر نظر اليها باستخفاف
= سوف يعلمون مكاننا والى أين نحن ذاهبين انها طائرة لن يجدو صعوبة في كشفنا
كان علي الوصول الى نوجرسي بسيارة ولكن اصابتي لن تجعلنا نتابع المسير و اردت اخبارك إن اوراقك الرسمية معي نظرت لين إليه مصدومه وقالت باستهجان
= انه من غير الائق ان تفتح حقيبتي يا سيد واكستر
= حسنا يبدو انني اتصرف تصرفات كثيرة غير لائقة
يبدو أنني مجبر يا انسة رايتون
سكتت لين حيث لاحظت عليه الاجهاد يبدو انه فقد كثيرا من الدماء وتابعت القيادة حيث لم يعد رون يتكلم معها اكثر من ربع ساعه ما جعلها تقلق وتقول له
= رون هل ما زلت.. واعياً قال بصوت خافت متقطع
= لا تقلقي..... إن الشباب قد...... وصلوا انني اسمع صوت الطائرة...... من بعيد وفعلا كانت هناك طائرة تحلق في الافق بالقرب منهم
رن هاتفه لتقول لين له
= رون هاتفك اجب عليه ولكن لم يجبها رون نادت عليه اكثر من مرة لم يجبها يبدو أنه فقد الوعي
التقطت لين هاتفه بتوتر واجابت عليه
= الو
ليجيب جاك بدهشة
=من..
= انا لين صديقة رون لقد فقد وعيه ولا يستجيب الي
= حسنا .. ياأنستي ارجوك اهدأي إنني أرى سيارتكم الآن عليك التوقف
ونحن سوف نهبط على السهل الذي بجانب الطريق
=حسنا
اغلقت لين الهاتف نظرت الى رون بألم نزلت من السيارة وركضت الى الجهة الأخرى للسيارة
فتحت الباب واقتربت منه
= ارجوك يا رون استيقظ
ها قد وصلوا اجابها رون بصوت خافت
= إنني بخير لا تقلقي
ابتسمت لين من بين دموعها واستدارت الى الطائرة التي هبطت والذي نزل منها شابان ابتعدت لين لتفسح لهما مجالا لإنزال رون الذي استند على الشابان و ساعداه على الصعود الى الطائرة ووضعاه على حمالة ولم يعد يشعر بما حوله نظر جاك الى لين التي كانت تنظر الى رون بقلق وقال لها
= هل سوف تصعدي معنا يا انسة صمتت لين لثواني من ثم نظرت الى رون من جديد واجابته
= نعم
وصعدت بسرعه الى الطائرة
لتجلس بجانب رون من ثم ارتفعت الطائرة لتحلق في الاجواء متجهة الى نوجرسي التي لم تعد تبعد سوى ربع ساعة
كانت لين تشعر بالقلق على رون فلم يعد لديهم المزيد من الوقت فحياة رون كانت في خطر في كل دقيقة كانت لين تلاحظ نظرات الشابان إليها ومن ثم ينظران لبعضهما بينما هي كانت تضغط على جرح رون لإيقاف النزيف
حتى وصلا إلى مكان توقفوا فيه
كانت هناك سيارة بانتظارهم حمل الشابان رون ووضعوه على المقعد الخلفي وجلست لين بجانبه
وصعد الشابان انطلقت السيارة إلى المستشفى مسرعة

رحلة الى المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن