الجزء الرابع

591 14 2
                                    

في صباح اليوم التالي كانت لين في قمة الانفعال، فالليلة بعد مغادرة الجميع سوف يبدأ رون بتنفيذ مخططه،
لبست لين فستان ازرق اللون خفيف القماش يناسب الجو الحار واتجهت الى الصالة حيث وجدت جاك و السيدة غرسيل يحتسون القهوة والتوتر واضح على السيدة غرسيل
القت لين تحية الصباح و ردا عليها بالتحية ايضا
نادت السيدة غرسيل للخادمة التي أتت على الفور وقالت لها
= احضري فنجانًا من القهوة للأنسة لين
وفعلا نفذت الخادمة الأمر بينما جلست لين وقالت موجهة كلامها للسيدة غرسيل
= أين السيد واكستر
= لقد كان في الخارج اتى منذ قليل لأنني اتصلت به من اجل الطبيب الذي حضر ليغير له الضماد والآن انهما في غرفته
= كيف أصبح جرحه
= أفضل بكثير انه يتماثل للشفاء كان التوتر واضح عليهما
واسئلة كثيرة تظهر في أعينهما ولكن كانتا تعلمان انهما لن تستطيعا تغير أي شيء
أتت الخادمة وقدمت فنجان القهوة للين عندها نزل رون ومعه الطبيب والقى التحية على الجميع وطلب من الخادمة احضار القهوة ولكن الطبيب اعتذر محرجا وطلب منه الإذن للمغادرة لأن لديه حالة مرضية في مكان آخر ويجب الذهاب في موعده
وفعلا طلب رون من جاك ايصال الطبيب الى سيارته
و عند مغادرة جاك والطبيب جلس رون بتعب على الأريكة. وقدمت الخادمة فنجان القهوة له
= شكرا لك يا ريسا
= العفو يا سيدي هل تطلب مني شيء آخر ليشير برأسه بالرفض
نظر الى والدته وقال لها
= بعد ساعة من الآن سأوصلكم الى المطار وسنبقى على تواصل الى أن ينتهي الأمر
نظرت الأم إليه بخوف وهي تعلم لربما لن تراه مجددا وضعت الفنجان على الطاولة بحزن وغادرت المكان متجهة الى غرفتها
اكملت لين شرب فنجانها بهدوء وكأن لم يحدث شيء امامها قال لها رون ببروده المعتاد
= يبدو أنكِ هادئة اليوم
= ويبدو ايضًا أن عصبيتي لن تغير شيئًا تعبت من المواجهة معك يا سيد واكستر ابتسم رون بسخرية وقال
= كم اكره عندما تناديني برسمية أحب أن تناديني بإسمي الصغير فقط
= ارجوك يا سيد واكستر حافظ على الرسمية بيننا لا اريد ان ابني علاقة صداقة معك
= ولا أنا اريد، كوني على ثقة بذلك يا لين
ابتسم من جديد بطريقة ساحرة جعلت قلب لين يتخبط في صدرها بطريقة مجنونه
لقد شعرت بالحيرة من هذا الرجل الذي يجلس بجانبها تارة تراه رجل غاضب يسعى خلف ثأره
وتارة تراه رجل بارد وكأنه متأكد انه سيكمل حياته بشكل طبيعي بعد ارتكابه ذلك الجرم
وضعت لين فنجانها على الطاولة عند انتهائه ليسألها
= ماذا كنت تقرأين البارحة في الحديقة
لتتفاجئ لين من سؤاله هل كان في المنزل. هل كان يراقبها سألته بتعجب
= لم أعلم أنك كنت في المنزل البارحة
= لقد بقيت لوقت متأخر في المكتب اراجع بعض الأوراق ورأيتك من النافذة ، يبدو كنت تعاني من الأرق اجابته لين بسخرية
= اوه، ومن لا يعاني من الأرق في هذا المنزل
= لم تجبيني على سؤالي
اجابته لين
= رواية...... انها رواية رائعة تأسر القلوب بقصص الحب التي تحتويها عدا عن ذلك القراءة تهدأ اعصابي
= اخبرتني من قبل أنكِ من عشاق الروايات العاطفية
شخصيتك الرقيقة تؤكد على ذلك وتابع ساخرا
= يبدو انك تحلمين بأن تعيشي قصة غرامية خيالية مثل تلك، ولكن يا انسة لين الواقع غير ذلك تماما لذا احترسي
شعرت برجفة تعتريها من كلماته وقالت محدثة نفسها ماذا يقصد؟؟ هل شعر بانجذابي إليه لتتدخل الخادمة وتقطع عليهما افكارهما التي باتت كلها اشارات استفهام قالت وابتسامة لطيفة على وجهها
= سيدي الفطور اصبح جاهز
= حسنا، هل اخبرتي والدتي بالنزول
=إن السيدة غرسيل طلبت إحضار إفطارها الى غرفتها اجابها متنهداً
= حسنا شكرا لك يا ريسا
نهض رون من مكانه وطلب من لين أن تتفضل معه الى طاولة الإفطار جلسا الاثنان وحدهما وقدمت الخادمة الطعام في طبقهما وغادرت المكان قالت لين بحزن
= يبدو أن السيدة غرسيل حزينة جدا وغاضبة قال رون وقد شعرت هذه المرة انه يتكلم بقلق واضح
= اتمنى أن نجتاز هذا الامر قريبا شعرت لين بالحيرة » ماذا يفكر يا ترى انه رجل غامض صعب ان تفهم عليه بسهولة كل ما تشعر انك بدأت تفهم ما يجول في رأسه تجد نفسك رجعت الى الصفر«
بدأت لين تأكل وهي شاردة بأفكارها ولم يحاول رون مقاطعتها عما تفكر فيه
بل بدأ هو ايضًا بتناول طعامه لم يأكل جيدا هذا ما لاحظته لين وطلب منها المعذرة وغادر المكان
خمنت لين انه ذهب الى غرفة والدته ما اشعرها بالحزن على مايحدث لهذه العائلة التي بفعل ابنهم المشبوه سبب بمقتله و دمار لجميع عائلته
اما ديفيد كانت تتمنى ان ينال عقابه فإنها لا تنكر بداخلها انه مذنب وقاتل ولكن كانت تريد القانون من يقرر مصيره لا ان تسفك مزيد من الدماء و تكسر مزيدا من القلوب
عند انتهائها من تناول الطعام كان قد حضر جاك واتجه اليها ليسألها عن رون وقبل ان تجيبه كان قد نزل رون مع والدته وبيده حقيبة سفر
فعرفت لين انه حان الوقت لرحيلهم سأل رون جاك
= هل السيارات جاهزة
= نعم لتسأل لين رون عن عمران الذي لاحظت غيابه
= انه في مكان أمن ، عندما نوصلهم الى المطار سوف نذهب اليه ليعود معنا
= ووالدة جاك واخاه الصغير
= انهما في منزلهم وبانتظارنا
= هل سوف يسافروا مع السيدة غرسيل ايضًا
=اجل، لكي لا تبقى والدتي بمفردها والأن علينا الانطلاق
اخذ جاك الحقيبة واتجه الى السيارة
وصعد رون خلف المقود وجلس بجانبه جاك بينما جلست لين بالمقعد الخلفي مع السيدة غرسيل ولحقت بهم سيارة اخرى من اجل عائلة جاك
كان الصمت مخيم على الجميع لا احد يدري ماذا ينتظرهم الاعصاب كانت مشدودة والوجوه متوترة أما السيدة غرسيل الوحيدة التي لم تستطيع السيطرة على مشاعرها وتركت العنان لدموعها تنطق عن الحزن الذي يحتويها
بقي الصمت مطبقًا الى ان وصلوا الى منزل جاك ليطلب رون منه النزول
وفعلا نزلا الاثنان ليغيبا لحظات ويعودان ومعهما السيدة دوروثي وابنها الصغير ريمو نزلت لين من السيارة والقت التحية على السيدة
واستدارت الى ريمو الذي نظر إليها بخجل وقال لها ببراءة
= هل سوف تسافرين معنا يا انسة لين
ضحكت لين برقة وداعبت خده الممتلئ واجابته
= للأسف لا.... سأبقى هنا في انتظار عودتكم من رحلتكم
ليقاطعهم رون
= هيا يا لين اصعدي الى السيارة
وانت يا صغير اصعد الى السيارة الأخرى انهم في انتظارك
اومئ الطفل برأسه بلطف وركض متجهًا الى اخاه الذي فتح له باب السيارة ليجلس بجانب والدته وصعد جاك خلف المقود وبجانبه الحارس
بينما صعدت لين بجانب رون وانطلقوا جميعا على الطريق ومرت ساعتين الى ان وصلوا المطار
وودع رون والدته باحتضانها وهي تبكي وتتطلب من الله حمايته وودع جاك وعمته وابنها الصغير و أوصى جاك بالإهتمام بهم جيدا اقتربت لين وودعتهم جميعا تتمنى لهم ان يصلو بسلامة
غادر الجميع وبقيت هي و رون والحارس التفت رون للحارس وقال له
= هيا يا جي، عليك العودة الى القصر
= حسنا يا سيدي عن اذنكما بينما طلب من لين التوجه معه الى سيارته
صعدت بجانبه واغمضت عينيها واطلقت تنهيدة تعبر عن تعبها بينما انطلق رون مسرعا الى ان وصل الى منزل حجري فتحت البوابة واستقبلهم رجل في منتصف الخمسينات
مع حارسه الشخصي امام باب المنزل واستقبلهم في الصالة التي كانت ذو طراز اثري تعطي طابعا عن ثراء مالكه نهض عمران فور رؤيتهما والقى التحية عليهما
قال الرجل المضيف ويدعى ريبك
= اهلا يا سيد رون تفضلو بجلوس
جلس الجميع وقال رون وابتسامة هادئة على شفتيه
= شكرا لك يا سيد ريبك على قبولك بإبقاء عمران مؤقتا
= لا عليك يا بني، انت دائما كنت بجانبنا وهذا شي بسيط لرد جمائلك استغربت لين وشردت محدثة نفسها (هل يعلم هذا السيد ما ينوي فعله رون او لا يهمه الامر ويريد فقط رد الجميل)
تابع السيد ريبك كلامه
= لم تعرفنا على الانسة يا سيد رون
نظر رون الى لين ومن ثم اجاب السيد ريبك
=انها الانسة لين رايتون خطيبتي
= اوه.. واخيرا قررت الارتباط انك محظوظة يا انسة رايتون بشاب مثل السيد رون
اجابت لين بصوت خافت وابتسامة صفراء على شفتيها
= فعلا.. ابتسم السيد ريبك وقال
= وانت محظوظ ايضا يا سيد رون بفتاة في غاية الجمال ضحك رون وقال
= اعلم ذلك.. نظرت لين اليه بدهشة كيف امكنه ان يجاري كل المواقف بهذه الراحة الغريبة التي تشعرها دائما بتوتر
قدم المضيف لهم القهوة وطلب منهم البقاء للغداء ولكن اصر رون المغادرة وبرر ذلك بأن لديه الكثير من الاعمال التي يجب انهائها اليوم
لم يدر حديث اخر على لماذا ابقى عمران عنده. لربما كان الحديث حدث فعلا على الهاتف ولم يخبره بالحقيقة وبرر ذلك بأمر اخر ودعوا السيد ريبك وانطلقوا في السيارة الى القصر الذي كل ما اقترابا منه شعرت لين بطرقات قلبها تزيد
دخلوا جميعا القصر كان هادئ جدا فكان من الواضح ان رون قد صرف الخدم ايضا وبأنهم وحيدون هي و رون و عمران في هذا القصر الكبير طبعا ما عدا رجال الحراسة الذين كانوا يحيطون بالقصر شعرت لين بالتعب فقالت موجهة كلامها لرون
= سوف اصعد غرفتي لأستحم و ارتاح قليلا
= حسنا..
تركتهما وصعدت غرفتها نزعت حذائها ورمت به جانبا وتمدتت على السرير
ولم تشعر وإلا وصوت رون يوقظها بعد عدة ساعات نهضت لين متعجبة وقالت
= يا إلهي لقد غفوت ولم اشعر بنفسي
= لا بأس، لم أكن اريد ايقاظك ولكن اصبح الطعام جاهزا
= شكرا لك، نظرت اليه باستغراب وقالت
= من حضر الطعام والخدم غير موجودين
ابتسم رون وقال بتفاخر
= يبدو انك نسيتي انني انا من حضر الإفطار اول يوم رأيتك به
= اذا سوف نتناول البيض على العشاء اجابها رون ببرود
= هل تستخفي بقدراتي قالت لين وهي تبتسم
= لا ابدا سأنزل وارى بعيني
نزلت من على السرير واتجهت تسبقه الى الاسفل بينما تبعها رون الى ان وصلا الى مائدة الطعام حيث ينتظرهم عمران
ابدت لين اندهاشها حيث كانت على الطاولة سلطة خضراء متنوعة وشرائح اللحم وعصير العنب
= هل فعلت كل هذا وحدك
قال لها بهدوء وابعد الكرسي للين لتجلس
= طبعا ساعدني عمران،
ليبتسم عمران لها وقال
= ارجو ان يعجبك ما صنعناه جلست لين وبدأت بتناول الطعام معهما
تناقشوا بأمور عدة عن البلاد التي زاروها واطعمتهم المفضلة
كانت احاديث خفيفة شعرت لين بالارتياح حيث لم يتطرق احدا منهم لموضوع ديفيد وكانت تتمنى لو ان رون ينساه ويكمل حياته بشكل طبيعي مثل ما هو عليه الآن ولكن كانت تعلم ان هذا من المستحيلات وان ما يحدث الآن بهذه الامسية الهادئة ما هي الا لحظات وتنتهي
انتهى الجميع من تناول الطعام وتساعدوا على نقل الاطباق الى المطبخ ووقفت لين تغسل الاطباق وهي تقول بمرح
= اوه يبدو انني تورطت في غسلهم ، لانكما انتما من صنع الطعام
ضحك عمران وقال
= سوف أتطوع إذًا لصنع الشاي
بينما جلس رون على كرسي بجانب طاولة المطبخ وقال = اما أنا فمهمتي قد انتهت الى هنا
وعند انتهاء لين وعمران دخل الجميع الى الصالة وجلسو يحتسون الشاي وبعد لحظات قال عمران
= ارجو المعذرة علي الذهاب الى غرفتي يوجد بعض الاعمال علي انهائها
اومئ رون رأسه بالإيجاب بينما ابتسمت لين له بلطف وغادر المكان وبقيا بمفردهما
وضع رون فنجان الشاي على الطاولة واخرج هاتفه وقال
= انه الوقت المناسب لتتصلي به
شعرت لين بالارتباك وقالت له بصوت مخنوق
= الآن انه وقت متأخر
= هذا المطلوب، سوف تتصلي به وتقولي له انك حصلت على الهاتف وانا نائم وتعطيه العنوان وتقولي له انه عليه ان يأتي لإنقاذك
وانك لن تستطيعي الاتصال به مجددا كي لا يكشف امرك مد الهاتف اليها التقطته لين ويداها ترتجف من الخوف
كان رنين الهاتف يشعرها بتوتر وكم تمنت ان لا يجيب ديفيد على الاتصال ولكن ضاعت امنيتها في الهواء عندما سمعت صوته
= الو
=الو، ديفيد انا لين
= لين
= ارجوك يا ديفيد تعال وانقذني انني محجوزة ولا استطيع الخروج
= اين مكانك الآن..
= انني في مدينة نورجسي طريق دورس
= حسنا لا عليك،
= علي الاغلاق الآن
= انتظري.. نظر رون الى لين واشارة لها ان تبقى تحادثه
=نعم ياديفيد لا استطيع البقاء على الخط تكلم بسرعة قبل ان يستيقظ رون
= اين هاتفك
= انه معه لا ادري اين يضعه
= حسنا، لين اريد منك طلب مهم اريد ان تبحثي عن قطعه اثرية على شكل تمثال في مكتبه او غرفته
= ولكن
= ارجوك يا لين انها مهمة وسوف اتي اليك لإنقاذك كنت فقط اريد معرفة عنوان منزله سوف نحاصره ونقضي عليه بسهولة حسنا، علي الاغلاق الى اللقاء واغلقت الهاتف قبل اضافة اي شيء
اعطت الهاتف الى رون ونظرت اليه بحزن وانكسار
= انه يريد مني ان اجد القطعه
= انني اعرف تفكيره يا لين
من قتل من اجل المال لن يهمه القضاء على اشخاص اخرين من اجل المال مجددا
=انني ابنة خاله
=ومايكل صديقه المقرب ، لا انكر ان اخي قد اخطئ وكان من الممكن ارجاعه عن خطئه
لا ان يقتل على يد صديقه المقرب الذي ورطه بالأمر سأنتظر مجيئه لا نعلم متى يفعل ذلك ويجب ان نكون متأهبين ولكن متأكد ان ذلك لن يتعدى بضعة ايام
فطمعه بالقطعة ستجعله لا يستطيع الانتظار كثيرا شعرت لين بالقلق هل سوف تبقى في هذا التوتر لأيام
نظرت لين الى رون الذي كان شارد في افكاره وشعرت بالأسف على نفسها التي باتت تعلم جيدا انها وقعت في حب هذا الشاب
قاطعت افكاره بقولها
= هل تسمح لي. انني متعبة جدا سوف اصعد غرفتي لكي انام
= تصبحين على خير يا لين
صعدت لين الى غرفتها وتمدتت على السرير وصورة رون لا تغادر عقلها والافكار تدور في رأسها
مرت ساعة ولم تستطع النوم شعرت بعطش شديد نهضت وفتحت الثلاجة الصغيرة الموجود في غرفتها ولكن لم تجد ماء قررت النزول الى الأسفل نزلت بخطوات هادئة
واتجهت الى المطبخ كانت الاضواء مطفأة ويوجد فقط ضوء خفيف اخرجت قارورة ماء من الثلاجة وكوب من احد الرفوف
سكبت الماء في الكوب لتشرب الا انها شعرت بخطوات احدهم
استدارت لين ووجدت رون يقف ورائها
= اما زلت مستيقظ الى الآن
= لم استطع النوم اتيت لأحضر فنجان قهوة وانت لماذا لم تنامي الى الآن
= لقد نزلت لشرب الماء ولكن لم استطع النوم أيضًا =يبدو نحن الاثنان نعاني من الأرق ما رأيك ان الغي القهوة ونذهب في نزهة مسائية في السيارة شعرت لين بالحماس فهي فعلا بحاجة الى الخروج لربما هذه النزهة تهدأ من اعصابها
= اتمنى ذلك، اعطني من الوقت بضع دقائق لتغير ملابسي
= لا تتأخري اذن
ارتدت لين ثوب من الحرير متعدد الألوان يحدد خصرها النحيل بشريط مربوط الى الخلف له قصة دائرية حول الصدر وتركت شعرها منسدل وارتدت حذاء خفيف باللون الأسود
كان رون ينتظرها بجانب سيارته الذي فتح لها الباب فور ظهورها
صعدت لين وابتسامة هادئة على شفتيها انطلق رون مبتعداً عن القصر والتزما الصمت طوال الطريق وهم يسمعان موسيقى هادئة الى ان وصلا مكان
انبهرت لين بجماله كان على قمة جبل عالي تتطل على القرية كلها
والسماء بثوبها الأسود المرصع بألاف النجوم استنشقت لين الهواء بمتعة وهي تفتح يديها بسعادة
جلس رون على احد الصخور واشعل سيجاره وهو يتأمل لين وهي تنظر على الأطلالة الرائعه التفتت لين الى رون
= انه مكان في غاية الجمال، شكرا لإحضاري الى هنا نهض رون واتجه اليها ليقف بجانبها
= أتي الى هنا دائما بمفردي، عندما اشعر بالتوتر من ضغوط العمل يمكنك ان تقولي انه مكاني السري
التفت لين اليه وهي تتأمل وجهه الذي كان يتأمل القرية التي كانت اضوائها تلمع كالنجوم لتنظر مجددا الى الإطلالة
= سيد رون، ارجوك اريد ان تسمعني فأنا أريد ان احدثك في موضوع
=لين ان كان بخصوص ديفيد. فأرجو منك ان تؤجلي هذا الموضوع اتينا لهنا لنريح اعصابنا
=ولكن... قاطعها رون
= لين ألم نتحدث في هذا كثيرا
=نعم.. ولكن ارجوك يا رون اريدك ان تفهمني ان اتى ديفيد الى القصر سيحدث اشتباك مع الحرس ومن المحتمل ان يقع ضحايا
= فكرت في هذا.. لهذا لقد اخبرت الحرس عند مجيء ديفيد ورجاله ان لا يقاوموا نظرت لين اليه متفاجئة وقالت
= ولكن... بهذه الطريقة تضع رقابنا بين يديه نحن هالكون لا محالة
= اريد منك يا لين ان تثقي بي، لن ادع مكروه يصيبك انا اعدك بذلك
نظرت إليه لين بحيره وقد شعرت ببرودة تعتري جسدها ما جعلها ترتجف
=هل تشعرين بالبرد، ان هذا خطئي كان علي ان اخبرك ان تحضري معك معطف رقيق
ذهب رون الى سيارته واحضر معطفه ووضعه على لين التي هي بالتالي شكرته جلست لين على احد الصخور التي تطل على القرية وقالت
= ان ما يحدث معي غريب جدا لقد ظننت عندما رأيتك اول مرة في الحافلة انك رجل عصابات لتضحك بسخرية ثم تابعت وظننت ايضا ان كل ما حدث كان محض صدفة لأتفاجئ انه كل ما حدث كان مدبر
اقترب رون وجلس بجانبها
= إنني آسف يا لين لإقحامك في هذا الأمر
وآسف لاقترابي منك و أنتِ لم تريدي هذا واعتذر على كلماتي الجارحة التي وجهتها لك نظرت لين له ووضعت يدها برقة فوق يده تطبطب عليها
وادارت وجهها مجددا وهي تكتم بداخلها حقيقة مشاعرها وانها كانت تريد وبحاجة لهذا الاقتراب منه ولكن على ما يبدو انها كانت غير محظوظة في الحب احبت مارك لم يكن حب جارف ولكن كان حب طاهر معلق عليه احلام بتأسيس عائلة واكتشفت انه لم يستحق هذا الحب وها هي الآن تقع بالحب من طرف واحد مع رجل كل ما يفكر فيه هو الانتقام لأخيه
= هيا يا لين علينا العودة اصبح الوقت متأخر جدًا ولا يمكنني المجازفة اكثر بترك عمران وحيد في القصر نهضت لين من مكانها وهي تشد على سترته تحمي جسدها من برودة الليل او لتشتم رائحة عطره العالقة بها اتجه رون الى
السيارة يفتح لها الباب اقتربت لين من رون وخلعت عنها السترة لتعطيه اياها لتتلامس ايديهما اشعرتها تلك اللمسة بقشعريرة تسري داخلها نظرت لين الى عينيه وعيناها تلمع كالنجوم
اقتربت لين من رون اكثر لتلمس يده برقة وببطء ما جعل رون ينظر اليها بحب وكان لديه رغبة قوية باحتضانها
ولكن فجأة عاد خطوة للوراء وقال
=هيا يا لين علينا العودة
شعرت لين بالذهول متفاجئة من ما حدث ما جعلها تصرخ به
= لماذا تفعل معي هذا يا رون ، لماذا تحطم كبريائي تحت اقدامك أوقات تقترب مني و أوقات أخرى تبتعد
اكملت بصوت مبحوح يكاد يسمع
= انت تعلم انني وقعت في حبك يا رون و اتوق لكل لمسة تصدر منك.
مما جعل رون يحتضنها بقوة ويقبلها بشغف وتجاوبت لين لتلك القبلة المنتظرة كانت قبلة طويلة مليئة بالعواطف الجياشة
تمنت أن لا تنتهي أبعد رون شفاهه عن شفتيها بينما يديه تحتضن وجهها
= ماذا فعلت بي لتجعليني اقع بحبك
قاومت هذا الحب الذي جعلني مشوشا اصبحت متخبط بين الحب والكراهية إنني اعاني يا لين لهذا قسيت عليك وجرحت قلبك بكلماتي القاسية
كانت لين غير مصدقة ما يحدث الآن هل قال انه وقع بالحب احتضنت لين خصره ووضعت رأسها على صدره
والدموع تتساقط من عينيها وهي تشعر بالحيرة هل يجب ان تفرح لاعترافه بحبه لها او تحزن على ما سوف يحدث في المستقبل احتضنها رون ايضا ولكن كانت مشاعره تختلف عن لين كان شاردا و خائف ويشعر بالغضب من نفسه لأن اعترافه سوف يجعل لين تتعلق به اكثر وهو لا يعرف ما مصيره في المستقبل
اغمض عينيه للحظات وابتعد عن لين بهدوء وقال لها بصوت حنون
= هيا يا لين علينا المغادرة وفعلا انطلقا بالسيارة وهما يفكران في المستقبل المجهول شعرت لين بالنعاس والتعب كان يوم حافل بالاحداث ولكن كانت سعيدة بالخاتمة التي حدثت بنهاية هذا اليوم
اقتربت لين من رون ووضعت رأسها على صدره بينما رون وضع يده على رأسها يداعب شعرها
وتابع القيادة الى ان وصلا كانت لين قد غفت
طبع قبلة ناعمة على جبينها جعلتها تستيقظ من غفوتها نظرت لين اليه وابتسامة ناعمة على شفتيها
= شكرا لك على هذه النزهة اتجها الى القصر الذي كان الهدوء يعم ارجائه واستأذنت لين للصعود الى غرفتها لتنام تمددت في سريرها وهي تشعر بأن قلبها يطرق بقوة من شدة سعادته ناسية بذلك المخاطر التي على وشك الحدوث

رحلة الى المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن