كفاح خارج المنزل

88 12 6
                                    

أخرج من الرف الأيسر في خزانته ملابسا : سروال أسود وقميص أبيض كل ثيابه تتشابه وتتموضع على  هذا الرف ليسهل عليه البحث .

بعد عشرين دقيقة أنهى ارتداء الملابس ثم أخذ من العلاقة سترة جلد سوداء اللون ابتسم ابتسامة رضا ليخرج من المنزل .

يحرك عكازه  يمنة ويسرة ليعرف الطريق يسمع كل الأصوات زقزقة العصافير ، صراخ الجارة على ابنها كي يذهب للمدرسة .

  وبغتة دهس على شيء رطب زاد من ارتكاز العكاز ليعرف ماهو ولكن آتاه صوت نباح  الكلب استشاط صاحبه غضبا مماأدى الى دفع بطلنا وهو يردد أقبح النعوت

"أيها الأعمى أغرب من هنا"

لم يلاحظ نفسه إلا أنه على الأرض  ليرفعه شخص ممسكا إياه من خصره يحمله

"ألا تخجل من نفسك تسيء للرجل "

هذا ماقاله الشاب الطيب بقي يتشاجر مع المذنب حتى انسحب .  ليحاول بطلنا تحسس يده أصابعه طويلة ونحيلة جدا .

قام بجعله يقف ثم رتب ملابسه ابتسم مقدما له العكاز

"سيدي تفضل"

شكره بحرارة مبتسما ابتسامة تنافس الشمس  في
اشعاعها. ولكن مافاجأه هو لمس الكفيف شفتاه ومن ثم ركب الحافلة مغادرا المكان.

بعد نصف ساعة  صعد القطار السريع يسمع ويحاول تحسس الأشخاص . كانت المقاعد ممتلئة بالناس .

نظرت امرأة تجلس مع ابنها الصغير لتقترب منه وتقول

ابتسم شاكرا على لطفهاوإيثاره عليها  إتخذ مقعدها مكانا للجلوس  أخذ كتابا كتب لغة برايل من محفظته يقرأه حتى يصل إلى مقر عمله .

ولكنه شعر بتأنيب الضمير جلوسه والسيدة تظل واقفة ليقول ورأسه متجه إلى الأمام

"عذرا ولكن أيتها السيدة يتوجب أن تجلسي في مكانك طفلك صغير"

"أوه هذا يدل على تهذيبك لقد تطوع مراهقان على تقديم مقعديهما"

أمال رأسه إلى جهتها يستمع إلى كل كلمة قالتها  ليعود إلى القراءة .

_________________________________________
أعلم بأنه ملل ولكن أتمنى أن يعجبكم

كفاح Où les histoires vivent. Découvrez maintenant