1) " أنَا أمَـلُـكِ "

208 28 26
                                    

★⋆★Vote★⋆★
.
.
.
3
2
1
.
.
.
عَلَى سَريرهَا، تُحدِّق فِي سَماء غُرفتِهَا المُظلِمَة،
إنَّهَا الثَّالِثَة بَعد مُنتصَف الليل، حَيثُ تَرتَاح الأروَاح مِن إرهَاق اليَوم، ويسكُن الجَسَد إستِعدَادًا لِيَومٍ مُوالِي شاق

إلَّا هِـي..
وَكَعَادَتهَا.. إتَّخَذ الأرَقُ مِنهَا رَفِيق.. لَا تَتذكَّر مَتَى كانت آخِر مَرَّة حصلَت عَلَى نَومٍ هَادِئ وعَمِيق ..

مُنذُ فقدَانِهَا لأغلَى مَا تَملُك.. أملُهَا و مُنَاجِيتهَا فِي الحَيَاة.. أمِّـهَـا ..

السَّابِع عَشر مِن شَهرِ دِيسمبِر البَّارِد،، لطَالمَا أحبَّت هَذِه الأجواء البَاردَة التِي كَانت يَملَؤهَا دِفئ وَالِدَتِهَا الرَّاحِلَة ولكِن هِي عَلَى وشك تَغِير مُعتقَدَاتِهَا كَامِلَةً ..

مَرَّ عَلَى هَذَا اليَوم المُفجِع إسبُوع وهَا هو يُومٍ آخر لِيُضَاف الى السَبع السبع الآخرِين ،،

........
.10:35 صبَاحًا.

نَاپِي.. إبنَتِي إنَّهُ الفُطُور

مُصَاحِب لِطَرق خَفِيف عَلى البَاب.. إنَّهَا مُدَبِّرَة المَنزِل السَّيِّدَة تشوي فانِي ،، إمرَأة فِي عقدِهَا السَّادِس

إستَقَامت ذَات الشَّعر الأسوَد و الجَسَد الهَزِيل.. إنَّهَا نَاپي .. كِيم ناپِي ولكنَّها تفضِّل عَدم إضافَة لقب وَالِدها أو كما تُسَمِّه الشَّخص المُسَاهِم فِي إنجَابِهَا.. فَهِي لَم ولَن تعتَبِرهُ والدها مَهما حيَت.. فَأسبَاب كرهها لَه تعَدَّت أسبَاب القبُول.. وعَلى سبيل المٍثال عَدَم تَكلِيف نَفسُه بِمُجَرَّد الإهتِمام بِحالها بعد وفاة أمِّها.. أقام العَزاء ولِتَوِّه غادَر البِلَاد الى العَمل ... ومَا الجديد

تَوَجَّهَت لِلمِرحَاض تُناظِر وجهها الشَّاحِب.. لِتَفلِت مِنهَا دَمعَة هارِبَة جَاهدت فِي حبسها مُنذ وفاة وَالدتُهَا، ولكِن هَيهَات .. لَيسَت الدَّمعة الأولىٰ ولكِن ترىٰ متىٰ الأخِيرَة ؟.

إتجهت لِحوض الإستِحمام وملأتَه بِمَاء بارِد رَغم برودَة الطَّقس عَلى أمل تَبريد روحِها مِن نار الفراق..

القليل مِن الوقت مَرَّ عليها داخل المِرحاض لتخرج أخِيرًا مرتديَة بِنطال رِيَاضِي أسود و سترَة صوفيَّة مِن نفس اللون.. فهِي أخيرًا قررت الخروج مِن غرفتها.. بل الخروج مِن المنزل... ربَّما الذهاب للتمشية لن تضر

خرجت مِن غرفتها نازلَة الدَّرَج وصولًا الى حجرة الطَّعام المُجَهَّزة بالفعل.

بعض اللقيمَات و كُوب مِن القهوة المُرَّة ... ثم استقامت.. هي مهملة تجاه أدويتها بعض الشَّئ..

خرجت من الحجرة متوجِّهَة ناحية باب الخروج وفقط الصمت يعم المكان.. نظرًا لِمعرفتها بِأن خادمتها العجُوز لِتَوِّها خرجت في أجازة لمدَّة ثلاث أيام لما كَانت حملت مَفَاتيحها.. هي أخبرتها مسبقًا .. ولكنها لا تدري إن كانت سمعتها او لا.

.................

وحيدَة تجلس في مكانها المُفَضَّل.. نَهر الهَان.. فِي بقعة معينة تعودت الجلوس مع والدتها فيها بِجانب شجرَة البوفارديا.. تجلس على كرسي من الحجر تبكي في صمت ومَا من أنِيس سوىٰ تلك الموسِيقىٰ من سمَّعاتها المتصلة بهاتفها..

شعرت بِجسد يقترب منها حتى جلس بِجانبها.. فى البدايَة لَم تُعِره اهتمام وهمت بِإزالة دموعها الهاربة ببساطه حَتَّى :

"وجهٌ كهَذا لَا يلِيق بِه الدُّموع جَميلَتِي"

صمتت لثانيَة حَتَّى إلتَفَّت لَه بِملَامح لا تذكر سائلَة :

"مَعذِرَةً ولكن مَن أنتَ؟ مُتَطَفِّل ربَّمَا؟"

إبتسم بِخِفَّة شَدِيدَة مالَبِث حتَّى وسعت إبتسَامته

"أنَا لست مُتَطَفِّل...
أنَا أمَـلُــكِ"
.
.
.
.
.

.
Part 1 DONE ✔
★⋆★⋆★⋆★⋆★⋆★⋆★⋆★⋆★⋆★

" 𝐅𝐚𝐥𝐥𝐢𝐧𝐠 ' سقُـوط "Where stories live. Discover now