5) لحنُ الأحلَام

65 13 0
                                    

✯✯ Vote Please ✯✯

1

.

2

.

3

.

صوت الشوك و السكاكين المتصادمة مع الصحون هو كل ما يُسمَع داخل غرفة الطعام الكئيبة

طاولة الطعام الكبيرة ممتدة من بداية الغرفة الى آخرها وعلى قطبيها يقبع الأب وابنته

انكسار ضوء المصابيح على كرستالات الثرية يضيف لمسة عتيقة حزينة الى الاجواء المكهربة بينهما

تأكل الفتاة متجاهلة الأكبر وفي قلبها يكمن غضب ولهيب جهنم الحمراء

رفع الاخر وجهه يناظر فلذة كبده بنظرة باردة لا تعني للدفئ الأبوي شيئً

انهى وجبته ورفع منديله يمسح بقايا اللقيمات من على ثغره لافظا بصوته الخشن

" وضبي امتعتكِ فسوف نسافر الى فرنسا الاسبوع القادم ولا ارغب بتركك هنا "

"و من أين لك بهذه الثقة يا ابتاه .. اعذرني فأنت لست بأهلٍ لإختياري مصيري "

استقام وفي مكنونه الف شرارة غضب اثر كلماتها فخبط الطاولة بقبضته المثقلة

" تأدبي يا فتاه ، الم تعلمكِ والدتك ان تحترمِي والدكِ يا عديمة التربية "

لم تلقِي بالًا لكلماته اللاذعة و استرسلت تكمل طعامها وكأنه لم يتحدَّث وما كاد يقترب منها حتى قامت هي رافعة منديلها

" معذرةً ابتاه ولكني حتى لا اعلم من تكون ، استمحيك عذرًا "

التفتت تفتح الباب مستكملة سيرها

" اسمعي ايتها المشعوزة الصغيرة ، لم آتِ الى هنا حتى آخذ برأيك او حتى تبرير الماضي ، انا بالفعل قد قررت ، وضبي امتعتك ولكِ فقط اسبوع لا اكثر وهذا تفضل مني عليكِ ، افهمتي "

بصوته الجهوري ارتجت اعمدة الحجرة قبل ان تتنهد هي اخيرا مغادرة الغرفة التي اضاقت فؤادها كآبةّ

صعدت الدرج بسرعة تحت انظار السيدة تشوي الحزينة على البنية الهزيلة .

.

دخلت غرفة والدتها للمرة الاولى بعد وفاتها
لفحتها رائحة الراحلة فنبَض الحنين في قلبها

" 𝐅𝐚𝐥𝐥𝐢𝐧𝐠 ' سقُـوط "Where stories live. Discover now