اللقاء بإمام الزمان/صحوت من نومة الغفلة

80 4 0
                                    

كثيراً ما صحا أناس من غفلتهم على أثر قراءتهم حكاية من وقائع اللقاء بالإمام بقية الله (روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) أو على أثر سماعهم لحادثة تشرف بلقياه .

وقد عبر العديد عن كيفية تيقظهم وانتباههم برسائل كتبوها وبغير الرسائل.

ومن تعبيرهم عن هذه الحالة أورد هذه النماذج والصور :

ـ يقول أحدهم :

بعد مطالعتي كتاب (اللقاء بإمام الزمان عجل الله فرجه) وفقت للانتباه من وفي منتصف احـدى الـلـيـالـي ـ وقـد أصابني الأرق ـ طفقت أناجي إمام الزمان روحي فداه..وأخاطبه على هذا النحو : الغفلة .

"تفضل علي ـ يا إمامي ـ لأحظى بالتطهر وبرؤية جمالك الآسر . . كما حظي بلقياك العديدون . لو كذبت حدوث كل هذه الوقائع لكنت قد خادعت نفسي، ولما كان قد صير هذه الأحاديث الطويلة والأخبار المفضلة في موضوع اللقاء . وإن قلت أنها حوادث واقعية صادقة فلماذا أجدني محروماً من هذا الفيض العظيم، نائياً عن ينبوع المعارف والعلوم الحقيقية؟! ما عساني أفعل يا إلهي لأكون واحداً من هؤلاء الأنقياء فأفوز بلقيا إمام زماني؟ مُنّ اللهم علي لأعيش دوماً حالة الإفاقة والصحوة، فلا أنفصل لحظة عن إمامي"

ـ وكتب أحد أساتذة الجامعة الإسلامية الحرة :

بلغت ليلة الجمعة هذه منتصفها، وأنا أمسك بالقلم أخط هذه الرسالة .

قرأت عدة من وقائع اللقاء بإمام الزمان روحي فداه..فهزتني من الداخل . . عسى أن يسبغ الإمام علي أنا أيضاً من ألطافه وفضله.

ولكني أعلم أني لا أكون مؤهلاً للارتباط بالإمام بدون التخلق بالخصال الإنسانية، والتنزه عن الرذائل، وإزالة الحواجز والحجب الروحية .

أما وقد صحوت من غفلتي ـ أيها الأستاذ ـ فقد استبان لي المدى الذي كنت متراجعاً فيه إلى الخلف، وعلي ألا أفرط بلحظة من أجل المسير تلقاء الكمالات . . ملتمساً منك العون في إيضاح خطوات الطريق : من أين يكون البدء؟ وكيف أواصل المسير؟

وجاء في رسالة أخرى تنضح باللوعة والاحتراق :

تعودت أن أدعو في الليالي بدعوات طالباً أن أتيقظ من سبات الغفلة وفي إحدى الليالي قرأت ـ بعد الدعوات ـ واقعة لقاء الحاج علي البغدادي بالإمام بقية الله في العالمين (صلوات الله عليه).. فرحت أبكي وانتحب منادياً:

«يا صاحب الزمان، . . لم لا تأخذني معك للزيارة؟ لماذا لا تقرأ لي نص الزيارة، فأزور بزيارتك؟ ماذا جنينا نحن المساكين حتى خرمنا من جمال لقائك؟ كان البكاء غالباً.. أندب إمام زماني وأبكي من احزان الـفـراق والبعاد. ومثلث أمامي عندها أبيات من الشعر كنت قد قرأتها في ديوان

«الفيض الكاشاني»، فبت أرددها وقد استبد بي الشوق والحنين :

يا لها عيناً، ويا للحاجب المدهش، يا سخر الشفاة! يا له قداً رشيقاً . . خير العاشق في سر هواة؟

وذؤابات، وخال . . ههنا بوح عطور وجمال عجباً. . قد فاض منه سُؤدد، جاه، وآفاق كمال!

حار والله فؤادي : لست أدري أي شيء فيك أحلى : أشفاة؟! برد الأسنان؟ ! أم ثغرك؟! أم عنق تجلى؟!

كل شيء فيك يحكي مهرجانات من الحسن العجب غمزات العين هي . . أم كلها تغري صبابات الطرب؟!

حركات! . . كلها وزن وإيقاع وتقطيع نغم سكنات . . يا لقلبي! جل من أبدعها بين الأمم!

هي لقياك . . تحيل الليل ـ للأغيار ـ إشراق نهاز ونهاري صار ـ بالهجران والأحزان ـ ليلا وخسار

كذلك . . ـ كتب أحد سالكي الطريق الباحثين عن الحق والحقيقة عكفت في ليلة على كتاب (النجم الثاقب) أقرأ وقائع من التشرف بلقيا إمام الزمان روحي فداه والفوز بفيوضاته . . فكان أن أتممت قراءة ما يقرب العشرين واقعة.

وقد أسفت خلالها لأني لم أظفر ـ كما ظفر أصحاب هذه الوقائع - برؤية إمام الوقت (روحي فداه).

في حينها تذكرت شيئاً جعلني أدرك ما يحجبني عن إمامي وما يفصلني عنه.

وهو أن لي صديقاً يختلف عني في بعض أخلاقه إذ هو امرؤ بخيل شديد البخل، ولم أكن أنا في واقع الأمر .. مما جعلني أتجنب مرافقته بسبب هذه المسافة النفسية التي تفصل بيني وبينه .

وعقب قراءتي لهذه الوقائع انكشف لي السر الكامن وراء انحجابي عن الإمام وعن حرماني من نور ملاقاته.

إن مسافة روحية مديدة كائنة بيني وبينه جعلتني محتجباً ، عنه بحجاب حال دون مشاهدتي إياه (صلوات الله عليه). في ذلكم الوقت كنت ـ من الوجهة العملية ـ لا أعتني في حياتي اليومية بأكثر من الطعام والمنام . . كأي بهيمة من الأنعام .

وكنت أنطوي على صفات مثل حب الدنيا والحسد والغل، ومن شأن كل واحدة منها أن تنأى بي فراسخ وأميالاً عن المحضر القدسي | لإمام الزمان . . الذي هو الطهر الطاهر المبرأ حتى من ظلال النقائص والعيوب.

إنه أصفى مرآة علوية لأكمل التجليات الإلهية في عالم الخليقة على الإطلاق.

وما علي إذا كنت جاداً في الشوق إلى إمامي والحنين إليه . . إلا أن أجهد ـ والحالة هذه ـ لتقليل هذه الفواصل الروحية وللدنو من محضره المقدس ساعة بعد ساعة.

عند هذه النقطة من التفكير انفجرت بالبكاء . . وأنا أقول :

"إلهي! كيف يمكنني أن أطوي هذه المسافة، وبأيّ سبيل؟ كيف يتهيأ لي أن أنقض كل هذه الجدران الضخمة التي تحيط بي وكيف احطمها بيد خالية عزلاء؟! ما كان لي من سبيل.

ليل أغيارك صبح. أتي صبح ونهارات عذاب!

ونهار «الفيض، ليل. يا له ليلا معنى بالعذاب!

سوى البكاء أظهر به حنيني وعجزي في الوقت نفسه .

بكيت حتى وهنت من البكاء. وعلى حين غرة أضاءت لي بارقة أمل. كأن نوراً قد سطع بغتة في قلبي، وبرقا التمع . . فأشرق منه كل وجودي، وأحسست بصـوت يبلغ مسامعي يحمل معنى قرآنياً يقول :

(والذين جهدوا فينا لنهدينهم سبلناه)

وقيل لي:

"منك الحركة، ومنا البركة. أمش خطوة واحدة إلينا نقترب منك عشر خطوات"

________________
المصدر: سيرٌ إلى الله

قصص  اللقاء بصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريفWhere stories live. Discover now