٥. تَبُجُّ بَحتُك الحَسناءُ كُلَّ ما بي.

627 52 96
                                    

دُنُوّ مَفاتِنه تلك الأَفِدَةُ مِن وجهيَ الزَّلِقِ مَع الأبجَدِيـةِ المُتدَّفقـةِ من لِسانـه اللَّسنِ قد أخفَضـوا اللَّهب المُشتعِل الذي كانَ يعتريني حتى تجردتُ منه و حلَّ عنه شعورٌ باهِتٌ قد راقَص الزوايا الرّاكدةَ بروحِي المُثلِجـةِ حتى بَلِجَ شيءٌ من دهشتي بالحَدقةِ، و لا أنسى البَلَسان الذي قد فاحَ عَطِراً مع نَبرته التي تدعو الواعي بأن يُجَنُّ بهـا، فكيف إذاً الغيرُ واعي إن حُطَّت على حاسَتَيْه الإثنَتين؟! . فإلى أين أيُّهـا الرَّتِلُ إلى أين؟

ها هُو يُظهر خُبثه فهو يعلمُ حقاً أنّني لا أستطيعُ إخراج رائحته من خلاياي حتى و إن مَحوته و تباًّ لهذا الحال، أطبقتُ جفنايَ و نحنُ مُستلقيانِ مُحاذيانِ ببعضنا البَعض أسفل ظلِّ شجرةِ البلوط و بجانبها بعضٌ من أشجارِ الباغودا لأسرَح بعيداً مع استلطافي للنّسيمِ الرّبيعيّ ليُقاطع تفكيري بقوله هُو:

"أظنُّ أنك نسيتَ أمراً مُهمَّاً يا سيّد الموسيقى"

و ما هُو؟

"عند الشُّرفة، لم يتسنى لي سماع صوتِك الذي تُقت لعذوبَته"

أوه صحيح..

"هل أستطيعُ الآن بأن أتلذذ حُسن ألحانِ بحتك سيّد الموسيقى"

قالها و هو يصعدُ غُصن الشّجرةِ الغير مُرتفِع لأتبعه بعد أن أشارَ لي بالجلوس بجانِبه

أخذتُ نفساً عميقاً من أنفي و أخرجته ببطؤ شديد من فُوهة فمي و أخذتُ نفساً آخراً لأُناشد ببدء الغِناء..

رَسائِل غونزاليس|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن