دُنُوّ مَفاتِنه تلك الأَفِدَةُ مِن وجهيَ الزَّلِقِ مَع الأبجَدِيـةِ المُتدَّفقـةِ من لِسانـه اللَّسنِ قد أخفَضـوا اللَّهب المُشتعِل الذي كانَ يعتريني حتى تجردتُ منه و حلَّ عنه شعورٌ باهِتٌ قد راقَص الزوايا الرّاكدةَ بروحِي المُثلِجـةِ حتى بَلِجَ شيءٌ من دهشتي بالحَدقةِ، و لا أنسى البَلَسان الذي قد فاحَ عَطِراً مع نَبرته التي تدعو الواعي بأن يُجَنُّ بهـا، فكيف إذاً الغيرُ واعي إن حُطَّت على حاسَتَيْه الإثنَتين؟! . فإلى أين أيُّهـا الرَّتِلُ إلى أين؟
ها هُو يُظهر خُبثه فهو يعلمُ حقاً أنّني لا أستطيعُ إخراج رائحته من خلاياي حتى و إن مَحوته و تباًّ لهذا الحال، أطبقتُ جفنايَ و نحنُ مُستلقيانِ مُحاذيانِ ببعضنا البَعض أسفل ظلِّ شجرةِ البلوط و بجانبها بعضٌ من أشجارِ الباغودا لأسرَح بعيداً مع استلطافي للنّسيمِ الرّبيعيّ ليُقاطع تفكيري بقوله هُو:
"أظنُّ أنك نسيتَ أمراً مُهمَّاً يا سيّد الموسيقى"
و ما هُو؟
"عند الشُّرفة، لم يتسنى لي سماع صوتِك الذي تُقت لعذوبَته"
أوه صحيح..
"هل أستطيعُ الآن بأن أتلذذ حُسن ألحانِ بحتك سيّد الموسيقى"
قالها و هو يصعدُ غُصن الشّجرةِ الغير مُرتفِع لأتبعه بعد أن أشارَ لي بالجلوس بجانِبه
أخذتُ نفساً عميقاً من أنفي و أخرجته ببطؤ شديد من فُوهة فمي و أخذتُ نفساً آخراً لأُناشد ببدء الغِناء..
أنت تقرأ
رَسائِل غونزاليس|TK
Mystery / Thrillerو إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَمعتها أسفل رسائِلي، و عن الأظرفِ التي كُدِّسَت بجانبه، أسأله لهفةً إن كان قد قرأها أو قد اطّلع عليها على الأقَل، فلترقُد بسلامٍ مُـؤبّدٍ بأي...