كانت وجهةُ جونغكوك هذه المرّةِ و هو يصطحبني نحو مكتبةٍ مُتواضعةٍ كانت تقعُ بنهايةِ الشارع السّادس، لم نمتطي الفَرس هذه المرّة و إنما ذهبنا مَشياً نظراً لِقُربِ المسافة بينَ محلّ الخُبزِ و المكتبة. فورَ دخولنا استقبلت روائح الكُتب حاسةَ شمّي و شعرتُ بذهابِ ذهني بها، كم كنت أتمنى الدُّخول لمكانٍ جليلٍ لروحي كهذا، حتى و إن كانَ مُتواضعاَ فلا زالَ يمنحني شعوراً بأنَّني أودُّ الرُّكود هنا، بين الصَّفحات، بين الأرفُفِ و بين كُلِّ شيءٍ مُتواجدٍ هُنا، شُعوري الآن _و أنا أخطو خُطواتي المُتزامنةِ أثناء دخولي_ كمن هو بالشاطئ و على الرَّملِ و بدأ يقتربُ شيئاً فشيئاً نحو المُحيطِ و عُمقه ليسبح أو يغوص أو حَتى يغرق، و عينايَ اللتّانِ باتت مُنبهرةً بما تشهده كمثلِ الذي يشهدُ زُرقةَ البحرِ مُتعجباً و تلاطُم أمواجه و هيجانه...
" أحضرتك هُنا؛ لأنّني أعلمُ عن مدى حُبّك للكُتب"
قالَ هو بينما كُنت مسحوراً بحلاوةِ هذه المكتبةِ المُتواضعة و خفوتِ هذه الإضاءة التي تأتي من الخارجِ فقط عبرَ الزُّجاجِ الذي بواجهةِ المكتَبةأنت مُحق، و ليست الكُتب فحَسب و بل حتى هذه المكتبة أشعُر بأنَّها كالملجأ بِحق برُغم من أنَّ هذه الزيارة الأولى لي هُنا فقط
"أنت مُخطئ ليست المرّةَ الأَولى"
ها؟
صاحب المكتبة: أهلاً بك سيّد ماتيو! لم أرك مُنذ مُدة
"طاب يومك عمّي حقاً لقد مرّ وقتٌ طويل"
صاحب المَكتبة: و هذا..
"غونزَاليِس"
صاحب المَكتبة: حقاً؟!! أنحني لك احتراماً سموّك، آه لقد كَبِرت فعلاً
قِف! لا داعي بأن تنحني عمّي انظر ظهرك يُؤلمك الآن
قُلت بينما أُساعده على أن يَستقيمصاحب المَكتبة: ههههه أنت لطيف حقاً، لا داعِ للقلق أنا بخير سموّك الأهم من ذلك أنا سعيدٌ برؤيتكم مرةً أُخرى
و هل.. تقابلنا من قَبل؟
صاحب المَكتبة: أجل عِندما كُنت بعمر التاسعةِ تقريباً
و لكن.. لما لا أتذَكر؟..
"عمي.."
صاحب المَكتبة: آآه تعال سأُريك شيئاً ستحبه
سحبني مع حيرتي باتجاه رفٍّ ما بزوايا مكتبته لِيُقَدِّمَ لي كتاباً يخُص الموسيقى
أنت تقرأ
رَسائِل غونزاليس|TK
Bí ẩn / Giật gânو إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَمعتها أسفل رسائِلي، و عن الأظرفِ التي كُدِّسَت بجانبه، أسأله لهفةً إن كان قد قرأها أو قد اطّلع عليها على الأقَل، فلترقُد بسلامٍ مُـؤبّدٍ بأي...