ـ
و لكن أنا مُشتت حقًا، اشرَح لي كُل شيء! ...
قال غارسيا و هُو بحيرةٍ شديدةٍ من أمرهحسنًا سأُخبرك...
قُلت فقاطع السُّعال كلامي ليقول غارسيا بقَلق:أنت تنزِف مُجددًا! لا داعِ لأن تتحدث يا غونزَاليِس إن كُنت لا تستطيع، أرجوك دعني أُسعِفك أولًا
جونغكوك...
قُلت و أنا أتشبثُ بذراعِ غارسيا بدونِ وعيٍ منّيأنا مُتُّ حقًّا يا جونغكوك و فقدتُ نبضي لبُرهةٍ من الزَّمن، كُنت بالفعل قد صدَّقتُ أنّك توفيت و تبعتك أنا و لكن حينما كُنت بالحوض و قبل أن أستيقظ بعدّةِ دقائق، لم أجدك و لكننّي كُنت أسمع صوتك من بعيد... كُنت أشعُر بلمساتك و ذلك الشيء الذي يخترِقُ جلدي
فشعرتُ و كأنّك على قيدِ الحياة، شعرتُ بروحك و هي تصرُخ و تُنادي باسمي من بعيد، و بتلك الرّطوبةِ التي كانت تحطُّ على ذراعي و التي قد تكون دموعك العَذبة، كانت أجفني غير مُطبقة.. أجل كانتا مَفتوحتين...
و لكنّني حينها لم أرى سِوى الفراغ، فأطبقتُ جفني و فتحتهما لأشعُر بنبضي قد عاد و لكنّني كُنت لازلت مُغمض العينين، و رُغم ذلك سمعتُ كلماتك المُختلطةِ مع نبرتك الباكيةِ و علمت أنّك تخيطُ جروحي..
فما سالَ دمعي سوى جرحًا من كلماتك الأليمةِ و التي تتوقُ لاستيقاظِ جسدي المُرقدِ و ليس بسبب وغزاتِ تلك الإبرةِ التي لا يُظاهي ألمها شيئًا مُقارنةً بما يخرجُ من لسانك و يُصيبُ روحي...
ها هُو النّورُ قد بدأ يتسللُ لمُقلتي التي تجمّع بها ذلك البحرُ المالِح، و ها هو نبضُ روحي قد بدأ يتسارعُ لهفةً للُقياك يا جونغكوك، على أملِ أنّني سأراك أمامي و نحنُ أحياء، و لكن...
غونزَاليِس أنا لستُ ماتيو، أنا غارسيا!
قال غارسيا و هُو يُمسك بكتفي فأكملتُ قولي:لم أجِدك حينما فتحتُ عيني أخيرًا.. لأنَّك كُنتَ قد ذهبت لتجلب الدَّلو و لكن رأيتُ غارسيا بدلًا عنك... و بعدها..
يكفي يا تايهيونغ، لَقد فهِمت... انظُر لكُلِّ هذه الدِّماء...
قال غارسيا و أنا الذي كُنت أراه جونغكوك لأُكمل هذه التَّمتمة:و بعدها دخل غارسيا ليُفجع حينما رآني على قيدِ الحياة... فسألته: أين جونغكوك؟
ليسقط على رُكبتيه مصدومًا و كأنه رأى شبحًا،و لا ألومه على أي حال.. فأخبرته بصعوبةٍ أن يقترب منّي ليتمكن من سماع صوتي المُثقل و الخافِت فردّ و هو يرتجف أنّه سيُنادي جونغكوك فمنعته و توقف و حاول أن يقترِب بترددٍ شديد
أنت تقرأ
رَسائِل غونزاليس|TK
Mistério / Suspenseو إن كانت أَنامِلُ الموتى تعزِفُ بالأبجديةِ بجدّيةٍ، و حتى بحينِ أنّني عشتُ نصفَ عُمري أضعُ الطَّوابع التي جَمعتها أسفل رسائِلي، و عن الأظرفِ التي كُدِّسَت بجانبه، أسأله لهفةً إن كان قد قرأها أو قد اطّلع عليها على الأقَل، فلترقُد بسلامٍ مُـؤبّدٍ بأي...