الفصل الأول: بداية رحلة
الجزء الثاني: هل هو عدو أم صديق
صوت رياح الليل الباردة وهي تعصف بخفة تداعب أوراق الشجر، الأعشاب الخضراء وهي تتراقص بفعل حركة الهواء وقد ملأتها قطرات صغيرة من الماء بسبب برودة الجو المفاجئة، الغيوم التي بدورها غطت السماء حاجبة بذلك شيء من ضوء القمر وبعض النجوم التي كانت قد تلألأت في سماء الليل التي لم تكن باردة قبل لحظات قليلة. صوت صدى خطوات باردة وذات نغمة مرعبة تتردد بشكل متناسق وتكسر بذلك الهدوء الذي ملئ الأجواء. شيء بل شخص يعبر ظلمة الليل برعب خطواته وكيانه الوحشي حاملا على وجهه تعابيرا تكاد تجمد الدم في العروق من شدة برودتها وحدة ملامحها.
"تلك العيون..." جملة قالها أنجيلو وهو يحدق في عيون الكائن الذي يقف على بعد أمتار منهم، أنجيلو وهو في حالة صدمة وخوف شديدين وقد تجمد في مكانه وهو يتذكر أحداث الغزو التي حدثت مع بزوغ فجر اليوم الذي لم تغرب شمسه إلى على قلة من الناجيين والذين لا يعلمون إذا كانوا سيشاهدوا بزوغ شمس الغد أو ان غروب الشمس اليوم هو أخر ما سوف يشاهدوه. ما زال الشخص يتقدم منهم دون أي نية في التوقف وكل ما إقترب منهم زاد مع ذلك شعورهم بالخوف لكن ما لبث هذا الخوف أن تحول إلى شجاعة ولكن هذا الشعور كان تهورا أكثر منه شجاعة، عندها قام زينتسو بالنداء مهددا ذلك الكائن قائلا: توقف مكانك أو نهايتك ستكون ها هنا. لكن الرد كان بالتجاهل الكامل لكل الموجودين والذي كان إهانة مباشرة لكل الموجودين مما أغضب كل الموجودين دافعا بهم لرفع أسلحتهم في وجه الشخص الذي قد لفه الغموض والرعب، صوت صفير الرياح ملئ الأجواء الهادئة بعدما توقف الشخص الغامض بشكل مفاجئ. في تلك اللحظة إنطلق الجميع نحو هدفهم بل نحو حتفهم المحتوم وإذ بموجة طاقة هائلة تدفعهم جميعا بعيدا عن الشخص الغامض الذي ما زال محافظا على هدوءه المخيف، أكمل الشخص الغامض مسيره كأن شيء لم يحدث إلا أن أنجيلو كان ما يزال واقفا أمام الشخص الغامض رافعا سيفه وجاعلا عينه كما عين المفترس إذا ما رأى فريسة كي ينقض عليها لكن الشخص الغامض لم يقف حتى لرؤية ما سيفعله أنجيلو بل أكمل سيره كما لو كان الواقف أمامه لا أحد. بعدما صار الشخص الغامض بجوار أنجيلو بدأ أنجيلو بالخوف الشديد والتعرق فكان سيفه يرجف من شدة خوف أنجيلو والذي كان لا يشعر بمرور الوقت فلم يكن مدركا بأن الشخص الغامض إبتعد عنه منذ لحظات، "لماذا أنا خائف، إنها فرصتي للإنتقام من ذلك الشرير، يجب أن أتحرك، لا يجب أن أدعه يذهب" هذا ما كان أنجيلو يقوله في رأسه والذي لم يأخذ منه لحظات ليقرر الهجوم والمقاومة بدل الوقف والشعور بالخوف. عندها وإذ بأنجيلو ينطلق بسرعة خطفت بذلك هدوء الليل وكل من في المكان كان منذهلا من سرعة أنجيلو التي كادت تصل سرعة الصوت لولا أن إصابته الخفيفة حالت دون وصوله لأقصى سرعة يمكن أن يصل لها. لحظات تحبس الأنفاس إذ بأنجيلو يقف خلف الشخص الغامض حاملا سيفه بكلتا يديه ومستعدا لتسديد ضربة مباشرة وعيناه مليئتان بالحقد والغضب وهو ينظر إلى الشخص الغامض في مشهد بطيئ لفت كل أنظار الموجودين، حركة السيف وهو ينتقل من مكانه بسرعة مشكلا بذلك موجة خفيفة وهو متجه إلى هدفه، دقات قلب...، نظرات أنجيلو الغاضبة...، نظرات الأخرين مندهشة...، يقترب السيف من الشخص الغامض أكثر فأكثر، في تلك اللحظة لمعت عينا الشخص الغامض كما يلمع القمر الدموي في السماء مخترقا بذلك عتمة الليل بنوره الأحمر يتبع ذلك حركة سريعة تخطف الأبصار تسبب في توقف سيف أنجيلو مكانه، لحظات بل أقل حتى يستوعب أنجيلو ما حدث وهو ينظر بإتجاه الشخص الغامض وفي هذه اللحظة تجمد الدم في عروق أنجيلو فلم يقوى حتى على التنفس. لقد كان الشخص الغامض ينظر إلى أنجيلو وهو ممسك بسيف أنجيلو بيده المجردة وهو ينظر مباشرة في عيني أنجيلو. بعدها وفي جزء من الثانية إذ بإنفجار طاقة هائل جدا يقذف بأنجيلو بعيدا مخترقا بذلك عدة من ما قد بقي من الأشجار والتي أختفى جزء منها بفعل قوة الطاقة المنبعثة والتي قد قلعت هذه الأشجار من جذورها. بعد إنفجار الطاقة هذا أكمل الشخص الغامض مسيره وقد كان أخر ما رأه أنجيلو هو هذا الشخص الغامض يستدير ويكمل طريقه مبتعدا وقد كان كل شيء في عيني أنجيلو يختفي في ظلام غير متناهي عندها ما كان لأنجيلو سوا الصراخ والبكاء الشديد محاولا بذلك التخفيف عن نفسه ومحاربة آلامه ولكنها كانت أقوى منه ما تسبب بفقدان أنجيلو لوعيه.
أنت تقرأ
War of myths {} حرب الأساطير
Acciónعندما ظن العالم بان السلام قد غطى بقاع الارض، ظهر ما ليس متوقع من العدم، يزيح بهذا السلام إلى ما وراء الافق، مهددا بذلك البشرية باسرها، فهل هذه نهاية العالم؟