الفصل الأول: بداية رحلة
الجزء الثالث: قرية من دون قروين
صوت الهواء البارد يعصف بشدة على قلوب الموجودين، قد ملئت أعينهم بالدمع من هول ما قد رأوه، جثث لضحايا أصدقائهم وأحبابهم قد تم إنتازع كل ما قد يؤكل فيها عدا العظم فباتت كأنها قد لبثت لعصور في حين أنها لم يمض عليها إلا شيء من النهار وأخر بقايا الليل وقد كانت كافية لتحول هاؤلاء المساكين إلى طعام لكائنات لم تعلم يوما معنى المشاعر فلا تحزن إن فقدت قريبا ولا تفرح إن رزقت بمولود بل كل ما يهمها معدة مليئة وراحة في إحدى الكهوف أو الشقوق التي لا تخلو من أي موطن طبيعي. عظام تتلوها عظام تروي عن مذبحة لم يسمع التاريخ عنها منذ عقود، في طياتها صرخات من ألم ودموع من خوف. يا ترى ما هو شعور أن تأكل حيا، فكرة لمعت في رأس أحدهم قد أردت روحه من الحزن على من عاشر هذا الشعور فلا أحد يعلم الإجابة إلا من تم أكله حيا. الرياح تعصف وتعصف كأنما تقول للموجودين أن يرحلوا فقد كان شاقا عليها تنقية الأجواء من رائحة الدماء التي مازالت متمسكة بما تبقى من أصحابها، تظن أنه سيتم بعثها من جديد ولكن أمرا كهذا يضاهي المستحيل إستحالة بل وحتى يجعل من المستحيل ممكنا من شدة إستحالته.
بعدها بلاحظات تقدم غاري وهو يشير إلى الجميع على بدأ الحفر لدفن ما تبقى من عظام الضحاية إكراما لذكراهم، ما جعل الجميع يهم بالحفر بكل جد ونشاط رغم الدموع التي لم تكف عن التساقط والتي كانت كما لو أنها مياه مقدسة تطهر قبيور الضحايا. بعد شيء من النهار وقبل أن تنتصف شمس الظهر كانت قد دفنت أخر عظمة لشخص حتى لا يعلمون إسمه فقد كانت العظام لا تملك ما يؤكد أو ينفي أنها لرجل أم إمرأة لذا قد دفنت كل عظمة على حدى بالقرب من بعضهم عسى أن تكون عظمين شقيقتين قريبتان فلا تخافا وحشة التراب. بعدما إنتهت مراسم الدفن وقف الجميع صامتين وفي داخلهم حزن دفين يريد منهم الصراخ كما الأطفال إلا أنهم في حضرة أناس قد ماتوا فلا ينبغي لهم أن يزيدوا على الموتى ألما فوق الألم الذي هم فيه. هدوء ملئ الأجواء إختلط معه شيء من الحزن، لم يستطع الكثير من الموجودين كبت مشاعرهم فقد إنهار معظمهم على ركبهم وهم يضعطون بشدة على أفواههم بإستخدام كلتا يديهم محاولين منع أصواتهم من الخروج رغم أن الدموع التي سالت من أعينهم لم تتوقف بل وحتى لم يصبها الجفاف.
أنت تقرأ
War of myths {} حرب الأساطير
Actionعندما ظن العالم بان السلام قد غطى بقاع الارض، ظهر ما ليس متوقع من العدم، يزيح بهذا السلام إلى ما وراء الافق، مهددا بذلك البشرية باسرها، فهل هذه نهاية العالم؟