الفصل الرابع

118 12 49
                                    

Bye guys , Hi ladies °3°






نظرتُ الى المرآة بأعيني الجاحظة التي تكاد تفارق محاجري لشدة شدهتي ، من هذا الذي آراه في المرآة ؟ ، لما لم يسبق لي والنظر إلى إنعكاس وجهي ؟ مالذي حصل لي ؟ .. أمسى المشيب بديلاً عن الشباب ، طرد الشيب سواد خصلاتي وأصبح شعري ليلاً يصيح بجانبه نهار ، لا أزال صغيراً بقلب صغير يحب الحياة ، يُحب الصبا ، رغم تلك التجاعيد التي تملأ وجهي الآن .. ، كيف لي أن أعود والمكان مُحاصر بالزمان القديم ؟ ، إنها أصعب لحضات في حياتي عندما أشعر بأني غريب حتى مع نفسي ، ولِمن يسأل .. منذ خطوتي الأولى في هذه الحياة ، إن ما أدهشني بالأخص هو إنني لم أجد فيها شيئاً مدهشاً ، وخارقاً ، أو بعبارة أوضح غير متوقع لكن الآن ماهذا ؟ أخذت أطراف بناني تجولُ على تلك المنحنيات المُجعدة التي تحكي قصصاً ، كانت عيناي ممتلئة بالدموع في كثير من الأحيان ، ولم أكُ أستطيع معرفة السبب وفي وقتٍ ما يبدو أن فيضاناً من قلبي جعلها تتدفق نحو ثغري الذي عفا عنه الزمن .... باردةً ، مالحة ، حزينة ومضطربة هكذا كان مطر مُقلتاي ..

- سيدي ! سيد بيكهيون ! هل أنت على مايرام ؟؟ تدخل كلمات المُفتش أذناي كما لو كنت غارقاً في المحيط ومحاط بفقاعة يدخل لها الصوت بصورة مشوشة ولايخرج منها !
فراغ .. رغم أزدحام كل شيء ، أدرتُ وجهي ولفيت جسدي وبدأت في سحلِ قدماي التي تتوسلني أن أتوقف لما أصابها من جروحٍ وآلام .. خرجتُ من ذلك المكان أسير بترقب أوتعلمون أمراً ؟ هناك سؤال ضبابي يجوب في خاطري ويدفعني للجنون : هل جُننتُ أنا ؟ أم هو المجتمع ؟ ، أكملتُ المسير في الشوارع الطينية الممطرة أتأمل منظري بأشمأزاز في الأرض المبللة ، أمري أشبه بمن أعطى مرآة لشخص أعمى .. لا أعلم مالعمل ومالذي سأفعله ... أنا عاجز وكم كرهت هذا الشعور ، ذهني مسلوب مني ، أعدو نحو المجهول إلى أن لمحتُ تلك الباب الخشبية لذلك المنزل أو لايجب أن أطلق عليه منزلاً ، إنه هيكل مصفوف من الطابوق والرخام يحوي داخله حفنة من الأوغاد .. لا أعلم حتى من هم أو ماذا يفعلون والكثير من هل و كيف و من ومتى ...

- أخرجوا ! ، الصراخ فقط كان يريحني ، لكن الصوت لايعلو ليتني أستطيع الصراخ إلى قيام القيامة مسترسلاً بلا توقف ، البرق يخفي لون الليل والرعد يلفح كأن السماء تُناجيني في محنتي ...

- فلنتحدث أرجوكم ! إتكأت يداي على السلم أحاول صعوده بصعوبة حتى وصلت إلى الدور العلوي ، أصوات الموسيقى والألحان تصدح في المكان وتعلو كلما تقربت إلى غرفتي عرجتُ ببطئ نحو غرفتي ، خطوة واحدة لن تُعبّد طريقاً على الأرض لذا تتابع الخُطى هو الحل ، إنسلت يداي على مقبض الباب لأفتحها بقوة على مصراعيها :

المذياع الملطخ بالدماء الذي يرن بأغنية شتوية ، السكين المُدمىّ المرمي على الأرض بجانب دمية كبيرة الحجم أشبه بمانيكان مطعونة في بطنها وشعرها مخضب بالدم ، يناقض ثيابها البيضاء اللون الأحمر للدماء ، مفاتيح البيانو التي تنزف دماً والحائط المُزيّن بالأحمر اللزج ، اللعنة ! كيف لكم الآن أن تتصوروا شدّة ماتراه عيناي ؟؟

𝐅𝐎𝐑𝐆𝐎𝐓𝐓𝐄𝐍|المَنْسيُّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن