شوكي // 𝑫𝑬𝑬𝑷 𝑰𝑵 𝒀𝑶𝑼𝑹 𝑯𝑬𝑨𝑹𝑻

عميقا في قلبك 2

صمت كيهيون للحظات فلقد أدى له شونو معروفا الآن و لا يستطيع رفض طلبه بالرغم من أنه لا يحبذ التواصل مع أشخاص لا يعرفهم فما كان له إلا أن يخرج هاتفه من جيبه قائلا "بالطبع"، أملى كيهيون رقمه على شونو فاتصل شونو لتأكيد الرقم و عندما رن هاتف كيهيون رد ليضعه على أذنه و هو ينظر إلى شونو الذي يقول "هذا هو ؟"، للحظات لم يعلم كلا منهما مالسبب الذي جعلهما يحدقان بالبعض بشرود لكن كيهيون أنهى هذا عندما أنزل ناظريه ليقول "إنه هو" ثم انحنى مرة اخرى ليشكر شونو فإذا بشونو يقول "حسنا، عمت مساءا، أراك في الغد" ثم أغلق زجاج نافذته ليذهب تاركا كيهيون الذي يقف ممسكا بمفتاح بيته يتسائل بصمت بينما هو ينظر إلى تلك السيارة التي تبتعد قائلا ""أراك في الغد"؟"

دخل كيهيون إلى منزله المظلم و أضاء الأضواء ليضع حقيبته أرضا ثم اتجه إلى البراد ليفتحه باحثا عن عشاء لكن كيهيون لم يجد شيئا سوى زجاجات المياه فما كان له إلا أن يغلق ذلك البراد ثم يخلع نعليه ليلقى بنفسه على سريره و يغط في النوم كالميت لتعبه الشديد بينما شونو كان عائدا أدراجه لكنه تخلف عن منزله ليذهب إلى منزل جده فلقد افتقده فهو يبات عنده فقط كل نهاية اسبوع لئلا يشعر جده بالوحدة ثم يعود لمنزله أيام الدوام لكن الآن الفرصة سامحة له بأن يزوره لدقائق ثم يغادر، وصل شونو و قد أطفأ محرك سيارته لينزل ثم تقدم ليقرع جرس الباب و هو مبتسم لشعوره بأن جده سيتفاجئ، فتح جد شونو الباب و عندما رآه تفاجئ حقا لكن ليس بسعادة بل بقلق و سرعان ما خبئ الظرف الذي كان يمسك به ثم ابتسم في وجه شونو قائلا "بني ! لقد أتيت، هيا، هيا، ادخل، إن الأجواء تزداد برودة"، خلع شونو نعليه و دخل مبقيا على ابتسامته و متظاهرا بأنه لم يرى أو يلحظ شيئا و اتجه بعد ذلك إلى صالة الجلوس ليأتي جده و يجلس بجواره قائلا "أتناولت العشاء ؟"، رد شونو بـ"ليس بعد" فضحك جده بهدوء ثم ربت على كتفه قائلا "حسنا، حسنا، هذا من حسن حظك فلقد طهوت الكثير من اللحم و لا أستطيع تناوله لوحدي و كما تعلم أن اللحم إن بات فسيفقد لذته"، ابتسم شونو و هز برأسه فقال جده "ليس عليك الانتظار كثيرا، سأجلبه الآن" ثم نهض ذاهبا إلى المطبخ ليترك شونو الذي تلاشت ابتسامته يفكر بصمت قائلا "ما كان ذلك الظرف ؟ لا عجب بأنه شيء يخص صحته لذا خبأه، هل هو على ما يرام ؟"، أتى جد شونو بالأطباق مقاطعا لحبل أفكار شونو و قد وضعها أرضا ليناول شونو أعواد الطعام قائلا "هيا، لنحظى بعشاء جيد" ثم بدأ بالأكل ليبادل شونو الأحاديث لكن شونو بدا جادا حين قال "جدي…، عليك أن تقلل أكل اللحم و تنتبه لصحتك" فنظر إليه جده و رد لجدية شونو بطريقة قلقة قائلا "صحتي ؟ لا عليك، انظر إلى جدك القوي، أنا بخير، أنا حقا بخير و أشعر بشعور جيد أيضا، و كأني سأطير، أرأيت ؟ جدك بخير يا فتى فلا تقلق !" ثم ختم حديثه بضحكة ليقول "هل ستبات الليلة ؟" فرد شونو قائلا "لا، فقط أتيت لأطمأن عليك، لم أخطط لتناول العشاء عندك حتى"، أنهى شونو كأس مشروبه ليضعه أرضا بالمقلوب فقال جده "حقا، لديك عادة والدك في قلب الكؤوس بعد الشرب، أنت تشبهه حقـ…" لكن سرعان ما قاطعه شونو قائلا "أرجوك، كف عن التحدث بشأنه" ثم أكمل حديثه مع جده بموضوع آخر حتى أنهيا طعامهما ليودعه شونو و يعود إلى منزله