عميقا في قلبك 13

100 4 0
                                    

مد شونو كفه نحو عنق جده و قد لامس نبضه لكنه قبلا لاحظ برودة جسده الشديدة ثم عدم تواجد أي نبض أو نفس ليعلم أنه فارق الحياة، صرخ شونو ببكاء و قد أخذ يسحب جسد جده نحوه ليلمه بين أحضانه و يعانقه بينما هو يبكي مرددا "جدي ؟! رد علي !" لكن جده لم يرد ليظل شونو يصرخ و الذكريات تمر أمام عينه و استمر كل شيء يتلاشى أمامه و هو يعلم أن جده الذي بين يديه مفارق للحياة، لحظات و سحب شونو هاتفه من جيبه ليسارع في الاتصال بالاسعاف و قد اتصل بكيهيون أيضا ليخبره بمكان منزله و أن جده ميت بين يديه فما كان لكيهيون إلا أن يرتدي معطفه و يخرج مسرعا ليستقل حافلة إلى هناك، كان غروب الشمس قد حل بالفعل و قد وصل كيهيون في آن وصول الإسعاف فنزل يركض من الحافلة لكن كيهيون توقف قبلا فلقد رأى نفسه مجددا و قد كان بحالة يرثى لها فلقد كان يرتدي ملابس ممزقة في هذا البرد و قد كان أيضا يمسك بغلاف حلوى و كأنه يحاول لعق ما تبقى به فتوقف كيهيون بتفاجئ لرؤيته لنفسه بالقرب منه و على هذه الهيئة، إنها فرصة مناسبة ! سيركض نحوه ليغطيه بمعطفه الدافئ ثم يطعمه و يربيه معاملا له بأحسن طريقة لكن كيهيون و رغم ذلك استطاع تمالك ذاته و قد تجاهل تواجد نفسه و التفت ليدخل مسرعا إلى شونو فلديه من يقلق بشأنه أكثر من ذاته الآن و ذلك كان الحل لمرض كيهيون و هو أن يحب ليجد من يهتم هو له و يفكر به أكثر من نفسه لكن شونو كان على رغبة شديدة في مساعدة كيهيون لدرجة أنه جهل هذا، دخل كيهيون مسرعا ليجد المسعفين يغطون جد شونو على تلك النقالة بينما شونو واقع على الأرض يقتله البكاء، سارع إليه كيهيون و قد جلس بالقرب منه ليعانقه لكن ذلك لم يدم طويلا فلقد طلب المسعفون من شونو أن يلحق بهم فهم يحتاجون إلى إنها بعض الاجراءات و قد خرج شونو ليركب بسيارته مع كيهيون و يقود ليلحق بسيارة الاسعاف و قد كان شونو يقود و الدموع تنهمر على وجنتيه لينظر إليه كيهيون بقلق و حزن، مد يده بعد لحظات و أمسك بيد شونو ليهمس بـ"لا بأس، أنت بخير" فلقد كان شونو يرددها دائما على مسمعيه بينما هو خائف أو حزين لذلك قالها كيهيون فهدء شونو بالفعل و قد وصل إلى المشفى برفقة كيهيون ليبدأ بتنفيذ بعض الاجراءات ليتم إصدار شهادة وفاة، جلس شونو في الانتظار قبلا و قد كانت شهقات البكاء تظهر منه ليمد كيهيون كفه و يربت عليه ثم يقترب ببطء أكثر و يعانقه، حاول شونو تمالك ذاته طيلة ذلك الوقت فلم يتكلم أو يبكي أيضا لكن تعبه الشديد جعله يضع رأسه على كتف كيهيون ليغفو بينما كيهيون ينظر إليه ليقول بصمت "يا إلهي، لابد أنه متعب، عيناه منتفختان لبكائه، آمل أن يغدو كل شيء بخير"

تم إصدار شهادة وفاة لجد شونو ليرقد بسلام و كان اليوم التالي هو يوم تشييعه ليكن كل من متواجد هو شونو و كيهيون و بعض رفاق جد شونو المسنين فعلم كيهيون من ذلك أن شونو وحيد الآن و ليس له أحد سوى أمه التي من المحتمل أنها لاتزال حية و هو أيضا فأصر على أن يقف بجانبه و قد شعر أن دوره حان في مساعدته الآن لكن هاتف شونو رن بينما هو يقف مستقيما و قد رد مسرعا ليبدو في حالة من الصدمة ثم ركض فجأة متجها نحو سيارته فلحق به كيهيون، كانت الشرطة قد أنجزت عملها و قد أتت بوالدته و قبضت على أولئك المجرمين و اتصلت بشونو ليأتي و يستلمها، وصل شونو و قد نزل برفقة كيهيون و هو يركض مسرعا ثم اتجه إلى أحد الغرف كما تم إخباره و قد وقف عند الباب قبل دخوله لرؤيته لأمه التي تجلس أمامه، غمرت عينا شونو بالدموع و قد أخذ يقترب ببطء بينما هو يرى علامات ربط على ساقيها و ذراعيها فتقدم ليجلس أمامها و مد يديه ليمسك بيديها و البكاء ينغم صوته بينما هو يحدق بأعين والدته ليقول "أمي ؟!"، قطرت دمعات والدة شونو و قد رفعت يديها لتضعها على خدي ابنها و همست بتعب قائلة "بني…" سرعان ما وضع شونو رأسه في حضنها و قد أخذ يجهش في البكاء بينما كيهيون يقف عند الباب و ينظر له و دمعاته تقطر أيضا لكنه ظل يتمالك نفسه لظنه بأن شونو يحتاج شخصا قويا بجانبه الآن، رفع شونو رأسه و قد نظر إلى والدته ليمسك بذراعيها قائلا "هل أنتِ بخير ؟ أنتِ نحيلة للغاية، أمي…، تبدين متعبة"، بادلته والدته النظر و قد ضمته لحضنها مجددا لتقول "أنا بخير طالما أنت معي" و انتهى هذا اليوم بعد دفن جد شونو و عودة شونو مع والدته إلى منزل جده الذي أصبح فارغا حيث ستستقر والدته هناك لكن شونو المتعب كان قد عاد للمنزل برفقة كيهيون و قد دخل إلى غرفته الخاصة بعد تناوله لعشاءه مع والدته و كان كيهيون على وشك الرحيل لكن شونو طلب منه البقاء لليلة فقط فهو يحتاجه سرعان ما وافق كيهيون و قد بدل ثيابه من ثياب شونو و استلقى معه على سريره الصغير ليقابله و ينظر إلى وجهه بين ذلك النور الخافت، اقترب كيهيون بابتسامة أكثر و قد عانق شونو بينما هو مستلقي فابتسم شونو بدوره أيضا ليرفع يده و يلاتعب بخصل كيهيون و مرت هذه الليلة الدافئة بهدوء ليستيقظ كيهيون في اليوم التالي باكرا و يغادر، استيقظ شونو بعد ذلك ليعلم أن كيهيون كان قد ذهب فنهض من سريره ليذهب إلى أمه و قد تناول إفطاره معها ليبدأ في التحدث معها و قص لها كل ما حدث له طيلة هذه الفترة و هي كذلك لكن شونو لم يصدق معها بشأن كيهيون فوالدته كل ما تعلمه هو أنه زميله في العمل و السكن كما أخبرها هو

شوكي // 𝑫𝑬𝑬𝑷 𝑰𝑵 𝒀𝑶𝑼𝑹 𝑯𝑬𝑨𝑹𝑻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن