عميقا في قلبك 8

99 5 2
                                    

وقف شونو ليقول "بحقك ؟! أعلمني بقانون يمنع الموظف أن يتناول طعامه خلال ساعات عمله الطويلة"، نظر مدير القسم إلى شونو و عاد لينظر إلى كيهيون الذي لم يرفع رأسه فلم يتبقى له شيء للقول و ما كان له إلا أن يسحب يده من شونو ليقول "انتهى دوامك، غادر، ليس لديك ما تفعله" و استدار ليذهب تاركا شونو يسارع في محاولة تهدئة كيهيون، وضع شونو كلا كفيه على كتفي كيهيون و قد اقترب ليهمس بصوته الدافئ قائلا "لا شيء يدعو للقلق، أنت على ما يرام" سرعان ما استجاب كيهيون لذلك الصوت و التفت بينما كفه ممسك بقميص شونو من ذراعه، كان كيهيون قد وعي سريعا ليضع تلك الكعكة فجلس شونو ليقول "أخبرتك بأنه هكذا، لا بأس، فقط لا تعكر صفو مزاجك" سرعان ما تأثر مزاج كيهيون بشكل إيجابي حقا و ابتسم لشونو ليبادله شونو تلك الابتسامة بلطف و عاد كيهيون ليكمل عمله حتى انقضى وقت دوامهما

غادر شونو و كالمعتاد سيترك كيهيون ليضيء الأضواء و سيذهب هو إلى منزل جده و يتناول عشاءه معه و قد وصل شونو ليحظر الطعام مع جده و يبدآن بتناوله لكن شونو لم يستغفل مسألة ذلك الظرف و قد قرر سؤال جده عنه فقال "جدي، لقد رأيت بضعة أشخاص يدخل أحدهم الظروف من تحت الباب و يسلمك الآخر في يدك…"، لم يكمل شونو حديثه إلا و قد غص جده و أخذ يسعل سرعان ما نهض نحوه و أخذ يربت على ضهره و قد جعله يشرب الماء ليتحسن ثم عاد ليسأل قائلا "ما كان ذلك ؟"، لم يرد جد شونو بالصدق و قد أنكر سريعا و أخذ يقول "ظرف ؟! بني، بحقك ! من يسأل عني ؟! أي ظرف ؟ أنت تتوهم"، صمت شونو فلقد شعر بأن هناك سر لكنه لا يشعر بالعواقب و لا يلحظ أي تغير لذا غض البصر عنه لينهي عشاءه مع جده فقط و يودعه ليغادر لكن شونو نظر عبر مرآة سيارته و هو يبتعد ليرى أحدهم برداء أسود مجددا يقترب من باب منزل جده ليضع شيء عنده و قد بدا مألوف لشونو لكن شونو لا يرغب في تكبير الأمور و افتعال المشاكل و اختار العودة فقط بصمت، وصل لمنزله و قد دخل ليعلم أن كيهيون لم يشغل منظم الحرارة مجددا فما كان له إلا أن يشغله بنفسه و بصمت و قد اتجه إلى تلك الأريكة لينام لكن شونو وضع رأسه على وسادته لتفيض أفكاره و لا يتمكن من النوم و ظل يفكر بما يخفيه جده و شغل باله أيضا ما يعاني منه كيهيون فلقد بدا كيهيون و كأنه يعاني من الكثير و ما لحظه شونو آخرا هو خوف أو عدم ارتياح كيهيون عند شعوره بسخونة شيء ما قريب منه و ظل يفكر و يفكر و يطول ذلك الحبل من الأفكار و التساؤلات لينام أخيرا

حل الصباح و قد شعر شونو بكف كيهيون الذي يربت على كتفه ليقول "شونو ؟ ألم تستيقظ بعد ؟" ففتح شونو عيناه ليرى وجه والدته أمامه سرعان ما جلس و التفاجئ يملأ عينيه و قد تجمد للحظات فقال كيهيون "ما بك ؟ هل أنت بخير ؟" فلم يكن لشونو سوى شده و قد قربه إليه ليتمسك به معانقا له لظنه بأنه والدته فصمت كيهيون بتفاجئ لبدء شونو بالبكاء و هو يردد قائلا "أين ذهبتي بحق السماء ؟ أنا أشعر بالوحدة، لقد اشتقت إليكِ كثيرا، لا تتركيني مجددا" و أخذ يبكي بينما هو يضم كيهيون من وسطه، نظر إليه كيهيون للحظة ثم رفع كفه ببطء و تردد ليمسح على رأسه و قد قرب رأس شونو من صدره بعد ذلك فوعي شونو ليبتعد و ينظر إلى وجه كيهيون، فك ذراعيه بسرعة و قد أنزل رأسه ليبدأ بمسح دموعه و هنا كان كيهيون قد أنزل رأسه بدوره و ابتعد بينما هو يعقد أصابعه بحيرة ليقول بعد لحظات "لقد… أعددت الفطور، هيا" و خرج مسرعا بعدها، نهض شونو و قد غسل وجهه ليخرج و يتناول الفطور مع كيهيون لكن على غير ما اعتاداه مؤخرا فلقد كان الصمت حالا مع بعض الضيقة و عدم الارتياح و استمر الوضع هكذا حتى بعد مغادرتهما و ذهابهما للعمل و انتهى دوامهما ليعود شونو بكيهيون إلى المنزل و يذهب بعدها إلى منزل جده ثم عاد ليجد كيهيون مستيقظ فلم يستطع كيهيون النوم لانشغال باله بما صدر من شونو فهذه أول مرة له يرى شونو المبتسم بتلك الطريقة و ظل يفكر بحيرة و قلق إلى أن عاد شونو من منزل جده ليدخل و يرى تلك الأضواء التي أضاءها كيهيون له لكن و كما اعتاد شونو أن كيهيون لا يشغل منظم الحرارة فشغله بنفسه ليدخل غرفته و يجد كيهيون الذي سرعان ما تظاهر بالنوم، علم شونو أن كيهيون لم ينم بعد و بالرغم من أنه قاوم عاطفته إلا أنه اتجه نحوه بعد ذلك ليغمده جيدا ثم انحنى و أخذ يمسح على شعره ليهمس قائلا "آمل أنك تشعر بالارتياح، تصبح على خير" و اتجه إلى تلك الكنبة ليستلقي و بعد لحظات سمع صوت كيهيون الخافت و الذي رد بـ"و أنت أيضا" فابتسم شونو بارتياح اخترق تكدره ليجعله يطمئن ثم نام ليصبح يوم آخر و تمر ساعاته سريعا حتى تنتهي و قد ذهب شونو لجده بالفعل لكنه لم يتناول العشاء معه و قد تفقده فقط ليعود للمنزل و يتناول عشاءه مع كيهيون كما وعده، وصل شونو و قد دخل ليجد منزله نظيفا للغاية فتقدم لينزع معطفه و يعلقه ثم اتجه إلى صالة الجلوس ليجد كيهيون يرتدي قفازات و هو يمسح تلك الطاولة الزجاجية، صمت شونو للحظات لرؤيته لكيهيون بتلك الهيئة اللطيفة و الغريبة و قد ابتسم بعدها قائلا "بحقك ؟ مالذي تفعله ؟" فنظر إليه كيهيون بصمت ليقول شونو "لا أعتقد أني قد نظفتها منذ أن ابتعتها، لا بأس" ثم دخل إلى مطبخه الصغير و المكشوف على صالة الجلوس و قد أوقد النار ليشوي بعض اللحم فهذه وجبة مثالية لنهاية الاسبوع، أخذ شونو يطبخ بجد في حين أن كيهيون كان قد أنهى التنظيف و مسح زجاجة الطاولة فأخذ تلك المناشف و المنظفات ليدخل بها إلى المطبخ غير مدرك لتلك النيران التي تشتعل و يرتفع لهيبها في حين تحريك شونو للمقلاة و قد تقدم كيهيون في حين إنبعاث تلك الشعلة الكبيرة أمامه سرعان ما وقع أرضا و أخذ يزحف متراجعا بينما هو مصدوم الوجه و عيناه تركد فيها الدموع و قد التفت شونو في آنها ليتفاجئ سرعان ما أطفأ النار و اتجه إلى كيهيون ليجلس بقلق في القرب منه و يقول "كيهيون ؟!" فصرخ كيهيون ليضع كلتا كفيه على أذنيه و قد بدأ يبكي بصوت عالي فما كان لشونو إلا أن يغمده بأحضانه بينما هو يهمس بـ"صه، لا بأس، كل شيء بخير" لكن هذا قاسي جدا على كيهيون و لأول مرة رأى النيران بهذه الطريقة كان عندما فقد والديه منذ سنين، كان كل شيء عادي في وقتها، أم حنونة، أب عطوف، عائلة صغيرة متاربطة لكن تلك الليلة كانت موحشة حيث انقطع التيار الكهربائي في عمق الليل فأشعل والد كيهيون فانوسا غير مدرك لما سيحدث و قد وضع كيهيون في السرير ليغني له بصوته العميق و الهادء فنام كيهيون ليذهب هو إلى غرفته، كان الفانوس في مكان آمن و مرتفع على تلك الطاولة لكن النافذة باتت مفتوحة فدخلت هره و قد حطت على تلك الطاولة بالقرب من النافذة فوقع الفانوس أرضا ليصب منه ذلك الغاز و يشتعل المكان و مضى وقت حتى وصلت النيران لمرحلة يصعب السيطرة عليها فاستيقظ والد كيهيون على صوت صراخ الجيران و أبواق السيارات و قد تفاجئ بكم تلك النيران الهائل و الذي أخذ يبتلع منزله، أسرع إلى غرفة كيهيون و قد دخل ليلتقط ابنه الذي باشر البكاء من نومه ثم خرج يجري ليضعه أرضا لكن كيهيون تمسك به باكيا فاقترب والده منه ليعانقه و قد همس في مسمعه قائلا "لا تخف يا صغيري، سأغني لك، لكن دعني آتي بأمك أولا" ثم ربت على رأس كيهيون ليدخل مسرعا لكن الأوان قد فات فحين دخوله انفجر كل شيء فسمع كيهيون ذلك الصوت العالي و رأى ألسنة اللهب أمامه كما أنه شعر بتلك الحرارة التي تنبعث من ذلك الحريق و أصبح يخشى كل هذا و لا يتحمل شيء منه بل يتحول كيانه إلى المغمد بالرعب عند حدوث كل ذلك، تمكن شونو من تهدئة كيهيون و قد أخذه إلى الغرفة بعد ذلك فكيهيون بدا متهالكا و قد استلقى بتعب فجلس شونو بجواره فهو لا يقوى على تركه وحيدا و قد مد يده بعد لحظات ليمسك بيد كيهيون، تبدلت مشاعر كيهيون نحو لمسات شونو له فلقد كان يشعر بالغرابة لكنه الآن يرغب في ترك شونو يحضنه، يمسك بيده و يربت على رأسه أيضا فشد قبضته على قبضة شونو لينزل شونو ناظريه بتعجب ثم نظر إلى كيهيون ليتنهد قائلا "أمازلت واثقا أن ليس هناك ما تود اخباري به ؟ انظر، أنا أصغي إليك، أفهمك، أرغب برؤية ما في قلبك لذا لا بأس، أنا موجود لأجلك، فقط حدثني"، نزلت دمعات كيهيون مجددا و قد جلس ليحكي لشونو كيف فقد عائلته و أنهى قصته بصعوبة لبكاءه المستمر لكنه و آخرا صرخ بـ"لقد كان يغني لي لأنام !" و لم يعد ليستطيع التحدث أكثر و قد وضع رأسه على صدر شونو سامحا لشونو أن يعانقه و أخذ يبكي بحرقة ليرفع يديه و يشد شونو نحوه فما كان لشونو إلا أن يرفع كفه ببطء ليضعه على رأسه كيهيون و قد أخذ يمسح بهدوء ليبدأ بالغناء غير مدرك بأن هذه هي الطريقة الأمثل لتهدئة كيهيون فلقد هدء كيهيون تماما بل و غط في النوم أيضا بأحضانه كالطفل فما كان لشونو إلا أن يمسك بجسده ببطء ليجعله يستلقي فاستلقى كيهيون ليفقد شونو توازنه و هو ممسك به و يقع عليه، نظر شونو بتفاجئ و قد كانت شفتا كيهيون الوردية مفرج بينها لينهض شونو مسرعا و بخجل و قد وقف ليقول "لمَ أنا خجول هكذا ؟! هذا غريب، حسنا ! سأنهي عملي فقط !" و خرج من الغرفة لينهي تنظيف فوضى المطبخ و قد استحم ليعود إلى الغرفة بعد ذلك، دخل شونو لكن قبل جلوسه على اريكته نظر إلى كيهيون ليقول بصمت "إن البكاء قبل النوم سيء جدا، هل هو بخير ؟" ثم اتجه إلى كيهيون لينحني و يضع اصبعه تحت أنفاس كيهيون فعلم أنه بخير ليعود إلى تلك الأريكة و ينام لكن ما إن استلقى سمع شهقات كيهيون و أنفاسه المتقطعة أثر البكاء فأغلق عينيه ليتمنى أن يصبح اليوم التالي بخير

انتهى البارت الثامن🖤
هل هذا تطور في مشاعرهم
بالنسبة لكم؟👀💕

شوكي // 𝑫𝑬𝑬𝑷 𝑰𝑵 𝒀𝑶𝑼𝑹 𝑯𝑬𝑨𝑹𝑻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن