•{النظرة الاولى}•

125 7 3
                                    

- لقد فشلتُ دائمًا في كوني مُكملًا لأحدهم كنتُ فردًا ناقصًا مليئًا بالثقوب ، فردًا لا يجيد شيئًا سوى الحب من مسافاتٍ بعيدة ـ لـ فرانز كافكا.

————
أخذتني امي بسياره الى المطار .كانت نوافذ السياره مفتوحه.وكانت درجة الحرارة ٢٣درجه في فينيكس.وكانت السماء زرقاء تماما خاليه من الغيوم وكنت ارتدي قميصي المفضل .قميص ابيض مخرم بلا أكمام لقد ارتديت هذا القميص على سبيل الوداع فقط أما ماكنت سأرتديه بعد ذالك فهو ستره من الفرو لها قبعة .
في شبه جزيرة أولمبيك عند أقصى شمال غرب ولاية واشنطن وتحت غطاء دائم من الغيوم تقبع بلدة صغيرة تدعى فوركس .يهطل من الأمطار في هذه البلده عديمة الأهمية اكثر مما يهطل في اي مكان آخر من الولايات المتحدة الأمريكية .ومن هذه البلده وظلالها الحالكه في كل مكان هربت امي بي عندما كان عمري بضعة اشهر فقط.وفي هذه البلده كنت مجبرة على قضاء شهر كل صيف إلى ان بلغت الرابعة عشر .انها السن التي صار لي فيها رأي ؛ففي الاصياف الثلاثة الماضية جاء ابي{تشارلي}ليمضي معي عطله تمتد لأسبوعين في كالفورنيا بدلا من ذهابي اليه في فوركس .
والآن انفي نفسي الى فوركس ،وهذا مااقدمت عليه بخوف شديد ...انا اكره فوركس .
لقد احببت فينيكس احببت الشمس والحرارة المرتفعة ،احببت هذه المدينة النشطة الممتده في كل اتجاه .
قالت لي امي قبل ان اصعد الى الطائرة.....كانت تلك المره آلالف "بيلا! لست مضطره الى فعل هذا"
امي تشبهني بكل شيئ الا شعرها القصير والخطين الذين يرتسمان على وجهها عندما تضحك .شعرت بنوبه من الرعب عندما حدقت في عينيها الواسعتين الطفولتين .كيف لي ان اترك امي المحبة الطائشة غريبة الأطوار حتى تدبر امرها بنفسها؟!ان فيل بصحبتها الان
اي ان الفواتير ستسدد على الأرجح ،وسيكون في البراد طعام ،وسيكون لديها وقود في سيارتها وشخص تتصل به اذا تاهت،ولكن مع ذالك كذبت قائله..."اريد ان اذهب!" لم أكن احسن الكذب أبداً لكني كررت هذا الكذبه كثيرا في الفترة الأخيرة إلى حد جعلها شبه مقنعه الآن
"ابلغي سلامي الى تشارلي "
"سأفعل"
اصرت امي قائله"أراك قريباً ...يمكنكي ان تأتي متى أردت سأحضر فوراً بمجرد ان تحتاجي الي " قلت لها "لاتقلقي علي سيكون الأمر رائعاً احبك ياامي" احتضنتني بقوه مدة دقيقة كامله ثم صعدت الى الطائرة...وذهبت امي
تستغرق رحلة الطائرة اربع ساعات من فينيكس الى ساتل تليها ساعة أخرى بطائره صغيره حتى بورت آنجلوس ،ثم ساعة بسياره حتى فوروكس .الطياران لايزعجني،أما الساعة التي سأمضيها مع تشارلي في السيارة فكنت قلقه منها بعض الشيئ.
كان تشارلي لطيفاً حقاً.وقد بدا عليه سرور حقيقي بمجيئي للعيش معه مدة طويله للمره الأولى ،لقد سجلني في مدرسة الثانوية ،وسوف يساعدني في الحصول على سيارة...
لكني متأكده ان الوضع سوف يكون غريباً عندما أعيش مع تشارلي ،ماكان احد ليستطيع وصف اي منا بأنه كثير الكلام مع اني لم اكن اعرف مايمكنني الحديث عنه .اعرف انه ارتبك بعض الشيئ بسبب قراري فأنا لم اكن احتفظ لفوروكس سرا....مثلما فعلت امي من قبلي .
كان المطر يهطل عندما حطت الطائرة في بورت آنجلوس .لم ار في هذأ فأل شؤم بل مجرد امر لاسبيل في تجنبه .لقد ودعت الشمس وداعاً أبدياً قبل سفري.
كان تشارلي ينتظرني في سيارته الكبيره .وهذا ماكنت اتوقعه أيضاً.يعمل تشارلي رئيس الشرطة في خدمة اهل فوروكس الطيبين ،وقد كان دافعي الاول لشراء سياره ،رغم قلة نقودي هو رفضي التجول في البلده في سياره عليها اضواء حمراء وزرقاء .لاشيئ يبطئ حركة المرور كما يبطئها وجود شرطي .
احتضنني تشارلي على نحو غريب بذراع واحده عندما نزلت متعثره من الطائرة
قال لي مبتسماً وهو يمد يده تلقائياً حتى يمسكني ليجنبني السقوط "لطيف ان اراك يا بيلا!لم تتغيري كثيراً،كيف حال رينيه ؟"
قلت.."امي بخير،لطيف أيضاً ان اراك ياأبي"
لم يكن مسموحاً لي ان ادعوه تشارلي في حضوره .
كانت حقائبي قليله فمعظم ملابس اريزونا خفيفة لاتصلح لولاية واشنطن .لقد جمعنا مالدينا من مال. انا وامي حتى استكمل ملابس شتويه .لكنها ظلت قليلة رغم ذالك ...اتسع صندوق السيارة لجميع حقائبي بكل سهوله،
عندما جلسنا في السيارة وربطنا الأحزمة قال ابي"وجدت السيارة جيدة من اجلك انها رخيصة جدا "..شعرت بريبه من طريقة قوله "سيارة جيده من اجلك"بدلا من الاكتفاء من عبارة "سيارة جيده"فقلت.."وما نوعها؟"
"حسننا.انها شاحنه صغيره في الواقع من نوع تشيفي !"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 14, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

🍂الشفق🍂Where stories live. Discover now