《16》

16 7 7
                                    


الصّبر

قال عُمر بن الخطّاب رضي الله عنه: وجدنا خير عيشنا بالصّبر.
وقال أيضًا: أفضل عيشٍ أدركناهُ بالصّبر، ولو أنّ الصبر كان من الرّجال كان كريمًا.

وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهُ: ألا إنّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرّأس من الجسد، فإذَا قُطع الرّأس بار الجسم، ثم رَفع صوته فقال: إنّه لا إيمان لمن لا صبر لهُ.

وقال الحسن: الصّبر كنزٌ من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلاّ لعبد كريم عنده.

وقال عُمر بن عبد العزيز: ما أنعم الله على عبد نعمة، فانتزعها منه، فعاضه مكانها الصبر، إلاّ كان ما عوّضه خيرًا مما انتزعه.

وقال سليمان بن القاسم: كلُّ يُعرف ثوابه إلاّ الصبر، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزُّمر]. قال كالماء المُنهمر.

_ مُقتبس من كتاب "لا تحزن" تأليف عائض القرني. -أنصح بالكتاب-

وحديث القرآن عن الصّبر متنوع وممتع مما يدل على أهميته ومكانته العظيمة، وكذا الشّأن في السنة النبوية، فقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم أمته على هذا الخلق الكريم، وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم أنموذجاً يُحتذى في التّخلق بخلق الصبر بشتى أنواعه وأعلى درجاته، ومن قرأ في سيرته العملية وسنته القَولية سيجد أن للصبر شأناً عظيماً.

قال صلـى الله عليه وسلم: "عجباً لأمرِ المؤمن إن أَمره كله عَجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".

جعلنا الله وإيّاكم من الصّابرين وعوّضنا بأحسن مما فقدنا.

أستغفر الله العظيم من كلّ ذنبٍ عظيمٍ.

رَحمةٌ وَغُفرانٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن