الفصل السادس

104 6 2
                                    

"ينبغي التفكير على نحو مختلف، إذا فكّرنا بالطريقة التي اعتدنا على التفكير بها لن نصل إلى شيء. "

برنار_فريبير

______________________________________

نظرت الى المرأة امامها جيدا وهي تتفحص ملامحها الجميلة ،وذلك الفستان الاسود الطويل الذي زاد رقيها وسحرها ، وقعت عينيها على شيء براق في سبابة يدها اليسرى لقد كان خاتم جميل ، وبطريقة ما احست انه مألوف .
تقدمت المرأة منها و هي تبتسم بوداعة ثم وقفت على بعد متر واحد منها ، نظرت إليها وزاد اتساع ابتسامتها لتهتف أدورا بصوت منخفض : " جدتي ساندرا ! " ،تحولت ابتسامة المرأة الى ضحكة وهي تفتح ذراعيها وتقول: "هل نسيتني بهذه السرعة حفيدة ابنتي" !؟
ألقت أدور نفسها بين احضانها و هي تقدم اعذار كونها رأتها فقط لسنوات قليلة و قد كانت في الخامسة وقتها. ابتعدت بعد برهة و هي تراها تخرج شيئا من جيب فستانها ، قدمته لها بينما قالت :
" الجواب هنا أدورا " حولت عينيها الى الورقة التي بين يديها و كانت رسمة لغابة بأشجار كثيفة
"ما الذي تقصدينه بهذا جدتي" رفعت رأسها بينما تتحدث فوجدت المرأة قد ابتعدت وهي تقول : "هذه مسؤوليتك انت " .
استيقظت و قد كان الليل يجمع أستاره معلنا الرحيل، بينما خيوط الفجر بدأت بالبزوغ ، قامت و هي تحاول ان تتذكر ما الذي رأته للتو ، روت ظمأها بسرعة .
ثم اتجهت الى كومة اوراقها و اخذت قلم الحبر و بدأت تخط بسرعة تفاصيل الرسمة التي رأتها قبل ان تنساها ،
ولأن الشمس لم تشرق بعد لم تعلم هل ما تفعله صحيح أم ستصدم صباحا بخطوط لا قيمة لها !

اخيرا حل ذلك الصباح على أدورا فقامت بسرعة، وجدت أمها تحضر الافطار فبدأت بمساعدتها و اثناء ذلك كانت تسترق بضع لقيمات ، حينما انتهت وقفت امام والدتها قائلة بنبرة متوترة "أمي علي ان ارى ريسيلا هناك شيء مهم اريد ان احدثها فيه ! "

"حقا ولكن الوقت باكر جدا الآن ربما لم تستيقظ بعد ، وفيما تريدينها !؟ "
"لا بأس امي ، أريدها في شيء خاص اذا أتيحت ليا الفرصة سأحدثك عنه " ، "حسنا ، سأخبر والدك بذهابك . صحيح منذ مدة لم تحدثني عن موضوعك "
" موضوع ماذا ! " تسائلت أدورا متصنعة الاستغراب
" موضوع الحماة ايتها الفتاة "
" اه نعم سأفعل حينما أعود أرجوك دعيني اذهب الآن " ، قبلت والدتها ثم هرولت بسرعة إلى غرفتها اخذت الورقة و همت بالخروج لتصطدم بكلاريت أمامها تقول: " صباح الخير يا فتاة لما العجلة ؟! "
"لا شيء اراك لاحقا " ،
امسكت كلاريت طرف فستانها و هي تجذبها اليها : " هل أنت ذاهبة لرؤية حبيب !؟ لم اعلم أن لديك حبيبا ! " تشدقت و ملامح الخبث والمكر رسمت على وجهها .
توسعت عينا أدورا بصدمة و هي تدفعها بعيدا عنها وصاحت : " هل انت مجنونة ، بالطبع لا ثم ألا ترينه موضوعا تافها يجعلني أودع فراشي الجميل الدافئ لاجله !؟ أنا ذاهبة لرؤية ريسيلا و ابتعدي عن طريقي هيا " ثم اسرعت خطواتها لتخرج من المنزل بينما بقيت كلارا في مكانها تضحك .

خلف أسوار أثينا Where stories live. Discover now