الجن العاشق و المس الشيطاني - اسرار روحانية

838 31 1
                                    


الجن متواجدون حولنا في كل مكان تقريبا ولديهم القدرة باعتبارهم ارواح على السلوك في اجساد بني ادم ولولا الملائكة الموكلين بحفض الانسان لعاثوا في الارض فسادا ولكن قد تحدث امور يجهلها اكثر الناس وقد يرتفع حجاب الملائكة عن الانسان نتيجة التعرض لبعض انواع السحر او نتيجة امور قد تحدث عن قصد او عن غير قصد فتتمكن الارواح الشيطانية الماسة من الدخول في جسم الانسان و من ثم السيطرة على عقله واحاسيسه.

وعادة ما تستغل تلك الارواح بعد تمكنها من الدخول في الاجساد حاجة الانسان الفطرية لوجود شريك من الجنس الاخر في حياته فتلعب على تلك المشاعر خاصة لدى الفتيات المراهقات او حتى النساء المتزوجات وكثيرا ما نسمع عن تعرض فتيات للاغتصاب من قبل مخلوقات ماورائية ، احيانا تحدث تلك الاعتداءات في اليقظة او في حالة بين النوم و اليقظة او هكذا تحس معظم الفتيات. وعادة لا يشعر بوجود تلك الكائنات الشيطانية سوى الانثى المعنية بالامر يعني لو وقف شخص سليم غير ممسوس بجانب فراش اى فتاة او امراة تتعرض في العادة و في كل ليلة لانواع مختلفة من التحرشات و المضايقات لما شاهد معها احدا على الاطلاق و لو عرضت الفتاة نفسها على طبيبة مختصة لتفاجئت بكونها لا زالت عذراء وان ما كانت تخاله ممارسات جنسية حقيقية لم يكن سوى الاعيب و خيالات ذات اصل شيطاني. من هنا نفهم ان الجني او العفريت او الشيطان الساكن في جسم تلك الفتاة يحرك مشاعرها من الداخل و يجعلها ترى كان شخصا او كائنا ما يجامعها او يلاطفها من دون ان يشعر هو بأي شيء انما غايته من وراء ذلك هو تعطيلها عن الزواج و ابقائها على جنابة حتى تسهل سيطرته عليها و على احاسيسها.

قد يجادل البعض في هذه المسألة ويرى بحسب فهمه لبعض النصوص ان الجني لا يستطيع الدخول في جسم الانسان رغم ان الآيات القرآنية صريحة في هذا المعنى حيث يقول الله عز وجل في سورة البقرة : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) ، فمسألة دخول الجني في جسم الانسان ثابتة بالكتاب والسنة واجماع العلماء و لم يخالف في ذلك الا قلة.

قال أبن القيم في الجزء الرابع من كتابه زاد المعاد صفحة 63 : ( واكثر تسلط الارواح الخبيثة على اهله تكون من جهة قلة دينهم و خراب قلوبهم و السنتهم من حقاءق الذكر ٠٠٠ فتلقى الروح الخبيثة الرجل اعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا ولو كشف الغطاء لرأيت اكثر النفوس البشرية صرعى هذه الارواح الخبيثة وهي في اسرها و قبضتها تسوقها حيث شائت ).

وذكر محمد الحامد في كتابه ردود على اباطيل ج 4 ص135 انه قد وقف اهل الحق موقف التسليم للنصوص المخبرة بدخول الجن اجساد الانس وقد بلغت من الكثرة مبلغا لا يصح الانصراف عنه الى انكار المنكرين ).

و مما هو جدير بالذكر ان مشاكل التلبس وتسلط الجن العاشق وكل ماله علاقة بالمس الشيطاني موجودة ايضا في المجتمعات والثقافات الاخرى ، حيث يوجد في تراثهم الشعبي وفي واقعهم المعاصر قصص كثيرة ربما لا يتسع المجال لذكرها تتحدث عن حالات مس شبيهة بما يحدث في المجتمعات العربية ، بل قد نجد في الروايات التوراتية و الانجيلية ما يشير صراحة الى امكانية دخول الارواح الخبيثة الشيطانية في اجساد بني آدم جاء في الاصحاح الرابع من انجيل لوقا ( وكان في المجمع رجل فيه روح شيطان نجس فصاح بأعلى صوته : اه ما لنا ولك يا يسوع الناصري اجئت لتهلكنا انا اعرف من انت انت قدوس الله فانتهره يسوع قال اخرس و اخرج منه ، فصرع الشيطان الرجل في وسط المجمع و خرج منه من غير ان يصيبه بأذى ). وفي الاصحاح التاسع من انجيل متي : ( ولما خرج الاعميان جاءه بعض الناس باخرس فيه شيطان فلما طرد يسوع الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع و قالوا ما رأينا مثل هذا في اسرائيل! ).

وحتى علماء الغرب و اقصد هنا بعض الباحثين و المختصين منهم في دراسة الظواهر الماورائية يعترفون بامكانية دخول الارواح الشيطانية في جسم الانسان ، نقل عبد الرزاق نوفل في كتابه عالم الجن والملائكة عن الدكتور بيل قوله : ( ان للارواح الماسة ثلاث نقاط اصطدام رئيسية هي قاعدة المخ و منطقة الضفيرة الشمسية و المركز المهيمن على اعضاء التناسل ).

نأتي الآن للمسألة الاكثر جدلية في هذا الموضوع و المتعلقة بامكانية حدوث نوع من التزاوج الحقيقي بين بني الانسان وبين تلك المخلوقات الماورائية اي الجن و العفاريت عند ظهورها عيانا. في الحقيقة رغم ندرة المصادر التي تتحدث عن حالات تزاوج حقيقية بين انسان و سعلاة وهي الهيئة التي يظهر بها الجن العاديون بعد اكلهم للطعام او بين انسان و غول وهي الهيئة التي يظهر بها عادة عفاريت الجان ، الا ان الشيء الثابت الوحيد في هذه المسألة هو ان المراة من الانس لا تعلق و لا تحمل اذا جامعها غول او سعلاة ذكر وحتى لو افترضنا انه قد وقع تزاوج من هذا النوع في بعض الازمنة فينبغي ان يكون الطرف الاضعف في هذه الزيجة وهو الانسان ممسوسا اي لا يستطيع رؤية الطرف الاخر على حقيقته لانه لن يطيق باي حال من الاحوال معاشرة كائن اشبه بالقرد او الحيوان.

ومن الحقائق الثابتة ايضا ان الجن و العفاريت لا يظهرون عيانا الا في حالات نادرة جدا وفي اماكن نائية خاصة في عصرنا الحديث الذي تكثر فيه آلات القنص الا اننا قد نجد في بعض المصادر ما يشير الى امكانية حدوث تزاوج حقيقي بين بني الانسان وبني الجان من ذلك ما رواه الخرائطي في كتابه هواتف الجان عن الاعمش قال : ( شهدت نكاحا للجن بكونى تزوج رجل منهم الى الجن فقيل لهم اى الطعام احب اليكم قالو الارز قال الاعمش فجعلوا يأتون بالجفان فيذهب ولا نرى الايدي ) اكام المرجان ص 68 .

وروى بن دريد في الاشتقاق و الجاحظ في كتاب الحيوان ان رجلا من العرب اسمه عمرو بن يربوع تزوج الغول و اولدها بنين و مكثت عنده دهرا ثم تركته و هربت الى ارض السعالى قال القرطبي في الجزء العاشر من كتابه الجامع لاحكام القرآن ص 142 بعد ان اورد هذه القصة بأن ( هذا من اكاذيب العرب ).

أسرار الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن