225 20 6
                                    


"صحيح ,عذرًا على التأخير الأجزاء التي طلبتها وصلت بعد طول انتظار"

رفع ذو الشعر الاشقر المنفوش حاجبيه وتوسعت عيناه فورما تذكر ماهية هذه الدراجة فهي نفسها التي اهداها له مايكي قبلًا

التفت الآخر نصف التفاتة دون أن يكبد نفسه عناء تحريك جسده كاملًا لينظر للماثل أمامه بابتسام "لما لا نذهب لتجبرتها؟"

أنهى حديثه لينظر لمن كادت تصبح جزءًا من أثاث المتجر لاستلقائها على الأرضية بلا حراك لفترة طويلة ,لم ينبس بأي حرف و اكتفى بالنظر إليها ينتظر منها القدوم معهم فهو على علمٍ بأنها مولعة بالدراجات و لن ترفض فرصةً كهذه بالطبع

كانت الأخرى تحدق في سقف الذي يعتليهم بعينيها التي قد تحسبهما مغلقتين من الننظرة الأولى لشدة تقارب جفنيها ,ألقت بصرها تجاه عينيه مباشرة ,بدت نظرتها خامدة جدًا على غير المعتاد بالنسبةِ له

لم تمر سوى هنيهات حتى أشاحت وجهها نحو الاتجاه المعاكس لمن وقفا أمامها دون أن تحرك شِبرًا من جسدهل

تمتمت بصوتٍ خافت"اذهبما أنتما ,لدي ما أفعله"لم يكن لديها حقًا شيء ما لتفعله لكنها رفضت الذهاب معهما باختلاق تلك الحُجة فما كانت تشعر حقًا بأنها تريد الخروج حاليًا و اختارت أن تنعم بالسكينة لبعض الوقت أو أن تذهب لتتمشى قليلًا بمفردها فلطالما كان المشي أحد أكثر السُبل التي تلجأ إليعا في محاولتها لتصفية ذهنها دائمًا

نظر لها ذو الجديلة ليرفع أحد حاجبيه متسائلًا عن سبب ردة فعلها المُغايرة لطبيعتها فقد أحس و كأنه يحدث شخصًا آخر

"ما بالها؟"

"لا عليك لقد تشارجنا هذا الصباح فحسب..ستعود لطبيعتها بعد القليل من الوقت"

"هكذا إذن..تلك الخرقاء لا يليق عليها الحزن ابدًا" أنهى جملته متبسمًا ومشيرًا عليها بسبابته
...

عندما يسدل الليل ستائره بألوانها السوداء ليقبل القمر مرتديًا عباءته الفضية ,ويزحف الصمت بخطاه الواثقة ليعم السكون على أنحاء الكرة الأرضية ,تنام أعين البشر مطمئنة إلا قلة منهم وكلٌّ له سبب لربما يحب السهر ,أو هل أصابه الأرق؟ ,أم أنه يفضل الليل على النهار

وبالبطع كانت آمي أحد من القلائل هؤلاء التي تمشي على رصيفٍ ما بكل سكينة وهدوء بينما كانت منغمسة في أفكارها وسط قلبِ سواد و عتمة الليل والتي كان القمر كفيلًا بتزينها بضياءه

لم يكن هنالك أي صوتٍ في الأرجاء غير وقع أقدامها على الأرض كلما خطت خطوة
"ليتها تمطر.." رفعت رأسها للأعلى محدقةً بالغيوم التي تكاد تُرى

أعادت نظرها لقدميها ,لتتجلب إلى ذهنها ذكرى لم يمر عليها أمد مديد
...

في أحد مستشفيات طوكيو ,جلست فتاةٌ في فراش المشفى الذي يُماثل لون شعرها شديد القصر ولُفّ بضماداتٍ اُفسد لونها الناصع بشيءٍ من اللون الأحمر ,حدقت بمقلتي الفيروز خاصتها تجاه نافذة الغرفة تنظر للسحب التي تسرح في أرجاء السماء

Ken Ruyguji || RainWhere stories live. Discover now