269 20 44
                                    

.

لطالما كانت آمي شخصًا ذو شخصية صعبة الفهم ,فقد يبدو أنها ذات شخصية وقحة و فظة ولا تملك كلمة 'احترام' في قاموسها ,  وتارةً يبدو من أنها الأشخاص الذين يفكرون ويهتمون بالآخرين أكثر من أنفسهم

فما دلّ ذلك على شيءٍ سوى أنها تحمل في داخلها جزءًا طيبًا كأخيها لكنها تختلف عنه بعض الشيء فهي تملك نظرةً مختلفة لمعنى 'المساعدة' وترى بأنه ليس الجميع يستحقونها وبمقدورها التخلي عن أيّ شخص متى ما أرادت دون إعطاء ما تحمله من مشاعر تجاهه أي إهتمام سرعان ما تراهُ بلا فائدة

وهذا ما سبب امتلاكها لمشاكل في التحكم بمشاعرها وكيفية إظهارها فكان هذان سببان كافيان لإمتلاك الناس انطباع خاطئ عنها عند لقائها لأول مرة

لكنها لم تأبه بذلك فهي بحدِّ ذاتها تحمل عن نفسها فكرةً لا تقل سوءًا عن أفكار الآخرين الأولى عنها ,فكل ما يجول في بالها حول نفسها هي جملة ما

"من لهم دورٌ وأولوية في الحياة هم من يستحقون ,وأنا لست على تلك القائمة..."

كل ما يشغل بالها هو أن تفعل ما تراه صائبًا و منطقي لتبقى في الطريق الصحيح دون إقحام نفسها في ما لا تبتغيه
فهي مجرد فتاة عادية لا فائدة ترجى منها ,ما هي إلا شخص سيعيش و يموت ثم يُنسى بكل سهولة فهمها حاولت ستبقى في الخلف ,أو هذا ما كانت تظنه..
وبما أنها معمية بتلك الفكرة فهي ترى توأمها كالملاك ,فهو الوحيد الذي كان قابلًا على أن يقف شامخًا بعد كل ما مر به من معاناة و آلام ,لقد كان بحق الشخص الوحيد الذي لم تتغير مشاعر حبها تجاهه البتة

وهذا ما آثار حنقها عندما أخبرها أخوها بما حصل في المستقبل فهي ترى أن ما فعله لا مبرر لها فقد رأته ينهار مرارًا و تكرارًا جراء ما كان يحصل كلما قام بتغير شيءٍ ما بينما هي كانت تراقبه من مسافة بعيدة غير قادرة على إعانته لإعتقادها أنها لا تستطيع
وها هو أخيرًا حصل على ما يبتغيه فلما أراد إنقاذ من اختار الهلاك بنفسه؟ و تدمير المستقبل الذي لطالما حلم به

...






"هاه؟" قال بإرتباك واضحٍ في نبرة صوته فهو في حيرةٍ تامة الآن إثر ما قامت بالإفصاح عنه

"أنت حقًا اناني.. ألم تخصل على ما تبتغيه بالفعل؟" تسألت وهي تنظر له بحسرة

"مالذي تعنينه.."

"أليس كلامي واضحًا؟" زادت من علوّ نبرتها

"أنا حقًا لا أعلم مالذي دفعني لأصل لتلك الحالة لكن...كانت مهمتك فقط إنقاذ هينا ,فلما قمت باللخاق بنا و اقحام نفسك في مشاكل أخرى؟ ,ألم يخبرك مايكي مسبقًا؟ نحن بأنفسنا من اخترنا و سلكنا ذاك الطريق" كان إهتزاز صوتها واضحًا كما لو كانت على وشك البكاء
'يا إلهي لما هو طيب هكذا؟'

Ken Ruyguji || RainWhere stories live. Discover now