الفصل الثاني

10 0 0
                                    

    لا تنطبق الاحوال علي الافعال مهما كنا نتمني
فالتمني شيطان يقبع داخل القدر، فهنا يتقدم وهنا يدنو ونحن بين الحين والاخر نتقبل ونرفض.
شمس الزمان ظلت قابعه معتكفه علي كتبها ودراستها، لتحصيل اكبر قدر ممكن وربما الهروب من فقدان والدها الغائب الحاضر،  امامها في كل خطواتها.
ظلت معها السيدة التي سخرت نفسها لتربيه شمس
فما تعرفه عنها انها (ام احمد)  ولكن ليس هناك احمد اصلا فكعادة اهل القري تسمية الفتيات بام فلان حتي ينعم الله عليها بذلك نوع من التفاؤل لا اعلم من اين اتوا به،  ظلت بجوارها تعدو عليها بما اعطاه الله لها من رحمه وحنيه وطيب قلب ولم تبخل يوما عليها بالتواجد في اكحل الاوقات قد يمر بها احدا.
ومع مرور الوقت انتهت دراستها واصبحت.. امراه شكلا وهيئة وتعليماا، وحان الوقت لتغادر حيها باحثه عن مكانا اخر للعمل والسكن، بحثت شمس طويلا حتي اشار عليها احد الاشخاص ببيتا في السيدة زينب افضل كثيرا من الذي تقنط فيه
لم تتاخر بل سارعت لرؤيه البيت فكل خطوة لديها محسوبه.
توكلت علي الله وعزمت علي رؤيه البيت واخذ راي ام احمد فيه وان نال الاعجاب فلا داعي لتاخير الانتقال له،  وها هو ما حدث فعلا فنال اعجابها بانه بيتا هادئ لا يقنطه احدا سواهما
وشقه في الدور الاول لرجل وسيدة اغلب الاوقات يقيموا لدي ابناءهم.
   شمس
(ايه رائيك يا ام احمد انا حاسه براحه كبيره للبيت ده حساه هادي كده وريحه طيبه)
ام احمد
(والله يا بنتي ماعارفه اهو بيت زي بيت ربنا بس الحق يتقال هو هادي ومش دوشه زي البيت الي كان في الحاره بصراحه يعني يلا ربنا يجعله قدم الخير عليكي يارب وتشوفي الخير كله فيه يا بنتي)
شمس
(يارب يا ام احمد رغم اني ما كنت عاوزه اسيب البيت الي عشت فيه مع بابا والله بس هقول ايه الحمد لله ربنا وحده الي عنده الخير لينا يلا بقي نرتب حجاتنا ونوضب البيت لان عندي ميعاد في الشغل الي هستلمه بكره ادعيلي يا ام احمد)
ام احمد
(بدعيلك والله يا بنتي من قلبي كتير ربنا يكتبلك الخير يا شمس يا بنت طيف ياقادر يا كريم)
شمس
مبتسمه (ربنا ما بحرمني من دعواتك يارب)
  يهم الاثنان بترتيب البيت حتي يسنح لشمس الفرصه لاخذ قسط من الراحه قبل ان تذهب لعملها لاول مره، فهي راحله له يرافقها دعوات ام احمد لها وعين والديها التي ترافقها من السماء.

عمارة ٢٢ شقة ٣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن