الفصل الرابع

6 0 0
                                    

   لا تقارن احدا فقط تامل واصمت وتعجب فقط، فالخلق جميعهم مع اختلافتهم فهم فقط بشرا يحملون لقب انسان دون معني لتلك الكلمة.
  هكذا هو الحال حين ذهبت شمس لعملها فوجدت
انها داخل دائره الانسان العملي، لم تجد تلك اللحظات التي تدنو من الواقعيه البحته بعيدا عن التذمت والمأموريه.
تدخل بقدمها لعالم اكثر رتابه وصرامه لم تعدها هي من قبل، لكن مع مرور الوقت تعتاد تلك اللحظات وليس بالبعيد ان تصبح هي الاخري مثلهم بل اكثر،
مع الوقت سوف تعتاد فقط.
شمس
(انا شمس حضرتك جايه استلم شغلي انهارده بناء علي الطلب الي قدمته وحضرتك وافقت عليه وتم المقابله وجالي الاخطار ده لميعاد تسليم شغلي هنا)
مدير العلاقات العامة
(اهلااستاذه شمس اهلا بيكي فعلا احنا في انتظارك انهارده اتشرفنا بيكي انتي خد ممتاز وشهادتك بتثبت ده انتي اضافه قيما للقسم عندنا كبدايه ليكي)
شمس
(الشرف ليه بوجودي بينكم يا فندم)
مدير العلاقات العامة
(اتفضلي معايا هعرفك علي مكتبك وزمايلك والقسم الخاص بيكي وهتقدري تتواصلي مع مشرفه المكتب هتفهمك اختصاصك وشغلك في القسم هنا واي شي ما تترديدش انك ترجعي ليه كلنا هنا اخوه وزمايل بنساعد بعض من اجل المصلحه العامه للشركة)
شمس
(اكيد يا فندم اكيد)
   مرت الساعات وكانها تختنق، لم تصدق انها تنتهي لتعود لبيتها لملاذ راحتها بعد يوم ثقيل لا يوجد به سوي الاوراق والملفات وكلمات التفخيم وقول نعم وحاضر فقط.
عادت لتصعد درجات سلمها واعينها تتعلق بباب الشقه التي اسرتها، هل تعود الفتاة؟ هل تخيلت وجودها؟
لازالت الاتربه علي جدران بابها هل تاتي وتذهب ام ماذا؟
دخلت شقتها لتستقبلها ام احمد بالترحاب الشديد متسأله عن يومها الاول بالعمل، وهل وفقها الله
ولم تنسي ان تذكرها بانها لم تكف عن الدعوات لها حتي عادت الي البيت، كانت ام احمد تتحدث وشمس بعالم اخر عقلها منحصر في الشقه والفتاة والشاب تكسر صمتها ام احمد بقولها
(ايه يا شمس مش بكلمك انتي زعلانه ولا ايه حد. زعلك في الشغل لا لو حد زعلك سبيلهم الدنيا وامشي اه هما مش عارفين انتي بنت مين ولا ايه)
   هنا تبسمت شمس لطيبه ام احمد وكلماتها البسيطه فامسكت يدها لطبطب عليها بهوادة وتحدثها
(اطمني الشغل كويس وناس كويسه بس انا الي مش واخده لسه علي جو الرتابه ده بس عارفه ايه الي محيرني الشقه الي تحتنا اول مره اعرف ان فيها حد)
ام احمد
(تقصدي شقه 3  ازاي وصاحب  العماره قال مافيش حد فيها وبعدين دي متربه وبابها قديم كده)
شمس
(ما ده الغريب انا الصبح شوفت بنت جميله خارجه من البيت ده وبعدها كلمتها وجالها شاب كده نده عليها بس حسيت اندهش لما شافني  بس الاغرب اني لما رجعت لقيت الباب عليه نفس التراب ولا كان حد قرب ليه من سنين)
ام احمد
(ايه يا شمس ده تلاقيكي بيتهيالك بقولك ايه يلا انا عملالك الباميه باللحمه الي بتحبيها حلاوة الشغل يلا غيري وصلي واستغفري ربنا كده هتلاقيكي بقيتي احسن يلا وانا هجهز الغدا)
لم تجيب ولكن اجاب الصمت، فهي في شرود تبحث عن جواب لما حدث لها وهل كان خيال ام تخيل

عمارة ٢٢ شقة ٣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن