الفصل الرابع
مهماز الغضبفي سيارة التاكسي التي تقلهم الى مطار سانتياغو لم يتكلم دون البيرتو الا قليلا كان يبدو متوترا وعصبيا لما دخلوا الى المدرج شعرت سيرينا بانقباض وتوتر ايضا. بعد دقائق قليلة ستتعرف الى الرجل الذي وعدت الزواج منه
كانت ويندي متكورة على صدر اختها بقوة مما جعل سيرينا تسرع لتقف قرب دون البيرتو الذي كان مسمرا العينين في الطائرة الانيقة الجاثمة على المدرج همس يقول
عظيم لم يتاخر في الوصول ، ارتخت تقلصات شفتيه وابتسم وانتشرت حولهم حركة نشطة
اندفع سيل من المسافرين الى الطائرات التابعة لمختلف شركات الطيران . الاقلاع والهبوط يتعاقبان في تناغم ثابت لكن سيرينا لم تكن تنظر الا الى الرجل الذي خرج من الطائرة الفاخرة وراح يتقدم نحوهم في خطى واسعة فأشار اليه دون البيرتو بيده ثم قال باستغراب وخيبة امل
يالهي! لماذا جئت انت ياكوستا ؟ اين حفيدي ؟
ارخت سيرينا ضغطها على ويندي وشعرت بارتياح لأن الشاب الواقف امامها ليس حفيد دون البيرتو كان الطيار يرمقهم بنظرات استغراب وبدا منزعجا في شكل واضح ثم قال
طلب مني ان اعبر لكم عن اسفة لعدم قدرته المجيء ياسنيور من كثرة انشغالة لم يتمكن من ان يحرر نفسه كي يأتي ويرافقكم
انطلق دون البيرتو غاضبا
- تبا له ! ماذا الذي منعه من المجيء ؟لم تحدث هزة ارضية على ما اظن
اخذ كل واحد مكانه داخل الطائرة فجلست سيرينا قرب العجوز المتوتر الاعصاب وخلال مدة نصف ساعه ظل صامتا وعابسا بينما كانت الطائرة تتجه نحو الجنوب وغابت العاصمة وناطحات السحاب بعيدا وراءهم كانت الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق حقول مزروعة باشجار السرو والاوكاليبتوس والحور.
وقنوات مائية تصل الحقول ببعضها البعض
قال دون البيرتو بعد ان انفرجت اسارير وجهه
- هذه الاراضي هي افضل اراضي شيلي وبسبب الجبل الري يتم بصورة جيدة جبال الانديس والتلال المكسوة بالثلج تشكل خزانا حقيقيا لذلك فلا تنقصنا المياه حتى في الصيف الجاف
سألت سيرينا وهي متقلصة اليدين
أنت تقرأ
روايات عبير -- سيد الرعاة
Romanceالملخص : الصدفة خير من ميعاد ... قول مأثور كثيراً ما يبرهن صدقه في حياة الناس ومصائرهم . وما حصل لسيرينا كان أكثر من صدفة وافضل من ميعاد لانها كانت على شفير الانهيار الاقتصادي والمعنوي عندما قذفت بنفسها في مغامرة لا يقتحمها سوى من كان يائساً .. وأي...